الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 ما الفرق بين راية رسول الله وأعلام "سايكس-بيكو"؟

 

سؤال سأله أحد طلاب الصف الخامس للأستاذ حسين أبو الحج في مدرسة حوسان، فأجاب الأستاذ حسين وبيّن للطلاب الفرق بين راية رسول الله ﷺ التي تجمع الأمة الإسلامية وتوحدها، وأعلام "سايكس-بيكو" التي صنعتها وفرضتها بريطانيا وفرنسا والدول الغربية على بلاد المسلمين من أجل تكريس الفرقة بين المسلمين وتمزيق بلادهم.

 

وجراء هذا الجواب الذي يوجبه الإسلام، والذي يُعبر تعبيراً صادقاً عن موقف كل مسلم يعتز بدينه، استشاط غضباً رهطُ المرتزقة الذين يأنسون بالمستعمرين ويقتاتون على أموالهم السياسية الملوثة، وشُكلت لجنتان للتحقيق مع الأستاذ حسين؛ لجنة من وزارة التربية وأخرى من مديرية التربية والتعليم في محافظة بيت لحم، وأثناء التحقيق معه في المدرسة كانت الأجهزة القمعية تحيط بالمدرسة إحاطة السوار بالمعصم ثم اختطفته من باب المدرسة بعد تنسيقها مع كيان يهود لدخول بلدة حوسان، وذلك يوم الأربعاء 2021/11/17.

 

ويوم الاثنين 2021/11/29 اختطفت أجهزة السلطة الأستاذ أنيس حمامرة أثناء توجهه لمدرسته الجديدة التي نقل إليها تعسفياً للسبب نفسه الذي اعتقل ونقل لأجله الأستاذ حسين أبو الحج.

 

أما المفارقة العجيبة فكانت في كلام مديرة التربية والتعليم ونائبها مع الوفد الذي زار مديرية التربية مستنكراً ما قامت به السلطة ومديرية التربية، إذ كان جواب مديرة التربية أن الأستاذ حسين اعترف وأقر بأنه قام بالتفريق بين راية رسول الله ﷺ وأعلام "سايكس-بيكو"! وأن نقلهما من المدرسة كان من أجل حمايتهما والمحافظة على حياتهما!

 

هل التفريق بين راية رسول الله ﷺ وأعلام "سايكس-بيكو" جريمة حتى يقال إنه اعترف وأقر؟! وفوق هذا ممن تريدون حمايتهما؟ ومن هو الذي يهدد حياتهما؟ لقد تكلمنا مع أساتذة المدرسة في بلدة حوسان وهم يكنون الاحترام والتقدير للأستاذين، وطلاب المدرسة يحبونهما، وأهل بلدة حوسان كرام يحبون الإسلام ويعظمون شعائره، إذن فمن الذي يهدد حياتهما غير السلطة وأوباشها؟!

 

ونريد أن نعرف ما الذي أغاظ وزير التربية والتعليم مروان عورتاني من الحديث عن راية رسول الله ﷺ، وما الذي أغاظ مديرة التربية والتعليم نسرين عمرو من الحديث عن أعلام وحدود سايكس-بيكو؟ أم أن كلام الأستاذ حسين لا يتفق مع المنهاج الفلسطيني الذي يُراقب ويُتابع من كيان يهود والاتحاد الأوروبي؟!!

 

ليجيبنا هؤلاء لماذا لا يوجد شيء في المنهاج الفلسطيني عن راية رسول الله ﷺ؟! لماذا حُذف من المنهاج خالد بن الوليد رضي الله عنه، والقائد صلاح الدين، وغزوة خيبر وحُكم سعد بن معاذ في بني قريظة؟! لماذا حُذفت آيات الجهاد في سبيل الله؟!

 

لماذا لا يريدون إفهام أبناء المسلمين أن الحدود القائمة في بلاد المسلمين هي حدود رسمها الاستعمار؟! لماذا لا يقال لهم ما كشفته الوثائق البريطانية عن اعتذار العقيد مارك سايكس لمسؤوليه عن سوء الرسم للأعلام العربية بسبب رسمه لها على عجل؟!

 

لماذا لا يُدرس في المنهاج أن تحرير بيت المقدس لا يكون إلا بالجهاد في سبيل الله واجتماع الأمة الإسلامية على قائد رباني يحكمها بالإسلام ويقودها إلى استئصال كيان يهود من جذوره؟!

 

لماذا يحرص المنهاج على إبراز القيم والمفاهيم الغربية المناقضة للإسلام؟ ويتقصد طمس الهوية الإسلامية التي فيها العزة والوحدة؟!

 

يا أهلنا في الأرض المباركة:

إن المجرم الحقيقي الذي يجب أن يحاسب هو الذي يريد سلخ أبناء المسلمين عن دينهم وراية رسولهم ﷺ.

 

إن المجرم الحقيقي هو الذي يزرع في أبناء المسلمين تقديس حدود وأعلام "سايكس-بيكو" التي مزقت الأمة الإسلامية.

 

إن المجرم الحقيقي هو السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية التي أصبحت أداة خبيثة تعمل على تدمير أهل فلسطين في كل المجالات، فوفرت الغطاء للمؤسسات الغربية التي تعمل على هدم بيوتنا وأسرنا، وحسبكم أن تنظروا إلى ما آل إليه التعليم والمناهج التعليمية، انظروا إلى المؤسسات الإعلامية ودورها في نشر الرذيلة وإفساد القيم، وانظروا إلى المؤسسة الأمنية التي أصبحت ذراعاً أمنياً للاحتلال، ويكفي شاهداً على هذا ما تشهدونه اليوم من حملة متزامنة تشنها أجهزة السلطة وكيان يهود على "المقاومين"، وفي المقابل توفر الغطاء للمجرمين والقتلة وكبار تجار المخدرات ليدمروا المجتمع وينثروا فيه بذور الفتنة.

 

فحسين الشيخ والرجوب يقولان لا يوجد شيء اسمه سلاح المقاومة، ولكن ماذا عن سلاح المجرمين والقتلة وتجار المخدرات؟! لماذا لا تُوجه السلطة وأجهزتها الأمنية حملتها تجاه المجرمين والقتلة ورؤوس الإجرام الذين يروجون المخدرات؟!

 

أجيبونا لماذا اعتقلتم الأستاذ حسين أبو الحج والأستاذ أنيس حمامرة؟ ولصالح من تعتقلون حملة الإسلام وتلاحقونهم في كل مدن الضفة الغربية؟! أما العملاء والقتلة فتطلق أيديهم ليعيثوا في الأرض الفساد!

 

أيها القضاة الأفاضل: إن مهمتكم إقامة العدل وإنصاف المظلوم، ونحن نربأ بكم أن تكونوا أداة بيد أجهزة السلطة الفاسدة.

 

أليس جريمة وفساداً الخضوع لإملاءات الأجهزة الأمنية الجائرة التي تناصب الإسلام وحملة دعوته العداء؟! وأنتم أكثر من يعلم فسادها، فلماذا توفرون الغطاء لجرائمها؟

 

ونسأل قاضي محكمة بيت لحم، لماذا ترفض إطلاق سراح الأستاذ حسين أبو الحج؟ ما هي الجريمة التي اقترفها لتبقيه محتجزاً حتى ساعة إعداد هذا البيان؟ هل الدعوة لوحدة المسلمين جريمة؟! هل الحديث عن راية رسول الله ﷺ جريمة؟! هل الحديث عن دور بريطانيا وفرنسا في تمزيق العالم الإسلامي جريمة؟! هل الحديث مع الطلاب عن دور العملاء في تكريس الفرقة بين المسلمين جريمة؟!

 

لماذا لا تنظرون إلى جرائم وزارة التربية والتعليم بحق أبنائنا، أليس خضوعها لإملاءات أعداء الإسلام وتغييرها المناهج لسلخ أبنائنا عن دينهم، وغرس القيم والمفاهيم الغربية فيهم جريمة وأي جريمة؟ ألا تبصرون أن الهدف من كل هذا وذاك هو حماية الاحتلال وتكريس وجوده؟ ألا تبصرون ما يجري حولكم؛ كيان يهود يتمدد كالأخطبوط ورئيسهم يعلن احتفالاته الدينية من المسجد الإبراهيمي وهذا له دلالات خطيرة تجاه بلد خليل الرحمن، ألا تدركون من الذي مكَّن كيان يهود ووفر له الغطاء لينشر مستوطناته في كل مكان؟ أليست السلطة الفلسطينية عبر تنسيقها الأمني؟! أليسوا حكام المسلمين العملاء المطبعين؟!

 

يا أهل الأرض المباركة: إن السلطة الفلسطينية والحكام العملاء وكيان يهود وأمريكا والمستعمرين يغيظهم صعود الإسلام ويحاربون دعوته، فارفعوا أصواتكم في وجه هؤلاء، وأعلنوها مدوية أن رايتكم هي راية رسول الله ﷺ، وأنكم جزء من أمة إسلامية أصيلة، واملأوا قلوب أعداء الإسلام غيظاً بنصرتكم لربكم ودينكم بالعمل لإقامة الخلافة التي تقيم الدين وتنهي نفوذ المستعمرين وتحرر فلسطين، ﴿وَيَوْمَئِذٍ ‌يَفْرَحُ ‌الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ ولا عزاء يومئذ للمنافقين والخائنين.

 

التاريخ الهجري :26 من ربيع الثاني 1443هـ
التاريخ الميلادي : الأربعاء, 01 كانون الأول/ديسمبر 2021م

حزب التحرير
الأرض المباركة فلسطين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع