الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كتاب مفتوح

من حزب التحرير في الأرض المباركة إلى رئيس مجلس وزراء السلطة الفلسطينية

الحمد لله رب العالمين الذي بيده الملك، يُعز من يشاء ويُذل من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،

حضرة رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نخاطبك بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً * وَالَّذِينَ ‌يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً.

نخاطبك بقول الله تعالى هذا سائلين الله تعالى أن تدرك معنى آيات الله وكلماته، وإنا نذكرك بما يوجبه عليك الإسلام لأن مرد أعمال الناس إلى أحكام الإسلام ثم يكون الجزاء عليها يوم الجزاء بين يدي الله تعالى، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه، كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ ‌أُحْصِيهَا ‌لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْراً، فَلْيَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ» رواه مسلم.

إنك تعلم أن الأجهزة الأمنية اعتقلت الأستاذ الفاضل حسين أبو الحج بسبب إجابته على سؤال أحد طلاب الصف الخامس عن الفرق بين راية رسول الله ﷺ وأعلام "سايكس-بيكو"، وقد حدّث طلابه عن وحدة الأمة الإسلامية وراية رسول الله ﷺ، وأن الحدود والأعلام القائمة اليوم قد فرضها الاستعمار على بلاد المسلمين لتكريس الفرقة بينهم، ونحسبك تعلم هذه الحقيقة السياسية التي لا يُماري فيها إلا العملاء.

إن اعتقال الأستاذ حسين أبو الحج ثم اعتقال الأستاذ أنيس حمامرة ونقلهما من أماكن عملهما إلى مدارس بعيدة عن مكان سكنهما بسبب حديثهما عن الإسلام ووجوب وحدة المسلمين وراية رسول الله ﷺ لا يمكن فهمه إلا في سياق واحد هو محاربة الإسلام وراية رسول الله ﷺ، وخدمة أعداء الإسلام.

فكيان يهود والدول الغربية أكثر ما يرعبهم ويخيفهم هو وحدة الأمة الإسلامية وإقامة أحكام الإسلام، ولذلك يحرص كيان يهود وأعداء الإسلام على إفراغ المناهج والمدارس من أي محتوى يحيي في أبناء المسلمين مفاهيم الوحدة والجهاد في سبيل الله وإقامة أحكام الله تعالى.

يا رئيس الوزراء:

لقد أصبحت السلطة الفلسطينية رأس حربة يستخدمها أعداء الإسلام للفتك بأهل فلسطين وتدمير أبنائهم وشبابهم وأسرهم، فجريمة السلطة الفلسطينية لم تقف عند التنازل عن معظم فلسطين لكيان يهود، بل أصبحت أجهزتها الأمنية ذراعاً أمنياً للاحتلال، والسياسات التي تنفذها السلطة من خلال مجلس الوزراء أو الأجهزة الأمنية، تهدف إلى محاربة الإسلام وإفساد المجتمع، وتمكين الاحتلال من تنفيذ سياساته في الضفة الغربية، وما حققه كيان يهود في ظل السلطة الفلسطينية ما كان يستطيع تحقيقه دون وجودها، وهذا ما نطق به قادة كيان يهود، أما حالة التردي التي آل إليها المجتمع، فسببها الفساد المستشري في مؤسسات السلطة، وتوفيرها الغطاء لحشد من المؤسسات الممولة من الدول الغربية لتنشر فسادها بين أهل فلسطين، وأُمّ الجرائم تنفيذها لسياسة أعداء الإسلام في سلخ أبناء المسلمين عن هويتهم الإسلامية وهدم الأسرة وتفكيكها.

فهل تستطيع أن تجيبنا لماذا يُبرز المنهاج الفلسطيني مفهوم الجندر ويطمس أحكام الإسلام التي تنظم علاقة الرجل والمرأة بما يضمن بناء أسرة مطمئنة قائمة على البر والتقوى؟!

وهل تستطيع أن تجيبنا لماذا أُخرج من المنهاج غزوة خيبر وحكم سعد بن معاذ رضي الله عنه في بني قريظة وأحكام الجهاد وآيات الجهاد في سبيل الله؟!

وهل تستطيع أن تجيب أهل فلسطين كم مرة تم تغيير حدود فلسطين قبل قرار التقسيم وبعده ومن الذي قام بتغييرها؟!

وهل تستطيع أن تجيب أبناء فلسطين من الذي رسم الأعلام ووضع ألوانها وجعلها رموزاً وطنية؟! وهل ستحدثهم عن رسالة السير "مارك سايكس" إلى المفوض الأعلى في مصر المؤرخة في 22/2/1917م والتي قدم فيها رسومه المقترحة للأعلام وألوانها، واعتذاره الشديد عن الطبيعة العجولة لرسالته فقال: (أعتذر بشدة عن الطبيعة العجولة لهذه الرسالة لكني لا أملك أكثر من خمس وعشرين دقيقة لإنجازها بما فيها الرسوم) انتهى.

فهل ستقول لهم إن الذي رسم أعلامكم وحدود بلادكم "رموزكم الوطنية" هم أعداؤكم؟!

أجب أبناء المسلمين من الذي رسم الحدود ومزق البلاد وأشعل فيها النعرات الطائفية والقومية والوطنية ودعم الحركات الوطنية بالمال والسلاح والتي من خلالها كرست الحدود والفرقة في الأمة الإسلامية؟!

أليس الهدف الرئيسي من المناهج المدرسية هو إيجاد الوعي عند أبنائنا وتحصينهم ضد أعداء الأمة؟!

إن العلم الفلسطيني بزعمك رمز وطني يجب احترامه، ولكن ماذا عن راية رسول الله ﷺ؟ هل يجب احترامها؟!

وبعد هذا هل تستطيع أن تجيب أبناءنا في المدارس عن الفرق بين راية رسول الله والعلم الفلسطيني؟

أيها الوزراء: لن نتناول في هذا الكتاب كل برامجكم التي تعملون على تنفيذها خدمة لأعداء الإسلام وسنكتفي بما أشرنا إليه سابقا، ونقول لكم ألا تحسبون حساباً لغضب الله تعالى؟! ألا تحسبون حساباً ليوم تثور فيه الأمة على من ظلمها؟! وماذا ستجنون من ارتهانكم لكيان يهود والدول الغربية وتنفيذكم لسياساتهم المدمرة لأهل فلسطين؟! هل ستنجيكم أمريكا من غضب الله تعالى وعذابه، أم ستحميكم من المسلمين الذين امتلأت قلوبهم غيظاً من جرائمكم وفسادكم؟! على ماذا تراهنون؟! فإن نجوتم من أيدي المؤمنين فلن تنجوا من نكال الله تعالى ﴿وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ ‌تَنْكِيلاً﴾.

وفي الختام:

لتعلم السلطة ومن وراءها أن حزب التحرير لا يترك شبابه في الاعتقال دون ملاحقة أو محاسبة لمن كان سبباً في اعتقالهم وظلمهم، وإن اعتقال شبابه لن يزيده إلا قوة وعزاً عند الله وعند المؤمنين، وإنا نحصي على أعداء الله وأعداء رسوله أعمالهم، وبحول الله وقوته قد اقترب يوم حسابهم، وقسماً بالذي رفع السماوات بغير عمد، الذي أهلك فرعون وثمود وقوم نوح فما أبقى، والذي بعث محمداً بالحق والسيف بشيراً ونذيراً ليُمكنن لنا ديننا وليُذهبنَّ غيظ قلوبنا ممن عادانا، وليَجمعنَّ الله أمة محمد على دينه، ولتقومنَّ الخلافة على منهاج النبوة كما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله، ولنجعلنَّ كيان يهود أثراً بعد عين، وأمريكا والدول الغربية صاغرة لحكم الإسلام ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ ‌مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ، قد تظن أن قسمنا هذا بعيد، ولكن كن واثقاً أن الله تعالى لا يحنث في قسمه، ويبر قسم رسوله وقسم أوليائه، وإن كان لك بقية من عُمر لتَرينّه عين اليقين.

وأخيراً: إن هذه تذكرة لكم لعلكم تنتهون فتقوموا بما يوجبه عليكم الإسلام، وإن أبيتم إلا الانحياز لأعداء الله ورسوله، أعداء الإسلام والمسلمين، فحسبكم قول الله تعالى: ﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً﴾.

ونسأل الله أن يهديكم إلى ما فيه نجاتكم يوم القيامة ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.

والحمد لله رب العالمين

التاريخ الهجري :10 من جمادى الأولى 1443هـ
التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 14 كانون الأول/ديسمبر 2021م

حزب التحرير
الأرض المباركة فلسطين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع