الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

زيادة أسعار المحروقات والكهرباء

 

مزيج من السفه والتبعية التي تجلب ضنك العيش

 

 

في إطار سياسة ما يسمى بالإصلاح الاقتصادي، واستباقاً لموازنة العام 2017م، أعلن وزير المالية في مؤتمر صحفي مساء الخميس 2016/11/03م، عن زيادة في أسعار الكهرباء للاستهلاك الذي يتجاوز 400 كيلوواط، وكانت صحيفة الجريدة في عددها (1924)، قد كشفت أن هذه الزيادة تبدأ من 300% للكيلوواط، بجانب زيادة أسعار المحروقات، ليكون سعر لتر البنزين للمستهلك 6.17 جنيهاً وسعر لتر الجازولين 4.11 جنيهاً، والكيروسين سعر الجالون 18.8 جنيهاً، وذلك بزيادة لأسعار المحروقات بنسبة تفوق الـ30%. (فضائية الشروق). وكان نائب رئيس الجمهورية، في اللقاء الجماهيري بالدامر، يوم السبت 2016/11/05م، قد أكد التزام الدولة بعدم تأثير القرارات الاقتصادية الأخيرة على الفقراء، ومحدودي الدخل والعاملين، وفي اليوم ذاته، بدأت ولاية الخرطوم بتطبيق زيادة في تعرفة المواصلات؛ التي يستخدمها 5 ملايين و600 ألف مواطن، من الفقراء ومحدودي الدخل يومياً، بحسب تقرير وزارة البنى التحتية، تراوحت هذه الزيادة في تعرفة المواصلات، بين (60 - 100%)، (صحيفة المجهر السياسي 2016/11/07م).

 

مما لا شك فيه، أن عبارة (الإصلاح الاقتصادي)، في ظل الدولة الرأسمالية الوظيفية القائمة في بلادنا، تعني الانصياع لروشتة صندوق النقد الدولي، ففي حديثه بنادي الشرطة يوم 2016/11/06م، قال وزير المالية: (نفذنا مع صندوق النقد الدولي أكثر من (13) برنامجاً قصير المدى). (صحيفة الجريدة يوم 2016/11/07م). هذه الروشتة تتضمن رفع الدعم عن السلع، وتحرير سعر العملة مقابل الدولار، وخفض الإنفاق الحكومي، الذي يعني عدم إنفاق الدولة على رعاية شؤون رعاياها في التعليم والعلاج وغيرهما.

 

لقد اتبعت هذه الحكومة؛ المتهافتة على إرضاء الغرب الكافر، ومؤسساته المالية، اتبعت، ولا زالت، سياسات رعناء؛ حيث فصلت جنوب السودان، الذي أفقد السودان ثروات هائلة، قال وزير النفط محمد زايد في حديثه لصحيفة المجهر السياسي العدد "1585": (قبل انفصال الجنوب كان السودان ينتج "455" ألف برميل يومياً، وبعد الانفصال ذهبت "355" ألف برميل جنوباً، يعني فقدنا 90% من موارد النقد الأجنبي)، وعطلت المشاريع الزراعية، ولاحقت المصانع، بالجبايات والرسوم، حتى أغلقتها، وضيّقت على الناس في تجارتهم، وفي معاشهم، وترصّدتهم على طريقة رجال العصابات، تبتزهم عند كل خدمة شوهاء تقدمها لهم! فكانت عاقبة ذلك، أن تعطل الإنتاج، وارتفعت نسبة البطالة، وهاجرت الكفاءات، واغترب الشباب!!

 

ثم لم تكتف هذه الحكومة بذلك، بل اتخذت من السلطة؛ التي هي أمانة ومسئولية، اتخذت منها مغنماً؛ ترضي بها كل صاحب هوى ينازعها، تدفع إليه من المال الحرام؛ الذي تأخذه من الفقراء والبسطاء، بل طبّقت النظام الفدرالي الذي استنزف ثروات البلاد، ومقدراتها، عبر كتلة الحكام والدستوريين المتضخمة، أصحاب المخصصات والامتيازات الباهظة، وهي تسعى عبر الحوار المزعوم، إلى مضاعفة عدد نواب البرلمان، والدستوريين الطفيليين؛ الذين يقتاتون على أموال البسطاء والفقراء، تلك الأموال التي أخذت ظلماً وعدواناً، تحت لافتات رفع الدعم، والجبايات، وإصلاح الاقتصاد، لتوضع في غير موضعها، ففي اليوم ذاته الذي أصدرت فيه وزارة المالية منشورات لتخفيض الصرف الحكومي بنسبة 10%، اشترت وزارة المالية أثاثاً مكتبياً فخماً للبرلمان، بتكلفة قدرها (850) مليون جنيه، فيما أعلن مساعد الأمين العام للمجلس، عن بيع جزء من الأثاث القديم، في مزاد علني! أين هؤلاء السفهاء من سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، الذي كان يقضي حاجات الرعية تحت ظل شجرة، في أعظم دولة، كان يرهبها الغرب والشرق؟! ولكنها الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وليست الجمهورية الضالة!

 

كيف يُفقر أهل بلد شاسع، مترامي الأطراف، كالسودان، وثرواته ظاهرة وباطنة؛ عشرات الملايين من الأفدنة الصالحة للزراعة، والمراعي، وعشرات الملايين من الثروة الحيوانية، وعشرات المجاري المائية العذبة، ونهر النيل، ومئات الملايين من الأمتار المكعبة من مياه الأمطار، وثروات معدنية ضخمة، من بترول، وذهب، وكروم، وحديد، ونحاس، وغيرها الكثير!!

 

إن هذه الحكومة فاشلة، وعاجزة عن إدارة شئون البلاد والعباد، أكبر همها؛ هو تنفيذ إملاءات الغرب الكافر، ومؤسساته المالية، وتقديم ثروات البلاد، ومصالح العباد، قرابين ومهراً لأمريكا، وصندوق النقد الدولي!! تتوسل بذلك للاستمرار في كرسي الحكم المعوجة قوائمه!! إن سبب فشل هذه الحكومة؛ هو فقدانها للبوصلة، وتطبيقها لنظام الجبايات، النظام الرأسمالي، وإعادة تكرار نفس المعالجات التي تجلب الضنك والشقاء، وتخليها عن نظام الرعاية، نظام الإسلام، والله سبحانه قد توعد صاحب هذا الصنيع بقوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.

 

أيها الأهل في السودان: أنتم مسلمون، أقوياء بربكم، أعزاء بدينكم، فالإسلام مصدر قوتكم وعزتكم، فاجعلوه الأساس لتصرفاتكم، وأفعالكم، وعلى أساسه حاسبوا هؤلاء الحكام الفاقدين للبوصلة، اجعلوا منه أساساً للتغيير الذي تنشدون، وليكن عملنا من أجل الحياة الإسلامية؛ حياة الرعاية والعزة والكرامة. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.

 

 

 

التاريخ الهجري :10 من صـفر الخير 1438هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2016م

حزب التحرير
ولاية السودان

2 تعليقات

  • khadija
    khadija الثلاثاء، 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2016م 19:18 تعليق

    أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..

  • khadija
    khadija الإثنين، 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2016م 19:16 تعليق

    اللهم سدد خطى حزب التحرير واجعل اللهم أفئدة الناس تهوي إليه ولين اللهم قلوب من بيدهم القوة لنصرة دعوته.

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع