السبت، 26 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الإسلام بدولته الخلافة هو وحده الذي يصهر الشعوب

ويقضي على عنصرية العرق والجهة والقبيلة

 

 وقعت يوم الأربعاء 2019/11/20م أطراف النزاع بمدينة بورتسودان؛ البني عامر والبجا، اتفاقاً لوقف الاقتتال القبلي؛ والذي اندلع يوم الاثنين الماضي؛ حيث قتل 6 أشخاص، وأصيب العشرات بعد تجدد مواجهات قبلية في المدينة، عقب ندوة جماهيرية لنائب رئيس الجبهة الثورية الأمين داوود، والذي وصل إلى السودان في الأسبوع الماضي، بعد سنوات من حمل السلاح في وجه الدولة داخل تنظيم الجبهة الثورية، وعقب الاستقبال الحاشد للرجل بالخرطوم، صرح خاطباً ود أبناء قبيلته؛ بأن قبائل البجا أقلية!! فأثار حفيظة أبناء البجا، مشعلاً فتيل القبلية البغيضة على مواقع التواصل (الاجتماعي)، التي ضجت بالفتنة، فتعبأ الناس واصطفوا على أساس القبيلة والعرق، وعندما نضجت ثمار الفتنة، وحان قطافها، توجه الرجل إلى مدينة بورتسودان، وبحسب موقع باج نيوز: فإنه أخل باتفاقه مع والي البحر الأحمر المكلف؛ حيث اتفقا على إقامة الندوة عقب الجولة القادمة من مفاوضات جوبا، ووافق الرجل، غير أنه ذهب وأقام الندوة، وحدث الاقتتال!!

 

إن الذي يوقظ الفتنة في البلاد؛ فيقتتل الناس على أساس الجهة، أو العرق، أو القبيلة، من حين لآخر، هو الحكومة والوسط السياسي المرتبط بالغرب الكافر؛ فهم الذين يذكون نيران العصبيات، ويضعون جُدر التمييز بين أهل البلاد، لخدمة مشروع الغرب الكافر؛ تمزيق الممزق من بلاد المسلمين، أو من أجل الكسب السياسي الرخيص، فحكومة [قحت] سيراً على نهج الحكومة البائدة بنت نفسها على أساس المحاصصة، ففي مساء الخميس 05 أيلول/سبتمبر 2019م أعلن حمدوك في مؤتمر صحفي أسماء حكومته من 18 وزيراً، وأوضح أن وزارتين تبقتا من غير وزراء، وقال حمدوك: "نسعى لشغلهما بوزيرين من الشرق والنيل الأزرق" (موقع قناة العربية 2019/9/6م). فهؤلاء الحكام يميزون بين الرعية، ويصنفونها على أساس الجهة بدل أن يزيلوا الفوارق، ويجعلوا نظرتهم للرعية واحدة!!

 

إن برنامج الحكومة الانتقالية "البرنامج الإسعافي" ص10 تحت عنوان (الدين والدولة) ينص على منع إقامة أحزاب سياسية على أساس ديني!! ولا ينص على منع إقامة أحزاب سياسية على أساس جهوي، أو عرقي، أو قبلي، لأن هذا الانحطاط هو بضاعة هؤلاء الساسة التي يتكسبون بها، بل إن الأنكى والأمر هو جحافل هؤلاء الساسة من حملة السلاح الذين يتحدثون عن التهميش والظلم، ثم بدل البحث عن فكرة سياسية عادلة لرفع الظلم، يدخلون في مستنقع المحاصصات الآسن طلباً للاستوزار كما طلبت الجبهة الثورية وحركة تحرير السودان جناح الحلو؛ اللتان فاوضتا الحكومة في جوبا، وطالبتا بإيقاف تعيين الولاة والبرلمان إلى أن يتم الاتفاق؛ حتى يكون لهم نصيب في ذلك. إذاً إنها عقلية الحكام والوسط السياسي؛ المحاصصة والتمييز بين أهل البلاد، بل والمطالبة صراحةً بما يسمونه التمييز الإيجابي بين الناس، لذلك سوف تظل الفتنة في هذه البلاد مستيقظة، ترسم الفواصل والحدود بين الناس فيقتتلون!!

 

إن الإسلام العظيم هو وحده على مدار التاريخ الإنساني الذي صهر الشعوب والأعراق والقبائل المختلفة في أمة واحدة، فخلفاء المسلمين فتحوا العراق، وكان يسكنه النصارى والمزدكية والزرادشتية من العرب والفرس، وفتحوا فارس وكان يسكنها العجم واليهود والرومانيون، وفتحوا الشام وكان إقليماً رومانياً يسكنه السوريون والأرمن والرومان والعرب، وفتحوا شمال أفريقيا حيث البربر، وفتحوا السند وخوارزم وسمرقند والأندلس، وصهروا كل تلك الشعوب في أمة واحدة، لا تمايز بينها، وذلك لأن أوامر الإسلام تقضي بالنظر إلى الرعية نظرة إنسانية، لا نظرة عنصرية، أو طائفية، أو مذهبية، لذلك تطبق أحكام الإسلام على الجميع؛ لا فرق بين المسلم وغير المسلم: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ﴾ ويتساوى في الحكم أمام القضاء جميع الناس، ويقضي نظام الحكم بالوحدة بين أجزاء الدولة، كما يقضي بضمان حاجات كل ولاية بغض النظر عن وارداتها لبيت المال، مما يجعل الانصهار حتمياً بين أبناء جميع ولايات الدولة.

 

أيها المسلمون: إن الحكومة والوسط السياسي؛ المرتبطين بالغرب، والذين يثيرون النعرات، ويحاربون الإسلام في برنامجهم الإسعافي، هم العدو فاحذروهم، وقوموا إلى طاعة ربكم، فانبذوا دعاوى الجاهلية النتنة، وانبذوا دعاة العنصرية البغيضة، وضعوا السلاح، وتصافوا إخوانا كما أراد لكم الحق تبارك وتعالى ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، وكما وصفكم حبيبكم e «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ» رجاءة أن تكونوا على سرر متقابلين، في جنات النعيم، واعلموا أن الظلم والتهميش وكل مرارات حياتكم لن ترفع إلا بعدل الإسلام، تطبقه دولة الخلافة الراشدة، فلأجل خيري الدنيا والآخرة ندعوكم:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

 

 

التاريخ الهجري :25 من ربيع الاول 1441هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2019م

حزب التحرير
ولاية السودان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع