الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ

 

يُقتل أخوتنا تحت الدخان الأسود المتصاعد في حلب! وتجري إبادة للمسلمين كل يوم من دون خوف ولا وجل ومن دون تمييز بين طفل وامرأة وعجوز بهجمات الكفار القتلة من أمريكا وقوى التحالف الغربي إلى روسيا المجرمة ونظام أسد المجرم! وأثناء ما يكد الأباء والأمهات لإخراج أطفالهم من تحت الأنقاض ويعملون على نقلهم إلى المستشفيات على أمل علاجهم يلاحقهم هؤلاء القتلة والمجرمون بقنابلهم وصواريخهم. فلم تسلم المستشفيات ولا المساجد ولا الأفران ولا سيارات الإسعاف من ضرباتهم الوحشية! حتى إن أهل حلب المسلمين لم يتمكنوا من أداء صلاة الجمعة في عقر دار الإسلام لفقدان الأمان! فكل ذلك يحدث أمام "العالم المدني المدافع عن حقوق الإنسان" ويحدث مثل ذلك للبلاد الإسلامية المجاورة لسوريا.

 

وهكذا فبينما يقوم أعداء الإسلام والمسلمين من الكفار والظلمة بما تمليه عليهم عداوتهم وظلمهم يبقى بعض حكام المسلمين الذين لا يستحيون متفرجين على ما يحدث مقابل فتات ألقي أمامهم. وبعضهم يطلق التصريحات الفارغة التي لا تتبعها أعمال، وبعضهم يبث الرسائل شديدة اللهجة وما أن تمر 48 ساعة حتى يقلبها ويتراجع عنها. فهذه المواقف كلها تدل على انعدام المسؤولية، وأن قيادتهم ليست قيادة حقيقية، فهي لا تفيد إلا في تشجيع الظالمين على قتل المزيد من المسلمين.

 

أيها المسلمون! أنتم الذين قمتم ودعمتم الثورة السورية من البداية ووقفتم بجانب إخوانكم المسلمين في سوريا، وعملتم على قضاء حاجاتهم ولو قليلا في حملات الإغاثة وجمع المساعدات لهم، ورفعتم أيديكم إلى السماء تدعون الله لهم كلما تعرضوا للإبادة. والآن تنبض قلوبكم مع حلب، وصرنا نستحيي أن نمسح على رؤوس أطفالنا كلما نظرنا إلى أطفال حلب. وكلما سمعتم بما يحدث لنساء حلب تحمر وجوهكم وتغضبون. تريدون أن تفعلوا شيئا لرفع هذا الظلم عنهم ولكن تبقون حائرين وتقولون ماذا عسانا أن نفعل! علما أن الشيء الذي يجب أن تقوموا به معلوم! فما دام الذي يقوم بقتل إخوتنا المسلمين هي الدول الكافرة وجيوشها المحتلة، فإنه يجب مجابهة عدوان تلك الدول بدولة تقاتلهم وجيش يؤدبهم فيمسك بيد الظالم ويكسرها ولكن ليس لنا دولة تجمعنا على الحق، وهي لمّا كانت تسابَق إخوتُنا من الشام وحلب وحمص والموصل لنجدتنا ومساعدتنا في حرب الدردنيل، ولكن اليوم فإن جيشنا الذي نطلق عليه جيش النبي محمد e يقف مكتوفاً وممنوعاً عن نجدة المسلمين في حلب ونصرتهم ضد الظالم بشار أسد. ولهذا ارفعوا أصواتكم واصرخوا بأعلى صوتكم "لتتوجه الجيوش إلى حلب" "لتتوجه الجيوش إلى دمشق". ارفعوا صوتكم عاليا بهذه النداءات حتى يسمعكم كل إنسان، حتى يخترق صوتكم الجدران ويصل إلى القصور والمعسكرات.

 

أيها الحكام! ألا ترون كم بلغ ظلم النظام السوري الذي وصفتموه بالظالم! وبعدما قلتم "لن نسمح بحماة ثانية"، فكم ارتكب النظام من حماة! ألا ترون ذلك؟! فإن الإبادة التي ترتكب كل يوم في حلب حولتها إلى خراب ودمار وبرك دماء! ألم تصل إليكم صور الأجساد التي تنتشل من تحت أنقاض المساجد والمستشفيات وفي الشوارع؟ ألا تلامس صرخات النساء والأطفال مسامعكم وهم يستغيثون ويقولون يا حكام المسلمين، ويا قادة الجيوش، أين أنتم؟ لماذا لا تتحركون لنجدتنا؟  فلماذا لا ترسلون الجيش إلى حلب وإلى دمشق وأنتم أيها الحكام تسمون أنفسكم القادة الأعلون للجيش؟! أم أنكم تخشون الكفار روسيا وأمريكا وبشار أسد؟ والله أحق أن تخشوه! فربكم يقول: ﴿أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.

 

أيها الحكام! إن الشجاعة المزعومة للكفار المستعمرين ومعهم بشار أسد مصدرها الخوف الذي يسيطر عليكم. والحق نقول إن سبب قوتهم هو خوفكم، وهو تحالفكم مع المستعمرين لتحقيق مصالحكم الدنيوية الفانية دون أن تدركوا أنكم مخدوعون بتحالفكم مع المستعمرين الذي لن يجنوا منه إلا الخزي في الدنيا وعذاب الله في الآخرة. ولهذا نوصيكم أن تعتبروا ولو قليلا بالمصير الخاسر والذليل لمن ابتغى العزة عند الكافرين المستعمرين. فضعوا ثقتكم بالله سبحانه وتعالى وحده وبشعبكم المسلم. فقد رأيتم هذا الشعب ماذا صنع ليلة 15 تموز وقد وقف في وجه الكماليين دفاعاً عن الإسلام وليس عن أي نظام لا يحكم بالإسلام... فهذا الشعب مستعد في كل وقت أن يفدي نفسه أمام الدبابات والطائرات وكافة الأسلحة نصرة للإسلام والمسلمين، فأسندوا ظهوركم إلى الحق المبين، ولا تُعرضوا عن الإسلام والمسلمين! فالواجب أن تدخلوا سوريا لمساعدة المسلمين ولإسقاط بشار أسد لا لمساعدة أمريكا وروسيا وفتح الطريق لهما للاستيلاء على حلب وتطبيق ما يسمى الحل السياسي. إن استنفار الجيوش لنصرة حلب وبلاد الشام ليس بالأمر العسير على شعب نجيب وجيش مجيد يحب الله ورسوله. وتحريك الجيوش بالرغم من وجود الكفار والظالمين ليس بالأمر المستحيل كما يظن البعض! فعندئذ ستلقون الدعم من كافة المسلمين في الأرض وستثبتون أنكم أحفاد العثمانيين بحق!

 

أيها الضباط المخلصون! إن هذا الجيش المشكل من أبناء المسلمين له ماض مجيد. فهذا الجيش الذي تقودونه وهو يواجه الدول اشترك فيه أبناء سوريا المسلمون وساعدوا أجدادنا. فهم الآن ينتظرون عونكم لهم في حلب ضد الكفار الروس والأمريكان مع النظام السوري الظالم والذين يمطرونهم بوابل من القنابل ويعملون على قتلهم والقضاء عليهم. علما أنكم تُعتبرون أقوى جيش في المنطقة. فأنتم تملكون جيشا مشكلا من مسلمين أتباع محمد الفاتح مستعدين للجهاد والشهادة في سبيل الله. فعندما تنطلقون من ثكناتكم العسكرية نحو حلب بنداء الله أكبر فإنكم لن تجدوا أمامكم شبيحة النظام المأجورين ولا الجنود المرتزقة من الأمريكيين ولا الجنود السكارى من الروس، فهم لن يثبتوا أمامكم.

 

إنكم تقولون صباح مساء إنكم طهرتم الخونة من بينكم بعد 15 تموز فماذا تنتظرون إذن حتى تقوموا بنصرة أهل الشام وإنقاذهم؟ أم أن هذه الآية الكريمة لا تكفي للتحرك وفيها أمر ربنا لتحريك جيشنا الذي يطلق عليه جيش النبي e: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا.

 

أيها المسلمون: إن المظلومين الذين يقتلون في حلب والموصل وأراكان هم إخوتكم. وقلوبكم تخفق من أجلهم ولكنكم كأفراد يكون عملكم محدودا. فالحل الوحيد لرفع الظلم عنهم هو تحرك جيوش المسلمين لنصرتهم. فالرسول الكريم e يقول: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُه».

 

فإذن وجب عليكم محاسبة الحكام حتى يحركوا الجيوش لتندفع لنصرة إخوانهم المسلمين الذين يستغيثون لنصرتهم من الظالمين. بل وجب عليهم ما هو أهم من ذلك؛ العمل على إقامة الخلافة الراشدة الثانية التي ستحمي المسلمين وتحرر بلادهم.

 

 

 

التاريخ الهجري :7 من ربيع الاول 1438هـ
التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 06 كانون الأول/ديسمبر 2016م

حزب التحرير
ولاية تركيا

2 تعليقات

  • Khadija
    Khadija الخميس، 15 كانون الأول/ديسمبر 2016م 19:59 تعليق

    اللهم سدد خطى حزب التحرير واجعل اللهم أفئدة الناس تهوي إليه ولين اللهم قلوب من بيدهم القوة لنصرة دعوته.

  • om raya
    om raya الخميس، 15 كانون الأول/ديسمبر 2016م 15:29 تعليق

    جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع