المكتب الإعــلامي
أفغانستان
التاريخ الهجري | 12 من رجب 1443هـ | رقم الإصدار: أفغ – 1443 / 11 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 13 شباط/فبراير 2022 م |
بيان صحفي
من يجب أن يدفع التعويض أمريكا أم شعب أفغانستان؟!
(مترجم)
أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بالإفراج عن 7 مليارات دولار من الأصول المجمدة لصالح أفغانستان، بحيث يتمّ دفع 3.5 مليار دولار منها كتعويض لأسر ضحايا 11 أيلول/سبتمبر، و3.5 مليار دولار أخرى سيتمّ توجيهها إلى شعب أفغانستان من خلال المساعدات الإنسانية.
أثبت قرار بايدن مرةً أخرى أن أمريكا والغرب هم الأعداء المبدئيون الرئيسيون لمسلمي العالم وأفغانستان، حيث كشف هذا الأمر التنفيذي عن حجم العداء والاضطهاد للأفغان. في الواقع، بعد الهزيمة العسكرية وهروبها المهين من أفغانستان، تحاول أمريكا الآن الانتقام من المسلمين الأفغان وتبحث عن طرق لكسب النفوذ الاستعماري في أفغانستان، ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾. ولتحقيق ذلك، كانت أمريكا تعتزم أولا تجميد الاحتياطيات النقدية لأفقر دولة في العالم، بهدف إضعاف الحكومة الأفغانية الحالية من خلال فرض العقوبات، والضغط، وسرقة الأصول، وتجفيف إيراداتها ومواردها المالية، لفرض اعترافها بالقيم الغربية والمطالب السياسية والاستخباراتية. تستمر أمريكا في ممارسة الضغط لسبب رئيسي واحد فقط هو تجنب إقامة قوة إسلامية ودولة إسلامية في أفغانستان. والواقع أن مثل هذه القوة سوف تتحول إلى مصدر يأس للحكومات الكافرة ومهد للأمل والإلهام للبلاد الإسلامية الأخرى.
تحت ذريعة هجمات 11 أيلول/سبتمبر الغامضة، شنّت أمريكا حرباً وحشية ضد الإسلام والمسلمين، أسفرت في البداية عن احتلال أفغانستان، وحولتها إلى حقل تجارب لمختلف أنواع الأسلحة. ومن خلال إسقاط أكثر من 85000 قنبلة فوق آلاف القرى الأفغانية، قتلت بشكل شنيع مئات الآلاف من الأفغان. وبعد 20 عاماً من اللعبة القذرة على دماء الناس وقيمهم، تقوم أمريكا الآن بسرقة ممتلكاتهم. ولكن لكي نكون منصفين، كان يجب على أمريكا أن تدفع التعويضات بشكل رئيسي بسبب مقتل أكثر من مليون شخص بريء في أعقاب أحداث 11 أيلول/سبتمبر في أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا وليبيا والبلاد الإسلامية الأخرى تحت ستار أجندة "الحرب على الإرهاب".
الاستعمار النقدي هو وسيلة أخرى للاستعمار الأمريكي، فمن أجل ضمان بقاء القوة الأمريكية واستقرارها ونموها، جعلت أمريكا العالم بأسره يشعر بالاعتماد على الدولار الأمريكي، مثلما أن أفغانستان عالقة مالياً في هذا الفخ الاستعماري أيضاً. وبما أن الإسلام أمرنا بالوقوف ضد الاحتلال وأنظمة الكفر ومفاهيمه وقوانينه، فإن هذا القرار يجب أن يمارس في كل مناحي الحياة حتى يتحرر المسلمون من سيطرة الكفار في كل شيء وكل الأمور، حتى لا يكون للكفار أي نفوذ داخل البلاد الإسلامية. لا يمكن الاستقلال النقدي إلاّ من خلال التطبيق الكامل للنظام الإسلامي من خلال اعتماد نظام النقد الذهبي، الذي هو من ناحية توجيه الإسلام، ومن ناحية أخرى سيمكننا من مقاومة استعمار الدولار الأمريكي. في الواقع، إن النظام الدولي الحالي والقوانين الدولية هي التي تمنح القوى العظمى الشجاعة والإذن للقيام بأي شكل من أشكال العقوبات والإجرام والضغط ضد المسلمين. حيث تعمل أمريكا المتعطشة للدماء في هذا النظام العالمي، كشاهد وقاض وكذلك كمجرم وضحية!
يجب على القادة والحكام الحاليين لأفغانستان أن يدركوا أن المخرج الوحيد هو إقامة الخلافة فوراً، والتوحد مع الأمة، وضمان التطبيق الشامل للإسلام، ونشر الإسلام بالدعوة والجهاد. لن تتمكن أفغانستان أبداً، في ظل حدودها ومواردها الحالية، من الوقوف بمفردها ضد هذا الحجم الهائل من المؤامرات السياسية والاقتصادية. لذلك، من الأهمية بمكان العمل من أجل وحدة أفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى تحت مظلة قيادة إسلامية من أجل الرد على متغطرسي هذا العصر.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِين﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير أفغانستان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: |
E-Mail: hizbuttahrir.af@gmail.com |