المكتب الإعــلامي
أفغانستان
التاريخ الهجري | 9 من ذي الحجة 1445هـ | رقم الإصدار: أفغ – 1445 / 29 |
التاريخ الميلادي | السبت, 15 حزيران/يونيو 2024 م |
بيان صحفي
حزب التحرير/ ولاية أفغانستان يُهنئ المسلمين كافّةً بمناسبة عيد الأضحى المبارك
ويؤكّد على وحدة الشعائر الدينية كمفهوم شرعي!
(مترجم)
يتقدم المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية أفغانستان بأحرّ التهاني والتبريكات إلى المسلمين كافة في جميع أنحاء العالم بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، كما نسأل الله تعالى أن يتقبل من المسلمين دعاءهم وعباداتهم وجهادهم وتضحياتهم ويتقبّلهم برحمته وأن يجعل حجّهم مقبولاً.
العيد رمز للفرح والسرور والوحدة بين المسلمين في جميع أنحاء العالم، ولكن من المؤسف أن يتمّ الاحتفال بعيد الأضحى هذا العام في أيام مختلفة في بلاد المسلمين! فقد أعلن النظام الحاكم في أفغانستان يوم الأحد يوم عرفة والاثنين أول أيام العيد، بينما في العديد من بلاد المسلمين الأخرى، بناءً على شهادة المسلمين، تمّ تحديد يوم السبت يوم عرفة والأحد أول أيام عيد الأضحى.
إنّ التناقضات في الاحتفالات الدينية هي فتنة كبيرة تركت المسلمين الأفغان في حالة من الارتباك بشأن فرائضهم الدينية. في حين إنّ العديد من مسؤولي النظام الحاكم يحضرون شعائر الحج وبأنفسهم يرشدون الحجاج كيفية الوقوف على صعيد عرفات، ويدركون حقيقة يوم عرفة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يحتفل هؤلاء المسؤولون بعرفة والعيد بناءً على فتواهم الخاصة أم وفقاً لمناسك الحج؟! ومن المؤسف أن النظام الحاكم، بتأخيره إعلان العيد ليوم آخر، يتصرّف على عكس شهادات المسلمين الآخرين. ويُنظر إلى هذا التصرف على أنّه لامبالاة، ويزرع الفتنة بين الأمة الإسلامية. وقد ارتكبوا الفعل نفسه من عدم الدقة والانقسام خلال شهر رمضان وعيد الفطر هذا العام، والذي تمّ تصحيحه لاحقاً.
إنّ الشعائر الدينية من الأمور الحسّاسة جداً ولا ينبغي أن تصبح موضوعاً للتنافس بين الدول الوطنية. كما تؤكد الأحكام الشرعية على وحدة الشعائر الدينية بين المسلمين. وكما أوضح رسول الله ﷺ فإن رؤية الهلال من أي مسلم في أي مكان من العالم تلزم المسلمين في البلدان الأخرى شرعاً بترتيب شعائرهم الدينية وفقاً لذلك. وفي هذا الصّدد لا فضل لمسلم على مسلم، ولا فضل لأرض على أرض. خاصةً في العصر الحالي، حيث يصل خبر شهادة الواحد إلى جميع الناس في العالم في غضون ثوانٍ. وإذا كانت هناك بعض الفتاوى القديمة في هذا الصّدد، فهي صحيحة بالتأكيد بسبب حقائق ذلك العصر وتباعد المناطق بعضها عن بعض في ذلك الوقت؛ ولكن في العصر الحالي، بسبب التغيرات الهائلة في الواقع، فقدت تلك الفتاوى شرعيتها ولا يمكن الجدال فيها. كما أنّ القاعدة الشرعية في الفقه الحنفي تعتبر شهادة اثنين من المسلمين رؤية الهلال كافية لبدء الشعائر الدينية أو إنهائها، ما يدلُّ على تأكيد المذاهب الفقهية على الوحدة وتجنب الفرقة.
ولا شكّ أنه من رحمة الله سبحانه وتعالى أن جعل المسلمين أمةً واحدةً بأمرهم أن يكون لهم تقويم موحد لأداء المناسك الدينية كالحج والصيام والجهاد والأعياد وغيرها من الأحكام الشرعية حتى يتميزوا عن غيرهم من أمم العالم. ولا بدّ أن ندرك أنّ الأحكام الشرعية خاطبت المسلمين كافة، ولم تخاطب أمةً أو أرضاً بعينها.
والحقيقة أن ما عرقل تطبيق الأحكام الشرعية ووحدة الشعائر الدينية بين الأمة هو وجود الحدود بين الدول، وعدم الثقة بين المسلمين، وصراعات القوة. وهذه العوامل لم تفرق أفراح الأمة فحسب، بل باعدت بين أحزانها. لقد أدت السياسات الوطنية اليوم إلى نفور الأمة إلى الحدّ الذي جعلها لا تعرف حتى ما هي الجرائم التي تُرتكب في السودان، ومن يقتل في كشمير؛ وبالمثل، تعتبر قضية غزة مجرد قضية داخلية للفلسطينيين. حتى إنّ العديد من المسلمين، بسبب هذه السياسات غير الشرعية، يعتقدون أن تركستان الشرقية جزء شرعي من أراضي الصين!
نعم، عيد الأضحى يذكرنا بالنبي إبراهيم عليه السلام رمز التضحية والتوكل والقدوة في الولاء والبراء. فإذا كانت غزة بعيدة عنا، فإن طاجيكستان، القريبة من أفغانستان، تصدر قوانين ضدّ الخمار وأخواتنا المسلمات يستغثن، لكنّ الحكام يلتزمون الصمت بسبب المصلحة السياسية!
لذلك فإن الواجب على المسلمين أن يجتهدوا ويناضلوا من أجل الوحدة العقائدية والسياسية والجغرافية تحت راية دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، حتى يحموا أنفسهم من هذه الفتنة والاضطراب والانقسام، وينعموا بأيام الفرح والسرور التي توحد المسلمين من إندونيسيا إلى المغرب، بل إنّ من أعظم أيام الفرح عند المؤمنين يوم نزول النصر من الله تعالى بقيام الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُالرَّحِيمُ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية أفغانستان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير أفغانستان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: |
E-Mail: hizbuttahrir.af@gmail.com |