المكتب الإعــلامي
بريطانيا
التاريخ الهجري | 29 من شوال 1432هـ | رقم الإصدار: 23/1432 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 27 أيلول/سبتمبر 2011 م |
تقريرُ منظمة اليونيسيف يُبرز التأثير الفاسد لقيم الرأسمالية على أطفال المملكة المتحدة (مترجم)
لندن - المملكة المتحدة، الحادي والعشرون من سبتمبر/أيلول 2011:
حذر تقرير اليونيسيف الوثائقي الأخير عن حياة الأطفال في المملكة المتحدة من أنّ الآباء البريطانيين يحصرون أطفالهم في حلقة مفرغة من "الاستهلاك الإجباري" بغمرهم باللُّعب والملابس الفاخرة بدلاً من قضاء وقت كاف معهم. ذكرت الدراسةَ أيضاً بأنّ الهوس بالسلع المادية كَان أحد الأسباب الكامنة وراء أعمال الشغب والنهب واسعة النطاق التي اجتاحت المملكة المتحدة الصيف الماضي عندما استهدف المراهقون محلات الملابِس والبضائع الفاخرة. ذكر التقرير الذي وضعته الدكتورة أجنيس نيرن، وهي أكاديمية وخبيرة في التسويق: "يبدو أن الآباء في المملكة المتحدة قد حصروا أنفسهم تقريباً في نظام استهلاك يعلمون عدم جدواه ولَكنَّهم وجدوا صعوبة في مقاومته."
دعت اليونيسيف الحكومة البريطانية إلى حظر الإعلانات التي تستهدف الأطفال دون السنة الثانية عشرة، وإلى تشجيع الآباء على العمل لساعات أقل وقضاء المزيد من الوقت في المنزل. كما حذرت المجالس البلدية أيضاً من تقليل ساحات لعب الأطفال والوسائل الأخرى، وأشارت إلى أعمال الشغب التي اجتاحت المملكة المتحدة الصيف الماضي بأنها من علامات العصر.
علقت سلطانة برفن، نائبة الممثلة الإعلامية لحزب التحرير في بريطانيا، على التقرير قائلة: "تؤكّد هذه النتائج ببساطة ما كان واضحاً لبعض الوقت؛ وهو أن بريطانيا مضعضعة وفقدت طريقَها. فقد حذرت التقارير مراراً من الآثار السلبية لثقافة الاستهلاك المتفشية، وهي النتيجة الحتمية للنظام الرأسمالي المتآكل التي لا تستثني أحداً، والتي تجعل من الصغار في المجتمعِ باستمرار ضحايا أخلاقيات عديمة القيمة. عندما تقلق الأمهات حول كيفية توفير أحدث تقنية لأطفالهن البالغين من العمر ثلاث سنوات كي لا يصبحوا عرضة للتهديد من أقرانهم، كما ذكر في التقريرِ، فلن يكون مفاجأة أن تتزايد أعداد الرافضين لهذه الثقافة التي لا روح فيها، حيث يكون النهب والسلب من قبل الشباب في أعمال الشغب الصيف الماضي لسوء الحظ نتيجةَ متوقّعةَ أخرى لهذا المبدأ الذي تسيطر عليه المادية المدمرة."
"إنّ حظر بعض أنواعِ الإعلانات لن يجدي شيئاً في حل أيٍّ من المشاكلِ التي نشهدها الآن. فلا تستطيع الرأسمالية في الأصل ولن تستطيع أن تُنتج قيماً تبعث على الكرامة الإنسانية والشرف. فهي لا تملك سوى حماية القيمة المادية فحسب. ولا تتيح وقتاً أو جهداً أَو أهمية للحاجة إلى أسر عائلية مستقرّة. فقد أصبح شائعاً جداً أن يعود الأطفال من المدرسة إلى بيت فارغ، حيث يعمل أحد الوالدين أَو كلاهما، فلا يجد الطفل سوى التلفزيون أَو الإنترنت كصاحب له. حيث تُعرِّض مثل هذه الوسائل بشكل أكثر عقولَ الصغار إلى الرسالة القوية للمادية، من خلال الإعلانات والثقافة الشعبية على أساس يومي."
"لقد أنكر هذا المبدأ في الاساس حقَّ الآباء في زرع قيم مثل الاحترام والمسؤولية لدى أطفالهم لأنهم ببساطة لا يمكثون معهم وقتاً كافياً للقيام بذلك. وزيادة في تعقيد المشكلة، فإن شعور الآباء الطبيعي بالذنب لعدم قضاء وقت كاف مع عائلاتهم، يجعلهم يشترون آخر الأدوات التقنية المصنوعة للصغارِ لملء هذا الفراغِ الناتج. وبالتالي أجبر المبدأ الكبار على القفز إلى ما يسمى مجازاً "بسباق الجرذان"، أي دخول دوّامة العمل والإنفاق المتسارعة، وحطّم العائلة، وترك الأطفال وحدهم كي يتعلموا قيمة الجنيه (المال) فحسب."
"يرفض الإسلام أيّ مُثُلٍ تُضعِف الانسجام الضروري للحياة العائلية. ويعزز قيما عظيمة بالنسبة للعائلة والمجتمع والمسؤولية والاحترامِ كأساس لبناء مجتمع ناجح. وفي الوقت الذي يسعى فيه إلى بناء مجتمع متقدم مادياً، يرفض تفشي إعلانات الاستهلاك، وجعل المالِ فوق الحاجات الإنسانية الأخرى باعتبار ذلك كله انتكاساً وضارّاً بنسيج المجتمع. لذا لا يجوز تحقيق التقدّم المادي على حساب الانسجامِ الاجتماعيِ."
"علاوة على ذلك، فإنّ لكل من الأمّ والأبّ أدواراً حيال ما يجب عليهم تقديمه لأبنائهما. فالتوجيه الروحي والخلقي والدراسي هي قليل من كثير من العناصرِ الضرورية التي حددها الإسلامِ كحقوق يلزم توفيرها لكلّ عضو في المجتمعِ. ولذلك، يُلزم الإسلام الآباء والمجتمع على ضمان توفير الوقت الكافيِ لغَرْس هذه الصفات في الأطفالِ. وبناء عليه، تستطيع المجتمعات بهذه الخصائصِ بناء أجيال قادمة قادرة على بناء وقيادة مجتمعات آمنة وراقية خلقيا ومتقدمة".
[نهاية]
الاتصال:
حزب التحرير بريطانيا
البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
الموقع: www.hizb.org.uk
الهاتف: 07074192400
المكتب الإعلامي لحزب التحرير بريطانيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 07074192400 www.hizb.org.uk |
E-Mail: press@hizb.org.uk |