المكتب الإعــلامي
بريطانيا
التاريخ الهجري | 19 من ربيع الثاني 1435هـ | رقم الإصدار: 02/1435u0647u0640 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 20 شباط/فبراير 2014 م |
بيان صحفي ريتشارد ليتل جون في صحيفة الديلي ميل: عندما تتسع حدود "حرية التعبير" إلى التحريض على الكراهية (مترجم)
سخرت مقالة في صحيفة الديلي ميل بتاريخ 2014/2/18 بقلم ريتشارد ليتل جون بعنوان [أولاد مجاهدون في رحلة مرح إلى حديقة ألعاب الليجو LEGOLAND]. فقد أطلق الكاتب وصف "المتطرفين" و"الإرهابيين" على المشاركين (منظمين ومساعدين وزواراً) في "يوم مرحٍ عائلي" كان يزمع القيام به إلى حديقة ألعاب الليجو LEGOLAND، من خلال تعزيز الصورة الخاطئة التي تعتبر أنه "كلما كان المسلم أكثر ممارسة لدينه - ذكراً أو أنثى - كان أقرب للقيام بأعمال العنف والقتل".
علق تاجي مُصطفى، الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا، على هذه المقالة بالنقاط التالية:
1. لا شكّ بأن هذه المقالة هي محاولة لتشويه صورة المنظِّمين - بما في ذلك الذين يساعدونهم والذين يُخطّطون للحضور في ذلك اليوم. إنها تصوّر المسلمين "وعّاظ حقد إسلاميين" بذكر أفكار جرت صياغتها بهمجية. ثم تحاول المقالة تلْطيخ سمعة أفرادٍ بربطهم في عقول قُرُّاء صحيفة الديلي ميل بآخرين اعتاد القرّاء مراراً وتكراراً على ربطهم بأعمال عنف إجرامية.
2. لا شكّ بأنّ المقالةَ ستُثير الكراهيةَ ضد المسلمين في بعض قطاعات المجتمع بالسخرية من المسلمين الذين يمارسون الإسلام. حيث تبدأ المقالة محاكاتها الساخرة "ليوم المرح" بصلاة الصبح و"عدم الاختلاط بين الجنسين" قبل الانتقال بسلاسة إلى قيام المشاركين بسلسلة من أعمال العنف، كالقصف والقتل والإعدام والهجمات الانتحارية. يعطي ليتل جون المقالة صبغة عنصرية واضحة من خلال إيراد أسماء خيالية مثل "رام جام شاودري" وبضع "نكات" حول ساندويشات الكفتة والكباب ولحم الخنزير.
قد يظن اليمينيون المتطرّفون، الذين كانوا يُفرِغون غضبهم على حديقة الألعاب التي عقدت صفقة تجارية مع منظمة إسلامية، بأنّهم وجدوا في ليتل جون بطلاً جديداً.
3. ليست هذه المقالة سوى أحدث هجوم عبر سنوات من الهجمات على الإسلام، التي كان الهدف الشرّير لها كلها إرهاب وإخافة المسلمين لتَرْك أجزاء من دينهم وقيمهم ليصبحوا ليبراليين علمانيين. تشكلت مقولة من قبل بعض السياسيين ومؤسسات الأبحاث، ثم احتضنتها بعض أجهزة الإعلام، بأنه يجب أن يُشار إلى المسلمين الذين يمارسون دينهم بأنهم "متطرفون" أو "إسلاميون"، وهم على بعد خطوة واحدة فقط من "الإرهابيين" أو "الجهاديين". فالمحافظون الجدد أمثال جورج بوش والاستعماريون الليبراليون أمثال توني بلير والليبراليون الفتوّة أمثال ديفيد كاميرون قد روّجوا هذه المقولة. ويطمع هؤلاء أن ينشّئوا، داخل بريطانيا وأوروبا، جالية إسلامية "خانعة"، بينما يأملون - داخل العالم الإسلامي - في استئصال النهضة الإسلامية والرغبة في الوحدة، وذلك من خلال الحفاظ على مجموعة من الدول الوطنية العلمانية الضعيفة التي تحكمها أنظمة حكم "صديقة" أو "عميلة".
4. يجب على أجهزة الإعلام في مجتمع يزعم أنه محترم أن تقوم بالأدوار الجدّيّة في محاسبة السياسيين وفي دراسة ومناقشة الأفكار. لكن قيامها بشكل دائم بممارسة "حريتها" في التحريض على الكراهية و"حريتها" في تشويه سمعة الآخرين، فإن كل ما تفعله عندها هو تغذية الشكّ والكراهية وازدراء معتقدات الآخرين الدينية. عندما تهاجم صحف مثل الديلي ميل وجهات نظر المسلمين، من خلال التهكم والهزل وصور الكاريكاتير، فإنها تبين بشكل واضح أن "حرياتها" ملك لبارونات الصحافة الأقوياء الذين يجنون المال من مثل هذه السخريات - ولَيست ملكاً لضحايا سخرياتها، الذين يُواجَهون بالعداوةَ بشكلٍ يومي. يذكرنا حالها هذا بتحذير القرآن لأمثال هؤلاء:
﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ *يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ﴾
5. رسالتنا إلى الجالية الإسلامية أن تفهم اللعبة التي تدور من حولها؛ وأن تتمسك بالقيم الإسلامية التي يجري تشويهها والسخرية منها في أجهزة الإعلام بشكل متزايد؛ وأن تفهم هذا الدين الإسلامي الرائع فهما صحيحا، وأن تحافظ عليه حيّا في جاليتنا؛ وأن تحمل نموذجه الصافي النقي إلى كلّ شخصِ حولنا.
6. لا يجوز للجالية الإسلامية أن تبقى صامتة على مثل هذه الهجمات، لئلا يفسر صمتنا على أنه علامة القبول في نظر أولئك الذين يريدون مهاجمة الإسلام. بل يجب أن نكون صريحين جداً في الردّ على مثل هذه الهجمات، كي يعلم أمثال هؤلاء الناسِ بأن ديننا ليس أمراً نساوم عليه، وأننا مستعدون للردّ على أيّ سوء فهم حقيقي، ومناقشة هذه الأمور بأسلوب محترم.
7. إذا كانت الديلي ميل وريتشارد ليتل جون قادرين على تعليمنا أيّ شيء فذلك هو أن جمهور الناسِ يستحقّون بديلاً عن قيمهم وسخريتهم وثرثرتهم وإساءتهم المبطّنة. إذا رغبوا حقّاً في مناقشة هذه المسألة معنا، فإنا راغبون طوعاً في مناقشة هذه الأمور وأيّة أمور أخرى بخصوص الإسلام.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير بريطانيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: |