المكتب الإعــلامي
بريطانيا
التاريخ الهجري | 24 من ربيع الثاني 1439هـ | رقم الإصدار: 06/1439هـ |
التاريخ الميلادي | الخميس, 11 كانون الثاني/يناير 2018 م |
بيان صحفي
لن يكون العالم آمنا أبدا من خطر الأسلحة النووية في ظل الهيمنة الرأسمالية
(مترجم)
مع توارد الأنباء الأخيرة بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متفائل من حجم الزر النووي (أي حجم الأسلحة النووية التي تحت سلطته)، وأن أمريكا على وشك نشر مراجعتها لموقفها النووي، فإن هذا يذكر العالم كله بمدى خطورة القيادة الرأسمالية العالمية للبشرية.
تخطط أمريكا لتخفيف القيود المفروضة على استخدام الأسلحة النووية، وتُعِدّ أنواعا جديدة من الأسلحة النووية ذات الفاعلية المنخفضة، والتي تدعي أنها ستكون "أكثر قابلية للاستخدام" في الصراعات المستقبلية. هناك تصور مفترض لدى الأمريكيين بأنهم مترددون في استخدام الأسلحة النووية المدمرة الموجودة في ترسانتهم، على نطاق واسع، بينما يمكن نشر أسلحة أصغر بسهولة.
هذا الافتراض أكذوبة تناقض حقيقة أن الغرب الرأسمالي ليس لديه أي تردد في قتل الملايين من الناس لتأمين مصالح النخبة الخاصة. في الوقت الذي يدعي فيه الغرب الرأسمالي أنه يستعمل هذه الأسلحة دفاعا عن النفس فقط، فإنه في الواقع يثير صراعات عديدة في جميع أنحاء العالم حتى يتمكن من إيجاد مبرر للتدخل حيثما يشاء. وفي الوقت الذي يدعي فيه أن القانون الدولي مقدس، فإنه يستخدم قواعده وفقا لرغباته، وهم أول من يخالف ذلك عندما يخدم القانون أغراضهم. ويدعي الغرب الرأسمالي بأنه إنما يقف دفاعاً عن حقوق الإنسان، مع أنه لا يتردد عن القيام بأي شيء يجرّ العالم إلى حافة حرب نووية حرارية دعما لمصالحه الخاصة. حتى معاهدات عدم الانتشار النووي التي تروج لها الدول الغربية فإنها ليست من أجل الحد من استخدام هذه الأسلحة، بل لتتأكد الدول الغربية من أنها ستبقى السمسار المهيمن على السلطة في العالم.
أمريكا هي الدولة التي أفنت حياة رجال ونساء وأطفال هيروشيما وناغازاكي بأسلحة نووية. وبريطانيا قامت من خلال القصف الجوي الشامل بتدمير درسدن في ألمانيا، وقتل كل شيء حيّ داخلها. وفي الخمسينات من القرن العشرين، استخدمت أمريكا في الحرب الكورية قوة قصف جوية مماثلة لتدمير بيونغ يانغ، العاصمة الشمالية، بالكامل. وقد ترك تشرشل الملايين يموتون جوعا فيما عرف بمجاعة البنغال في الهند عام 1943 عندما منع عمداً دخول الإغاثة إلى المنطقة. وفي ظل الاستعمار البريطاني، تعرض الملايين من السكان المدنيين للاعتداء أو التعذيب أو القتل، أو تركوا للموت، لأن إنسانيتهم لم تكن تعني لهم شيئاً في سبيل السعي الوحشي للثروة من قبل النخبة البريطانية.
وفي الآونة الأخيرة، شعر العالم بالرعب إزاء قسوة عدم اكتراث الغرب بالإبادة الجماعية والمذابح في بورما وسوريا والبوسنة وفي فلسطين والعراق واليمن، وإزاء تسليح ودعم الغرب للأنظمة التي ارتكبت مثل هذه الجرائم.
وفي الوقت الذي يكون من المحزن أن تقرأ عن هذه الهمجية، فإنه ليس من المستهجن على الإطلاق أن يقع ذلك من قيادة تحمل الفكر الرأسمالي العلماني. ويهدف المبدأ العلماني الباطل إلى نظام توازن بين الحريات والحقوق، التي كثيرا ما تقوضها المصالح المالية، مما يسمح بتقليل قيمة حياة الإنسان، كلما كان ذلك مناسبا.
إن الهيمنة الرأسمالية لم تكن يوما ولن تكون أبدا في مصلحة البشرية جمعاء، لأنها لا تخدم سوى النخبة القوية التي تستغل الجميع لتحقيق مكاسبها المادية. ومنذ وضعت أسلحة الدمار الشامل النووية في أيدي هؤلاء الناس قساة القلوب غير المسؤولين الذين سوف يسارعون مرة أخرى إلى تسيير أنهار من الدم بأسلحتهم النووية وغير النووية كما فعلوا من قبل، أصبحت الحاجة ماسة لنظام عالمي عادل مسؤول.
إن العالم لن يشعر بالأمن والأمان ما لم تتوقف الرأسمالية وغيرها من النظم الوضعية عن السيطرة على العالم، وأن يهيمن بدلاً من ذلك نظام الحق والعدل، نظام الخلافة الراشدة، نظام رب العالمين، على هذا العالم فينشر الخير والهناء والطمأنينة.
في الوقت الذي ستحتاج فيه الخلافة إلى امتلاك أسلحة نووية طالما تمتلكها الدول المعادية غير المسؤولة، فإنها ستكون دولة مسؤولة تجاه البشرية جمعاء، وسوف تقود الدعوة إلى نزع حقيقي للسلاح النووي يمكن التحقق منه من أجل وضع حد لهذا التهديد لرفاه الإنسانية.
الله تعالى الخالق هو وحده الذي يعلم الخير لخلقه، ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: 14]
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير بريطانيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 07074192400 www.hizb.org.uk |
E-Mail: press@hizb.org.uk |