المكتب الإعــلامي
بريطانيا
التاريخ الهجري | 25 من شوال 1439هـ | رقم الإصدار: 24/1439هـ |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 09 تموز/يوليو 2018 م |
بيان صحفي
يجب على المسلمين الاحتجاج على المبدأ العلماني الذي أوصل أمثال ترامب إلى السلطة، لا الاحتجاج على الرجل نفسه فحسب
(مترجم)
ستكون زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبريطانيا هذا الأسبوع فرصة لكثير من الناس للتعبير عن إحباطهم، من خلال سلسلة من الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد. الناس غاضبون من رئاسته، ومن مواقفه الخطيرة مع كوريا الشمالية، إلى تجاهله لحقوق المهاجرين الأمريكيين. إن أسلوبه المتعجرف ودعمه الظاهر لبعض أسوأ أنواع السلوك الإنساني، قد أثار غضباً من قبل جميع الأطياف السياسية.
إن المسلمين يتضررون بشكل خاص من تصريحاته ضد مجتمعاتهم، وسياساته التمييزية ضد المسافرين من البلاد الإسلامية، ونقله السفارة الأمريكية إلى القدس لإظهار دعمه لكيان يهود الغاصب.
وبسبب وجود مجموعة كبيرة من المظالم ضد هذا الشخص البغيض حقاً، فمن المحتمل جداً أن يكون تركيز الاحتجاج فقط على الرجل نفسه، دون الاحتجاج على الأفكار التي يمثلها. ومع ذلك، لا ينبغي أن ننسى، على سبيل المثال، أن سياسات الهجرة غير الإنسانية التي يطبقها بقسوة في أمريكا هي السياسات نفسها التي صُممت خلال فترة رئاسة أوباما. إن استخفافه بحقوق أهل فلسطين ودعمه لكيان يهود الغاصب هو الاستخفاف نفسه الذي مارسه كل رؤساء أمريكا قبله على مدى السبعين سنة الماضية. إن ازدراءه للنظام العالمي الحالي - رغم تعبيره عن ذلك بصراحة أكثر - هو مجرد استمرار للسياسة الخارجية الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في أربعينات القرن العشرين. وسفك الدماء الذي تتبعه أمريكا ودعمها الأنظمة في سوريا ومصر وتدخلها في اليمن وليبيا... إلخ هو سياسة مستمرة لكل رؤساء أمريكا.
الكثير من الأمريكيين يعبرون عن شعورهم بالعار من حقيقة أن ترامب قائدهم، دون الانتباه إلى أن مبدأه هو نفسه المبدأ الرأسمالي للرؤساء والحكومات من قبله. لقد دفع نظام أمريكا الرأسمالي العلماني الفاسد، رغبة كل الرؤساء الأمريكيين السابقين إلى الهيمنة العالمية، وتجاهل حقوق الإنسانية في الخارج. فسياساته، مثله مثل أسلافه، تهدف إلى إثراء النخبة الرأسمالية الأمريكية الصغيرة، على حساب الآخرين جميعاً.
إنه المبدأ العلماني نفسه الذي دفع بريطانيا إلى استعمار الكثير من البلاد في العالم قبل أمريكا، وذلك لإثراء النخبة البريطانية الصغيرة في ذلك الوقت. إنه الجشع نفسه الذي يقود نخبة ليبرالية صغيرة اليوم إلى المقامرة بمستقبل الناس من خلال مشروع بريكست الفاشل.
إن لدى الناس العاديين في بريطانيا وأمريكا أسبابا كثيرة للغضب من قادتهم، تماما مثل الناس المضطهدين في بقية أنحاء العالم، الذين يعانون بشكل هائل من السياسات الخارجية الشريرة التي تنتهجها هاتان الدولتان الاستعماريتان. لكن الغضب الذي يوجه بشكل صريح والمركّز على أفراد فحسب، أمثال ترامب وتريزا مَاي، لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد معاناة العالم، طالما أن المبدأ السام الذي يطبقونه لا يتم التصدي له.
من المهم أن ينتبه الناس إلى أهوال طريقة الحياة الديمقراطية الرأسمالية العلمانية، وأن يدركوا أنها وحدها هي السبب في كل الظلم الجاري في العالم اليوم، سواء تجسد في سياسات ترامب أو أوباما أو مَاي أو أي زعيم علماني آخر... هؤلاء القادة يأتون ويذهبون، لكن مبدأهم العلماني لا يزال قائما.
لذلك، ننصح المسلمين الذين سيتفاعلون حتما مع الكثير من الناس العاديين الذين يشعرون بالإحباط والغضب، أن يهتمّوا بتذكيرهم بالأسباب الحقيقية للظلم العالمي الحالي. إذا أردنا أن نضيف أصواتنا إلى الغضب غير المباشر إلى ترامب نفسه، فعندئذ نكون قد دعمنا عن غير قصد أجندة علمانية أخرى، والتي ستطيل لا محالة من عمر البؤس في العالم، ولن تقصّره.
إن للمسلمين الذين يلتزمون بالطريقة الإسلامية للحياة دوراً حيوياً في تفسير مغالطة المبدأ الرأسمالي العلماني، وتقديم طريقة الحياة الإسلامية كبديل حقيقي وعادل. يجب على هذه الدعوة إلى المبدأ الإسلامي أن ترافق العمل لاستئناف الحياة الإسلامية في البلاد الإسلامية من خلال إقامة الخلافة على منهاج النبوة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير بريطانيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 07074192400 www.hizb.org.uk |
E-Mail: press@hizb.org.uk |