المكتب الإعــلامي
بريطانيا
التاريخ الهجري | 8 من رجب 1441هـ | رقم الإصدار: 1441 / 18 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 03 آذار/مارس 2020 م |
بيان صحفي
المهاجرون في اليونان يفضحون الواقع الفاسد للوطنية
(مترجم)
الحدود الوطنية التي يجري الترويج لها والدفاع عنها من جانب الحكومات الرأسمالية تؤدي إلى معاناة كبيرة للناس. بدون الحدود التي ابتكرتها اتفاقية ويستفاليا، لم يقسم الناس أنفسهم بشكل صارم، بحيث يمكن لشخص يولد في جانب من قرية أن يكون صاحب امتيازات هائلة، بينما في الجانب الآخر من القرية يمكن أن يكون أخوه مصاباً بالفقر، ويموت من الجوع.
ما يسمى "بأزمة المهاجرين" التي تعاني منها أوروبا إنما هو أحد أعراض هذه الوطنية البئيسة، حيث يمكن إرجاع قارب من المهاجرين المتعبين، بما في ذلك النساء والأطفال، إلى البحر، بل وحرمانهم من زجاجات مياه الشرب، بدافع الغضب الأناني من أن هؤلاء المهاجرين قد يشاركونهم بعض ثروات الأرض التي يحظى بها أصحاب الامتيازات. هذا السيناريو بالذات يحدث في جزيرة ليسبوس اليونانية، كما حدث على شواطئ أوروبية أخرى في الآونة الأخيرة.
مثل هذا التصرف هو ثمرة العلمانية التي تبنى أتباعها التقسيمات الوطنية الخاطئة فيما بينهم. ولقد عانى العالم من عواقب ذلك التقسيم منذ ذلك الحين. كيف يمكن لحدود بسيطة أن تؤدي إلى مثل هذه الكراهية لبشر مثلنا؟ يشعر الكثير من المتفرجين على تلك المشاهد بالهلع لعدم إنسانية الغوغاء الغاضبين، فيتهمونهم بأنهم متطرفون. ومع ذلك، فإن هؤلاء المتفرجين أنفسهم لا يدركون أن غضب هؤلاء نابع من إيمانهم بحقهم في الدفاع عن امتيازاتهم التي وفرتها لهم هذه الحدود. لذا يحمل مثل هذا الاعتقاد نفسه كل من الغاضبين والمتفرجين. لا يوجد لدى البعض من هؤلاء المتفرجين القدرة على تحمل مشاهدة هذه المعاناة بسبب قسوتها وهي تجري أمام أعينهم، ولكنهم يتقبلون بسهولة الهيمنة الرأسمالية القاسية التي أفقرت واستعبدت معظم العالم اليوم.
علاوة على ذلك، فإن الحروب والظروف المعيشية غير الآمنة التي يهرب منها المهاجرون سببها المباشر هي الحكومات الرأسمالية، وذلك لدفع ثمن الامتيازات التي يتمتع بها أولئك الموجودون على الجانب الأوروبي من الحدود حالياً. لماذا إذن مثل هذا الغضب من المهاجرين القادمين لمشاركة الأوروبيين فيما أخذوه منهم ظلماً في المقام الأول؟
فكرة الوطنية فكرة فاسدة تبناها النظام العالمي العلماني الحالي، وليس لها مكان لدى البشر العقلاء. الإسلام لا يقبل هذا التقسيم السطحي الضحل، فالنبي e قد حذر من مثل هذه القبلية قائلاً: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ».
لقد حان الوقت للمسلمين للقيام بفضح الوطنية والقومية، والمعاملة المقيتة للآخرين من البشر التي تنشأ عن الوطنية لا محالة.
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير
في بريطانيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير بريطانيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 07074192400 www.hizb.org.uk |
E-Mail: press@hizb.org.uk |