المكتب الإعــلامي
بريطانيا
التاريخ الهجري | 1 من ربيع الاول 1442هـ | رقم الإصدار: 1442 / 05 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 18 تشرين الأول/أكتوبر 2020 م |
بيان صحفي
لقد فشلت العلمانية بينما الإسلام سينتصر
(مترجم)
يوم آخر وهجوم آخر على الإسلام والمسلمين؛ فما كان يُترك عادة لوسائل الإعلام مهاجمته أصبح الآن يقوم به السياسيون بشكل متزايد. لم يكن الإعلام قادراً على تخويف الناس من الإسلام بشكل كافٍ، ولم يحاولوا حتى طرح حجة فكرية تدعم علمانيتهم أو ضد الإسلام، فحان الآن دور السياسيين لتحويل الانتباه عن فشلهم الشامل في رعاية شؤون الناس، خشية أن يتحول الناس إلى الإسلام أثناء بحثهم عن بديل للهيمنة الرأسمالية البائسة.
يتوق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أيام الاستعمار (المجيدة)، عندما عرف المسلمون مكانهم (تحت السيطرة الغربية) وقبلوا بشكل سلبي هيمنة (أسيادهم) المستعمرين. فهو يفتقد تلك الأيام ويتحسر على الربيع العربي الذي بدأ المسلمون فيه يرفضون المستعمرين ويطالبون باستقلالهم. ويخلص من ذلك إلى أنه لا بدّ أن الإسلام في أزمة، إذا كان يحرّك المستعمَرين إلى رفض هيمنة الاستعمار العلماني عليهم! وهو ينسى أن الجزائر رفضت من قبلُ الاستعمار الفرنسي بوحشيته وأساليبه اللاإنسانية في التعذيب والقهر. ونسي أن فرنسا استخدمت الجزائر كمكب للنفايات النووية، وحتى يومنا هذا فإنها ترفض الكشف عن الأماكن السرية لنفاياتها المشعة. ينسى ماكرون أن أي شخص يتمتع برؤية واضحة يمكنه أن يرى من خلالها الادعاءات الكاذبة بأن العلمانية هي الفكرة التي تشدّ أواصر المجتمع معاً. مع أن العلمانية هي أصل المشكلة التي يخدم النظام من خلالها مصالح الأقوياء على حساب الناس العاديين. فالقوة هي كل ما يُهمّ في الديمقراطية؛ والعلمانيون لا يخجلون حتى من قول ذلك.
إذا كانوا يعرفون العار والشرف، فإن المدافعين عن العلمانية مثل ماكرون نفسه يجب أن يخجلوا من الفظائع التي تُرتكب في جميع أنحاء العالم باسم العلمانية. إذا كانوا يعرفون الفكر والعقل، فعليهم أن يرفضوا الأيديولوجية العلمانية بالكامل؛ ليس لأنها فشلت بشكل واضح في إيجاد أي انسجام في داخل مجتمعاتهم فحسب، بل لأنها تفتقر إلى أي أساس فكري. لا يستطيع العلمانيون إقناع العقل بعقيدتهم، لذا فهم يقمعون أي شخص ينهض لتحديهم، ثم يتفاخرون بلا خجل بتعصبهم القاسي. فالحق في نظرهم يُعرف بالقوة لا بالدليل والبرهان. إنهم لا يختلفون عن البلطجي العادي، مدركين لدونيته، مما يجعل الجميع يعاني من نوبة غضبه الشديدة وعدم قدرته على مواجهة الواقع.
ليس الإسلام في أزمة ولا يمكن أن يكون كذلك. فالإسلام، على عكس العلمانية والديمقراطية، ليس خيالاً غريب الأطوار تحلم به النخبة الثرية لإخضاع أي شخص آخر. لقد نزل الإسلام على النبي محمد ﷺ باعتباره الرسالة الأخيرة والخاتمة للبشرية جمعاء، وهو معروف من مصدريه: الكتاب والسنة (أقوال النبي وأفعاله). وقد ثبت صدقه من خلال تحديه الفكري لجميع البشرية أن تأتي بمثله، وبموافقته الفطرة البشرية.
إن الجانب السياسي من الإسلام يسبب كابوساً للمدافعين عن العلمانية، فحياة النبي محمد ﷺ هي حياة سياسية صريحة وواضحة، حيث كان عليه الصلاة والسلام يمارس رعاية شؤون الناس بحسب ما نزل به الوحي. وعلى الرغم من ذلك، فإن الأكاديميين والمؤسسات والسياسيين ووسائل الإعلام في الغرب لا يتوانون عن تكرار إنكارهم لكون الإسلام سياسياً، بمحاولاتهم الضحلة لوصف الفكر الإسلامي بأنه بدعة جديدة وتزييف لجوهر الإسلام! ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُون﴾.
في الإسلام بيان كامل لكيفية بناء مجتمع تتم فيه تلبية احتياجات جميع الناس، فالإسلام ليس تنظيما قصير المدى في سياساته ورؤيته. ولا يسمح الإسلام للحكام اتخاذ القرارات وفقاً لمدى شعبيتها عند الناخبين، بل هذا هو شأن الحكام الحاليين في الدول الكبرى في الغرب اليوم، الذين كشف تعاملهم الإجرامي بشأن الاقتصاد والوباء والسياسة الخارجية عن اهتماماتهم الحقيقية، حيث يخلفون وراءهم آثار الموت والبؤس.
ستقف الخلافة التي تخشاها النخبة الغربية وتحاول تشويه سمعتها بمقارنتها الكاذبة بكارثة تنظيم الدولة، ستقف كدرع لحماية رعاياها من العدوان الاستعماري، ولن يكون الغرب قادراً بعدها على استعباد معظم الناس في العالم واغتصاب جميع موارده، ولن يكون قادراً بعدها على تجاهل الضرر البيئي الذي تسببه شركاتهم في سعيها الشره لتحقيق النمو، وسيرى العالم بسرعة بطلان المبدأ الرأسمالي ونموذجه الاقتصادي الفاشل وعقيدته العلمانية الزائفة. هذا شيء ينبغي أن تخافه النخبة الأنانية بحق، لكن بالنسبة للناس العاديين، فإن هذا هو خلاصهم من الاضطهاد العلماني والاستعماري.
ستعود الخلافة على منهاج النبوة قريبا بإذن الله؛ فهي وعد نبي الله ورسوله ﷺ وهو ما يعمل حزب التحرير ليل نهار على تحقيقه. إنها تقوم على مبادئ رعاية حقوق جميع الناس، وليس حقوق الأقوياء فحسب. فالحق فيها يعرف بالدليل وليس بمن له سلطة، والحكام مسؤولون حقاً أمام الناس، ولا يخضعون لمساءلة زائفة من خلال صناديق الاقتراع، ووسائل الإعلام فيها مستقلة حقاً وليست مؤسسات تمثل المصالح التجارية الكبرى كما هو الحال اليوم في الغرب العلماني.
ندعوكم للتسجيل والانضمام إلى حزب التحرير/ بريطانيا في مؤتمره الدولي عبر الإنترنت بعنوان: "عودة النظام الإسلامي العالمي".
سيتناول المتحدثون الموضوعات التالية:
- من الجائحة إلى حركة حياة السود مهمة: البشرية تبحث بشغف عن البديل
- اقتصاد جديد، لا يخدم مصالح الواحد بالمئة
- نظام الخلافة، ورعاية شؤون الناس
- إقامة سيادة الإسلام على الأرض، ومسؤوليتنا
وذلك يوم السبت 31 تشرين الأول/أكتوبر، الساعة 2:00 مساءً بتوقيت غرينيتش
للتسجيل من خلال الرابط:
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير بريطانيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 07074192400 www.hizb.org.uk |
E-Mail: press@hizb.org.uk |