الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
بريطانيا

التاريخ الهجري    9 من ربيع الاول 1442هـ رقم الإصدار: 1442 / 06
التاريخ الميلادي     الإثنين, 26 تشرين الأول/أكتوبر 2020 م

 

بيان صحفي

 

الإسلام يقوم على فكر مستنير وعلينا ألا نقبل من قادتنا بأقل من ذلك

 

(مترجم)

 

 

إن القول بأن العالم يفتقر اليوم إلى قيادة جيدة إنما هو قول سطحيّ. لقد اعتدنا أن يراهن القادة الشعبويون على ولائنا لهم، بالادعاء أنهم وحدهم القادرون على إصلاح الأمور بالطريقة التي نريدها. لذلك تم تنظيم حملاتهم الانتخابية بحيث تتناغم شكلاً مع رغباتنا الأساسيةن ولكن من حيث الحقيقة فلا مجال في حملاتهم للصدق والنزاهة والارتقاء بالفكر، وهي عناصر أساسية للقيادة الجيدة؛ بل إنها مجرد حملات انتخابية مليئة بالأكاذيب والأوهام والإثارة والجشع.

 

وفي الخلاصة، هذا هو جوهر الديمقراطية؛ لا يمكن أبدا أن تأتي بقيادة نبيلة تنهض بالبشرية نحو الخير. إذ لا تعد الديمقراطية إلا بوضع الأكثر شعبية في السلطة، وهم الأكثر مهارة في التلاعب بالناس لجعلهم يرغبون في أي شيء يروج له حزبهم.

 

ومن المفارقات أن العلمانيين وصفوا أيديولوجيتهم زوراً بأنها نتاج "عصر التنوير" مع أنها في الواقع تحاشت بحث كل الأفكار المستنيرة لتتبنى في نهاية الأمر الحل الوسط الذي من شأنه أن يسمح للأقوياء الموجودين بالفعل بالبقاء في السلطة، بينما يقدمون القليل من كسرات العظام لبقية الناس. من المسلّم به أن كسرات العظام هذه كانت أفضل بشكل هامشي من فتات الموائد الذي قدمته لهم الأرستقراطيات الأوروبية، ومع ذلك تبقى الحقيقة أن الأيديولوجية الجديدة لم يتم الحكم عليها بناء على صحتها على أساس فكري؛ بل كان الأمر يتعلق فقط بمدى قدرتها على مخاطبة أحلام ورغبات السكان الفقراء والجياع. كانت كسرات العظام جذابة في ذلك الوقت، على الرغم من افتقارها للمادة الغذائية وللتغذية.

 

ما هو الأمر المستنير لدى السياسيين الذي يجعلهم يخشون فقدان شعبيتهم، فيجعلهم مرضى بقصر النظر فيضعون برامجهم السياسية قصيرة المدى؟ ما هو الأمر المستنير في حصر المحاسبة في الاقتراع كل خمس سنوات، مع وقف العمل بها بينهم؟ ما هو الأمر المستنير بشأن الاعتماد على وسائل الإعلام الكبرى لمحاسبة القادة؟ علاوة على ذلك، ما هو الأمر المستنير على الإطلاق في تجنب الإجابة على السؤال الأساسي عن الوجود، واعتماد العلمانية بدلاً من ذلك كحل وسط؟

 

يحتاج العالم إلى قيادة مستنيرة حقيقية، تقوم على الفكر المستنير، وليس على الشعبوية المتواضعة. فيكون لدينا بدلاً من ذلك متنافسون تافهون يدلون بتصريحات مثيرة للانقسام لتحريض مجموعة متعصبة من الناس ضد الأخرى. في بريطانيا وفرنسا وأمريكا، يدلي القادة بتصريحات تروق لقاعدتهم الانتخابية، مع عدم إغضاب سماسرة القوة الحقيقية الذين يسيطرون على المصالح التجارية الكبرى. يقف ترامب إلى جانب العنصريين ليظل محبوباً لديهم، مدعياً تعطيل عمل زمرة واشنطن، بينما يدعي بايدن الوقوف مع المضطهدين. أما في الواقع، فلا يعمل أي من الجانبين لصالح الشعب. فلم يحسِّن ترامب حياة مؤيديه، ولم يُضعف قبضة الشركات، ولم يضع أوباما وبايدن حداً فعليّاً للعنصرية المؤسساتية في أمريكا. لم يكن أي من الجانبين راغباً أو قادراً على القيام بما وعد به، لأن ذلك سيتطلب إعادة تقييم عميق للأفكار والقيم السائدة في أمريكا. سيتطلب ذلك الاستعداد لإسقاط الطبقات التي تفردت بالامتيازات التي لا تستحقها، والتي اغتصبت الثروة والسلطة من الناس العاديين ظلماً، بينما الديمقراطية موجودة لحماية مثل هذه الأقلية، وليس لتعريض مكانتهم للخطر.

 

لقد كان العالم بما عليه من الديمقراطية هو العامل المساعد الذي حوّل فيروساً خطيراً إلى جائحة عالمية. لقد أصيب القادة بالشلل الشديد بسبب حاجتهم إلى أن يظلوا يتمتعون بشعبية، لذلك قاموا بالمماطلة، وفضلوا مصالح مؤيديهم الأثرياء، وناقضوا أنفسهم مع كل خطوة اتخذوها. نتيجة لذلك، أصبح الناس الآن في حيرة من أمرهم في أي اتجاه يجب عليهم أن يذهبوا، بعد أن فقدوا كل الثقة في المجموعة الحالية من الشعبويين وادعاءاتهم الخيالية. لقد حان الوقت لوضع الأيديولوجية التي تحافظ على تغذية آلة الشعبوية للمساءلة.

 

إن العقيدة الإسلامية فكرة مستنيرة صادقة عن الإنسان والحياة والكون، وهي ليست حلاً وسطاً سطحياً جرى التوافق عليه تاريخياً بين الثوار الأوروبيين وحكامهم المستبدين. يجيب الإسلام على السؤال المتعلق بالوجود الذي نعيشه بشكل يقنع العقل، فهو مبني على البرهان الفكري، ويتفق كذلك مع فطرتنا البشرية. فالعقيدة الإسلامية هي أساس أنظمة العيش في الحياة الدنيا، وتحدد وجهة النظر في الحياة فيما يتعلق بكيفية تنظيم علاقاتنا مع خالقنا ومع أنفسنا ومع بعضنا بعضاً، بحيث لا توجد بيننا طبقة متميزة لقمع الآخرين. يدعو الإسلام للقيادة بالفكر قبل كل شيء، بحيث لا يكون هناك مكان للشعبوية السطحية. القيادة الإسلامية ليست قصيرة المدى في نظرتها، فالحاكم لا يشغل باله بمسألة إعادة انتخابه للسلطة، لذا فهي تدعو إلى التخطيط طويل المدى المبني على رؤية ذات فكر مستنير، لم يشهد العالم مثلها منذ قرون.

 

لا يحتاج الأمر إلى القول بأن القادة المنتخبين وغير المنتخبين في البلاد الإسلامية اليوم لا يقتربون بأي حال من المفهوم الإسلامي للقيادة، لأنهم جميعاً مستنسخون في الغرب، ويعملون لخدمة الرأسماليين في الغرب، وليس لخدمة الإسلام ولا الناس. حزب التحرير هو حزب سياسي إسلامي يعمل في البلاد الإسلامية للارتقاء بالفكر في المجتمع حتى يتمكن العالم مرة أخرى من رؤية قيادة مستنيرة حقيقية قائمة على الفكر.

 

ندعوكم للتسجيل والانضمام إلى حزب التحرير/ بريطانيا في مؤتمره الدولي عبر الإنترنت بعنوان: "عودة النظام الإسلامي العالمي".

 

سيتناول المتحدثون الموضوعات التالية:

 

- من الجائحة إلى حركة حياة السود مهمة: البشرية تبحث بشغف عن البديل

 

- اقتصاد جديد، لا يخدم مصالح الواحد بالمئة

 

- نظام الخلافة، ورعاية شؤون الناس

 

- إقامة سيادة الإسلام على الأرض، ومسؤوليتنا

 

وذلك يوم السبت 31 تشرين الأول/أكتوبر، الساعة 2:00 مساءً بتوقيت غرينيتش

 

للتسجيل من خلال الرابط:

 

 

يحيى نسبت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير

في بريطانيا

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
بريطانيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 07074192400
www.hizb.org.uk
E-Mail: press@hizb.org.uk

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع