المكتب الإعــلامي
بريطانيا
التاريخ الهجري | 5 من ذي الحجة 1442هـ | رقم الإصدار: 1442 / 23 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 15 تموز/يوليو 2021 م |
بيان صحفي
الوطنية والعنصرية متلازمتان ويجب نبذهما سويا
(مترجم)
ادَّعَوْا أن كأس أمم أوروبا سيوحد البلد، ولكن نهاية هذا الدوري كشفت عن الانقسامات التي أدت إليها رابطة الوطنية. فإنجلترا اليوم متهمة بالعنصرية الممنهجة التي ظهرت بشكل جلي بعد الإساءة التي تلقاها لاعبو منتخبها ذوي البشرة السمراء.
الشعور المؤقت بالفخر بالوطن أبدا لم يكن حلا للانقسامات الكبيرة التي أدت إليها الوطنية عبر القرون. فحينما يشعر البريطانيون أنهم أفضل من الفرنسيين فقط لأنهم ليسوا بريطانيين، فمن المحتم أن يشعر الإنجليز للسبب ذاته أنهم أفضل من الأسكتلنديين أو الويلزيين. وقريبا سنشهد شعور سكان بعض المناطق والمدن بالأفضلية نسبة إلى باقي المناطق والمدن، وحتى إننا سنشهد معاداة أحياء لأحياء أخرى لطالما كانوا جيرانا! هذه ليست أموراً من محض الخيال، وإنما هي واقع قبلها كثير من الناس كعرف في عالمنا اليوم.
إنه لمن غير الطبيعي أن ينضم المرء لقبائل من الناس حصلت الصدفة أن يشاركهم في أمور كمكان الولادة أو السكن أو اللون. حيث إن الإنسان يتميز عن كل الأحياء بالعقل. فعندنا القدرة على التفكير وتطوير المفاهيم عن الحياة والكون ودور الإنسان فيها. فبناء رابطة على أمور لم يفكر بها المرء أو يخترها لا تتوافق مع الإنسان بوصفه كائنا مفكرا بل إنشاء هذه الروابط يضر بشكل واضح بنا وبمجتمعاتنا.
العنصرية المزمنة في بريطانيا وأوروبا وأمريكا ليست إلا جزءا من المشاعر الوطنية التي يغذونها برفع والتلويح بأعلام دولهم، ولكن الحق مع أولئك الذين يجلسون على ركبة واحدة رفضا لهذه المشاعر العنصرية. هذا التناقض من هذه الدول واضح للجميع. حيث إن نبذ العنصرية ليس بكلمات عن شرها، وإنما الأصل هو علاج أساس المشكلة، وهو إنشاء رابطة مع الغير بناء على أمور عارضة. فحين تغذي الحكومة مشاعر الوطنية بين الناس وفي الوقت نفسه تظهر مندهشة من زيادة نسبة الاعتداءات العنصرية، هنا يجب أن نسأل عن الخير الذي تجلبه هذه الوطنية؟!
إن فكرة تقسيم العالم إلى دول قومية هي فكرة نشأت في أوروبا في القرن السابع عشر الميلادي. وبعدها توجهت أنظار الدول القومية الأوروبية إلى العالم لفرض حدود وطنية بين الناس من خلال الاستعمار. ومنذ ذلك الوقت أدى مفهوم الوطنية إلى فوضى في كل أنحاء العالم.
إن الإسلام لا يقبل العنصرية بكل أشكالها، ولا يغذيها فيجعل مكان الولادة سببا لها، فهي ليست إلا فكرة سطحية قال رسول الله ﷺ فيها: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ».
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير بريطانيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 07074192400 www.hizb.org.uk |
E-Mail: press@hizb.org.uk |