الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
بريطانيا

التاريخ الهجري    23 من ربيع الاول 1443هـ رقم الإصدار: 1443 / 01
التاريخ الميلادي     السبت, 30 تشرين الأول/أكتوبر 2021 م

 

 

بيان صحفي

 

مؤتمر المناخ الدولي في غلاسكو هو مجرد اجتماع شرطة دوليين

وليس جهداً صادقاً لمساعدة البشرية

 

(مترجم)

 

لقد دفعت الرأسمالية كوكب الأرض إلى حافة الدمار، بينما مستقبل البشرية نفسها في خطر، ومع ذلك فإن الرأسماليين أنفسهم غير مستعدين لإجراء تغييرات جادة لإنقاذنا جميعاً. هذه هي الحقيقة المحزنة للأيديولوجية التي تضع الربح والرغبات المادية فوق كل شيء. على الرغم من الخطاب الكاذب الذي تم ضخه من أجهزة الإعلام الرأسمالية، فإن تغير المناخ المدمر هو مجرد نتيجة سلبية أخرى للأيديولوجية التي جلبت لنا حربين عالميتين، واستخدمت أسلحة الدمار الشامل لقتل الملايين من الناس، وأقامت أنظمة دكتاتورية بغيضة لاستعباد وإفقار شعوب بأكملها من أجل مكاسبها الخاصة البغيضة، واستخدام الاستعمار لتدمير حياة ملايين أكثر مما يمكن أن تحققه حروبهم. ليس من المستغرب إذن أن تستغل كل طبيعة تنافسية للنظام الرأسمالي لتدمير أي محاولة لإنقاذ الأرض.

 

سيشهد مؤتمر المناخ في غلاسكو هذا الأسبوع العديد من الوعود الكاذبة ومن دموع التماسيح، لكنه في النهاية سيفشل في حل أزمة المناخ بطريقة جدية، حيث لن تتم معالجة الأسباب الأساسية للأزمة. وسيفضح غياب الصين وروسيا ونفاق الغرب الرأسمالي حقيقة أن هذه المؤتمرات تدور حول الصراعات الجيوسياسية أكثر من كونها تساعد في حل مشكلة إنسانية.

 

المشكلة الأساسية ليست المناخ نفسه، ولا حتى الصناعة، بل هي الرأسمالية ورغبتها الشرهة في تفشي استغلال الناس والبيئة مع القليل من الاهتمام بالعواقب طويلة الأجل. ومن خلال الاندفاع الذي لا ينتهي لتحقيق النمو؛ والسعي المستمر لتحقيق المزيد والمزيد من الأرباح؛ وسلطة المصالح الخاصة التي تفسد السياسة بالسماح بالتلوث المفرط للبيئة؛ والتشجيع على تحمل الديون المفرطة بسبب النزعة الاستهلاكية المفرطة؛ حيث يؤدي كل هذا إلى مزيد من النمو الصناعي، ومزيد من استخدام الطاقة، ومزيد من النفايات، ومزيد من التلوث، وفي النهاية المزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

 

تبحث الدول التي تحضر المؤتمر في المقام الأول عن مصالحها الوطنية. فأمريكا تريد الحد من نمو الصين، وهذا أسلوب واحد من العديد من الأساليب للقيام بذلك. وتحاول بريطانيا وضع نفسها كرائد عالمي في مجال التكنولوجيا الخضراء، وتريد الترويج لهذه الأجندة لتعزيز فرص العمل. ويُنظر إلى أستراليا والهند على أنهما أكثر البلاد تلويثاً للبيئة، لذا ستسعيان إلى تحقيق أهداف وجداول زمنية معتدلة حفاظاً على مصالحهما الخاصة. لذلك يجب أن يُنظر إلى هذا المؤتمر البيئي على أنه تجمع للدول التي تحاول إلقاء اللوم على الآخرين وتبرير بذل أقل ما يمكن من الإجراءات لحل المشكلة مع الاستمرار في الترويج للصورة التي يهتمون بها بشأن الكوكب وسكانه. لا يمكن في الواقع وجود شيء أبعد من هذا القول عن الحقيقة.

 

لا يوجد اقتراح جاد في وسائل الإعلام يتحدى فكرة وجوب ترك الناس أحراراً في متابعة رغباتهم وملذاتهم الفردية؛ أو أن المجتمعات البشرية هي في الأساس مجتمعات استهلاكية، أو أن النمو الاقتصادي مهما كان الثمن هو أهم هدف اقتصادي. لا يوجد اقتراح جاد غير مبني على نموذج الدول القومية التي تتنافس من حيث النمو الاقتصادي.

 

تعتمد مقترحات السياسة إلى حد كبير على جانب العرض في الاقتصاد، باستثناء نشطاء تغير المناخ الصادقين الذين يجادلون بأن الناس يجب أن يأكلوا كميات أقل من اللحوم، لا يوجد كثير من المقترحات التي تبدو وكأنها تغيير جوهري في طلب الأشياء المادية، سواء أكانت أحدث الأدوات، أو السفر الجوي الرخيص، أو أحدث الموضات، وما إلى ذلك. يستمر النظام الذي يهيمن على العالم في الترويج لفكرة أن الناس يجب أن يستهلكوا وأن الصناعة يجب أن تنتج، على الرغم من الاقتراح بأنه يجب على التكنولوجيا أن تنتج الأشياء بطريقة أنظف وأكثر ملاءمة للبيئة.

 

بالإضافة إلى ذلك، يدرك الكثيرون أن الجهود الدولية للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ستضر بشكل غير متناسب بالاقتصادات الناشئة، بينما يتمتع العالم المتقدم اقتصادياً بمرحلة قوية في النمو الاقتصادي والصناعي مع كونه مسؤولاً عن الانبعاثات حتى الآن. بناءً على هذا الفهم تصبح المؤتمرات العالمية مسابقة لتحديد إطار عمل من شأنه أن يفيد الدول منفردة وليس الإنسانية ككل.

 

من ناحية أخرى، يضع الإسلام الرغبة في السعي وراء الأشياء المادية في سياق أكثر انضباطاً. علاوة على ذلك، يمتلك الإسلام نظاماً اقتصادياً متميزاً يشجع التجارة ويحظر الربا، وليس لديه حتمية داخلية للنمو كالتي تفرضها الرأسمالية. قال رسول الله ﷺ: «لَا ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ».

 

وعليه فكل ما يضر بالآخرين، مهما كان صغيرا، فإن الله سيحاسب الناس عليه. علاوة على ذلك، فإن الإسلام لا يشجع الناس على الإسراف.

 

بدون دولة الخلافة التي تطبق الإسلام لن يكون هناك أي رادع حقيقي لمزيد من المنافسة الرأسمالية والاستغلال الاستعماري والفساد، وهي البواعث الرئيسية لأزمات المناخ والبيئة.

 

قال تعالى: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَاد﴾.

 

يحيى نسبت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير

في بريطانيا

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
بريطانيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 07074192400
www.hizb.org.uk
E-Mail: press@hizb.org.uk

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع