المكتب الإعــلامي
بريطانيا
التاريخ الهجري | 24 من رجب 1443هـ | رقم الإصدار: 1443 / 04 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 25 شباط/فبراير 2022 م |
بيان صحفي
الإسلام هو وحده الذي يملك الحل لإنهاء اللعبة الدموية في أوكرانيا
(مترجم)
تعتبر الحرب في أوكرانيا واستجابة الدول الغربية لاتخاذ مواقف تجاهها، مثالاً دامغاً على مدى ضآلة ما يقدمه النظام العالمي العلماني الحالي وتذكيراً ملِحّاً بأنه يجب على المسلمين أن ينشطوا في فضح النفاق الحالي وتقديم البديل الإسلامي.
من المتوقع أن يدعو السياسيون وعملاؤهم الإعلاميون إلى الأفكار المملة نفسها التي كانت مسؤولة عن جميع الحروب على مدار المائة وخمسين عاماً الماضية، والتي كانت متعلقة بالمصالح الوطنية والقانون الدولي. في الواقع، اخترعت الدول الغربية في أوروبا وأمريكا القانون الدولي لخدمة مصالحها القومية الضيقة، والذي يتم استخدامه في الوقت الحالي بشكل خاص ضد الدول الشرقية مثل روسيا والصين. لقد استمروا في التذرع باسمها المقدس نفاقاً كلما رأوا مصلحة لأنفسهم؛ بينما يدوسون عليها كلها عندما لا تناسبهم. تعمل روسيا اليوم على استعادة كرامتها الوطنية بعد عقود من إذلال الغرب لها، وتبرر اعتداءها على أنه مصلحة للأمن القومي؛ وهو المنطق ذاته الذي استخدمه الحلفاء الغربيون الذين غزوا العراق وأفغانستان. في الواقع، هذا هو العذر الهزيل نفسه الذي يقدمه الذين يحتلون فلسطين وكشمير لتبرير فظائعهم هناك.
لماذا يجب أن تكون مصالح أحد الأطراف أكثر أهمية من الآخر، بحيث يكون القتل والقمع مبرراً؟ علاوة على ذلك، لماذا يجب أن يكون هناك جانبان لديهما مجرد انقسام عرقي واهِ وحدود موضوعة بشكل تعسفي لتحديد مصالح أحد الطرفين تجاه الآخر؟ هذه هي المشكلات الوطنية الفعلية التي تفتعلها القومية والتي لا يوجد لها حل سوى المزيد من إراقة الدماء، والمزيد من الانقسام، ودوامة العنف المستمرة التي تؤذي الناس العاديين أكثر بكثير من النخب القليلة الغنية الحاكمة فيهم.
هذه القبلية الضحلة قديمة قدم البشرية، ولكن العقيدة الإسلامية ونظام الحكم، أي الخلافة تعاملت معها وحلتها بشكل واضح. لذلك فإن على المسلمين اليوم مسؤولية، كما فعل الصحابة من قبلُ تجاه العرب القبليين، في الدعوة إلى وحدة العقيدة والحذر من الأفكار السطحية المدمرة التي تنادي بالكرامة الوطنية والمصالح الوطنية، والتي تلجأ إلى الأدوات التي تخدم مصالحهم الذاتية وإلى القانون الدولي والتحالفات.
يحتاج المسلمون إلى فضح نفاق "تحرير" الشعبين الأفغاني والعراقي، الذين عانوا على يد القوات الغربية المحررة المزيفة، تماماً كما سيدمر الروس أوكرانيا في نهاية المطاف، وكما فعلوا في الشيشان قبل عقدين من الزمان. إن دعم المناطق الانفصالية ليس اختراعاً روسياً، فقد كانت أمريكا وأوروبا تحرضان وتدعمان حركات "الاستقلال" المزيفة على مدى عقود، مثل تيمور الشرقية وجنوب السودان كنموذجين رسميين حديثاً، والصراعات التي لا حصر لها في اليمن وسوريا وليبيا أمثلة غير رسمية على التدخل الغربي، غالباً بالتحالف مع روسيا نفسها.
لا يوجد مبدأ ولا قيم توجه صناع السياسة الخارجية في الغرب أو الشرق اليوم، فجميعهم يدينون بالعقيدة العلمانية الضحلة وما نتج عنها من مبادئ الرأسمالية المتمثلة في النفعية وشعار "القوة على حق". إنهم لا يعترفون بأي سلطة سوى النزوات الأنانية لنخبتهم الحاكمة.
هنا يتميز الإسلام عن العلمانية بشكل جوهريّ؛ فالشريعة بالنسبة للمسلمين هي القانون الذي يوجه الحكام إلى العدل ويقيد يد الطاغية ولكن عندما يتم تبني العلمانية فإن العالم كله مرتبط بأهواء استبدادية تحملها النخبة المتسلطة دون أي وسيلة لكبح جماحها.
لقد حان الوقت الآن لينهض المسلمون فيقدموا الإسلام لشعوب العالم، التي هي في أمس الحاجة إلى بديل عادل عن الاستبداد العلماني الذي عانينا منه لفترة طويلة. لقد حان الوقت الآن لرفض التسميات المهينة الزائفة لـ"إسلامي" و"متطرف" التي تستخدمها النخبة ووسائل إعلامهم الخانعة كل مرة يدخل فيها مسلم بالتفكير الإسلامي إلى المجال السياسي والدولي. بل إنهم اختلقوا الكثير من الأكاذيب ضد المسلمين لإثارة الكراهية المتعصبة ضدنا. لكن نفاقهم ومخططاتهم الشريرة سرعان ما ستفتضح بإذن الله.
﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير بريطانيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 07074192400 www.hizb.org.uk |
E-Mail: press@hizb.org.uk |