الخميس، 06 رمضان 1446هـ| 2025/03/06م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية مصر

التاريخ الهجري    5 من رمــضان المبارك 1446هـ رقم الإصدار: : 1446 / 22
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 05 آذار/مارس 2025 م

 

 

 

بيان صحفي

 

قمة القاهرة تأكيد على خذلان حكام العرب للأرض المباركة فلسطين

 

 

 

عُقدت القمة العربية الطارئة في القاهرة وسط ظروف مريرة تمر بها الأمة الإسلامية، وعلى رأسها عدوان يهود على غزة، وتزايد الضغوط الدولية بشأن القضية الفلسطينية. وكما هو متوقع، خرجت القمة ببيان ختامي يحمل في طياته عبارات الشجب والاستنكار، ويدعو إلى حلول ترقيعية لا تعالج جذور الأزمة. فكيف نرى هذه القمة؟ وما هو الموقف من مخرجاتها؟

 

اعتاد الحكام العرب على عقد القمم الطارئة كلما تفاقمت الأزمات، ولكنها لا تؤدي إلى تغيير جذري في الواقع السياسي أو العسكري. بل تأتي كإجراء شكلي لإظهار "التحرك العربي" أمام الشعوب الغاضبة، دون المساس بمصالح القوى الغربية التي تتحكم في مصير المنطقة وحكامها وأنظمتها. والقمة الأخيرة ليست استثناءً من هذه القاعدة، فقد اقتصرت على إصدار بيان يدعو إلى "رفض التهجير القسري للفلسطينيين" و"اعتماد خطة إعادة إعمار غزة"، في حين يواصل يهود عدوانهم بدعم غربي، دون أن يتخذ المؤتمرون أي خطوة فعلية لوقفه.

 

أحد أخطر ما جاء في مخرجات القمة هو تأكيدها على الحل السياسي المستند إلى قرارات الأمم المتحدة، وهو أمر يتناقض مع الواقع، فهذه المنظمة لم تكن يوماً في صف الأمة، بل أداة بيد الغرب لفرض مشاريعه الاستعمارية. كما أن استمرار الحكام العرب في الترويج لحل الدولتين كمخرج للأزمة، هو تضليل سياسي يوهم الشعوب بأن هناك حلّاً سياسياً قابلاً للتحقيق، بينما الاحتلال ماضٍ في مشروعه الاستيطاني بلا توقف، ولم يترك مجالا لإقامة تلك الدولة المزعومة.

 

تجاهلت القمة بشكل تام الحل الجذري لقضية فلسطين، وهو تحريرها من يهود بالجهاد في سبيل الله، وإقامة الخلافة التي توحد الأمة وتوجه جيوشها نحو قتال يهود الغاصبين، بدلاً من الانخراط في المشاريع الغربية التي تهدف إلى تكريس الاحتلال.

 

فلسطين ليست مجرد قضية إنسانية أو سياسية، بل هي قضية عقدية تتعلق بها أحكام شرعية واجبة التنفيذ فورا والقعود عنها إثم، فتحرير كامل فلسطين هو قضية الأمة التي يجب أن تتحرك من أجلها جيوشها فورا حتى تتحقق وعلى رأسها دول الطوق وأولها مصر.

 

أحد المحاور الرئيسية التي ركزت عليها القمة هو "إعادة إعمار غزة"، وهي ورقة تستخدم لاحتواء الغضب الشعبي وإيهام الفلسطينيين بأن الحل يكمن في ضخ الأموال، بدلاً من تحريك الجيوش لإنهاء الاحتلال. فإعادة الإعمار في ظل بقاء الاحتلال هي تكريس للوضع القائم، لأن كل ما سيتم بناؤه سيتم تدميره مجدداً. فالحل ليس في استجداء المساعدات، بل في حشد الأمة وجيوشها لتحرير فلسطين، وهو الواجب الحقيقي على الأمة وجيوشها وخاصة مصر وجيشها.

 

إعادة الإعمار هي إعادة تدوير للأزمة، فتبقى غزة محاصرة وتحت التهديد المستمر، بينما تستفيد شركات ودول من العقود والأموال التي تُضخ باسم الإعمار. وتدخل شركات عالمية وعربية في المشروعات، وتحصل على عقود بمليارات الدولارات، ويتحكم كيان يهود في دخول مواد البناء، وأحياناً يتم استيرادها من شركاته، ما يعني أنه يربح من إعادة الإعمار التي جاءت بسبب جرائمه. فضلا عن الدول العربية وعلى رأسها مصر الشريك الرئيسي للكيان الغاصب، والمتحكم الفعلي في كل ما يدخل لقطاع غزة.

 

رغم مواصلة الاحتلال جرائمه بحق أهل غزة، لم تتضمن مخرجات القمة أي خطوات عملية لوقف العدوان، ولو بشكل آني يحقن دماءهم من مثل قطع العلاقات الدبلوماسية، أو وقف التعاون العسكري والتنسيق الأمني معه. أو حتى استخدام الموارد الاقتصادية للضغط على الدول الداعمة له، بل على العكس، فإن بعض الدول العربية لا تزال تمارس دور الوسيط بين المقاومة وبينه، بدلاً من أن تكون في صفها. ولا يزال النظام المصري على حاله محاصِراً أهل غزة في ضغط مستمر ليقبلوا بما يمليه عليهم الغرب.

 

إن مخرجات القمة تعكس حقيقة أن الحكام العرب ليسوا جزءاً من الحل، بل هم جزء أساسي من المشكلة، فهم أدوات وظيفية تنفذ مشاريع الغرب في المنطقة. فلو كان لديهم أدنى نية حقيقية لتحرير فلسطين، لما بقيت جيوش المسلمين في ثكناتها، بينما كيان يهود يواصل عدوانه دون رادع.

 

وهذه القمة لم تقدم جديداً، بل جاءت امتداداً لسلسلة طويلة من القمم الفاشلة التي لم تحقق شيئاً للأمة، بل ساهمت في تكريس معاناتها. وهي فرصة جديدة لكشف حقيقة هذه الأنظمة أمام شعوبها، لتدرك أن مصيرها لن يتغير بمبادرات خيانية، بل بثورة فكرية سياسية تعيد الإسلام للحكم، وتقود الأمة نحو عزتها المسلوبة.

 

يا أجناد الكنانة: إنكم أحفاد الناصر صلاح الدين الذي حرر القدس من الصليبيين، والمظفر قطز والظاهر بيبرس اللذين أوقفا زحف المغول. وقد كنتم درعا للأمة ونصراً لها فأتموا عملكم وقوموا بما أوجب الله عليكم، فأنتم قادرون على نصرة أهلنا في فلسطين وتحرير أرضهم في سويعات من نهار فافعلوها بربكم والفظوا عنكم حكام الضرار الذين يمنعونكم من هذا الواجب والشرف العظيم، فالفظوا هؤلاء الحكام وكل ما أبرموه من قرارات باطلة ومخرجات فاسدة، وكونوا نصرا للأمة بإقامة دولتها الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، الدولة التي تحرككم لنصرة الإسلام وأهله وحفظ مقدساته. نسأل الله أن تكون بكم وفيكم يا جند الكنانة.

 

﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية مصر

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية مصر
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
www.hizb.net
E-Mail: info@hizb.net

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع