المكتب الإعــلامي
هولندا
التاريخ الهجري | 9 من شوال 1434هـ | رقم الإصدار: 06 /1434u0647u0640 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 16 آب/أغسطس 2013 م |
بيان صحفي الإسلام هو الطريق الوحيد لفلاح المسلمين في مصر
منذ أن انتهت المهلة التي حددها الجيش المصري لوضع حد نهائي للمظاهرات والاعتصامات الحاشدة في مصر يوم الأربعاء الماضي، مئات، بل آلاف المحتجين، بحسب بعض المصادر، لقوا مصرعهم خلال المظاهرات السلمية ضد الانقلاب العسكري الذي قام به الفريق عبد الفتاح السيسي وعزل مرسي. ولقد أدت سياسة البطش وسفك الدماء التي اتبعها الجيش المصري في التعامل مع المحتجين إلى شجب واستنكار من مختلف الدول الغربية ومن ضمنهم هولندا، ولقد حثت الدول الغربية كلا الطرفين، الجيش والمحتجين، على اتباع الطريق الديموقراطي لإنهاء الأزمة.
من الطبيعي أن تدعو الدول الغربية ومن ضمنهم هولندا الشعب المصري إلى الديموقراطية، إلا أننا نعرف سلفا أن مثل هذه الدعوة ما هي إلا غطاء لتثبيت الهيمنة الغربية في بلاد المسلمين، ففي سنة 2012 قام وزير الخارجية الهولندي السابق أوري روزنتال نيابة عن هولندا بتهنئة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي لفوزه بالانتخابات، وفي حينها عبرت هولندا عن ثقتها وأملها في أن يقوم الرئيس الجديد مرسي بقيادة أهل مصر إلى إكمال مرحلة الانتقال الديموقراطي و"الانتخابات وحرية التعبير"، والمضحك الآن أنه وبعد سنة واحدة تقوم هولندا أيضا بتهنئة الرئيس المؤقت عدلي منصور الذي جاء بعد عزل محمد مرسي المنتخب "ديموقراطيا" من خلال انقلاب عسكري نفذه السيسي. يهنئون المنتخب ديموقراطيا وغير المنتخب، يهنئون هؤلاء الحكام الجدد مع أنهم يذبحون شعوبهم أمام عدسات الإعلام العالمية كما تذبح النعاج، والغريب في الأمر أن رسالة هولندا لم تتغير بل بقيت كما هي دون تغيير، ألا وهي الدعوة إلى "مصر ديموقراطية"، وهذا يعني أنه طالما أن المصالح الغربية مؤمنة فكل شيء مشروع عند الغرب حتى الظلم وقتل الناس بعضهم لبعض.
إن الأحداث والتطورات الأخيرة في مصر والتي تصاعدت إلى حد سفك الدماء بدم بارد، كفيلة بأن تري مسلمي مصر الوجه الحقيقي للديموقراطية الغربية وأنها أداة بيد الغرب الكافر ليس للحفاظ على مصالح المسلمين بل للمحافظة على مصالح الغرب، وخاصة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، فالديمقراطية بالنسبة للمسلمين إذن ليست فقط مصدر شقاء بل هي أيضا طريق مسدود لا يؤدي إلا للموت والقتل كما هو مشاهد في مصر الآن.
لقد كان عزل محمد مرسي من قبل الجيش أمرا ميسورا؛ ذلك لأن مرسي لم يأت بتغيير يذكر في الدولة المصرية بل بقي الأمر كما كان في عهد المخلوع مبارك، فمنذ أن خلع مبارك بقي التدخل الأمريكي في الشأن الداخلي المصري كما هو دون تغيير، وبقيت قيادات الجيش المصري على ولائها لأمريكا، وما زالت هذه القيادات تتلقى الدعم المادي من قبل الولايات المتحدة لتكون هذه القيادات رهن الإرادة الأمريكية ولتعمل على المحافظة على نظام الدولة العلماني.
إن قادة الانقلاب العسكري المدعوم من قبل البيت الأبيض يقومون الآن باستغلال الإخوان المسلمين وقضايا الإرهاب كغطاء لمحاربة الإسلام والفعاليات الإسلامية في مصر، مع أن مرسي لم يحكم بالإسلام ولم يدع إلى تحكيم الإسلام، وأيضا فإن دعوة المتظاهرين لإعادة مرسي كرئيس للدولة لا تكون شرعية من وجهة نظر الإسلام إلا إذا كان النظام الذي سيحكم به مرسي هو نظام الإسلام وليس النظام الديموقراطي العلماني، وبما أن النظام الحاكم في مصر ما زال كما هو لم يتغير، نظام كفر، فإنه لا يجوز الدعوة لأن نكون جزءا من هذا النظام، وزيادة على هذا فقد جرب هذا الطريق أكثر من مرة على أرض الواقع فأثبت وبشكل واضح أن المشاركة في النظام الليبرالي الديمقراطي لن تنجح، وأن نهايتها ستكون خسارة كبيرة وذلاً وتأخير الحل الإسلامي الصحيح، ألا وهو التغيير الجذري الشامل على أساس الإسلام وليس التدرج.
وأخيرا؛ دعاؤنا بالرحمة والمغفرة لأولئك الذين قتلوا بغير وجه حق، وبالشفاء العاجل للذين جرحوا والصبر والسلوان للعائلات التي فقدت أبناءها في هذه الأحداث الأليمة.
أوكاي بالا
عضو ممثل لحزب التحرير / هولندا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير هولندا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0031 (0) 611860521 www.hizb-ut-tahrir.nl |
E-Mail: okay.pala@hizb-ut-tahrir.nl |