- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
جواب سؤال
مفاوضات جنيف ومحاولة إنهاء الحرب الدائرة في السودان
السؤال: انعقدت الجلسة الافتتاحية لمفاوضات جنيف الخاصة بمحاولة إنهاء الحرب الدائرة بالسودان منذ قرابة 16 شهراً، الأربعاء (14/8/2024) بحضور شركاء الوساطة الدوليين، الولايات المتحدة وسويسرا والسعودية ومصر والإمارات والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، فيما غاب الجيش السوداني عن المحادثات.. فما سبب دعوة أمريكا لعقد مؤتمر بجنيف بديلا عن جدة وتوسيع المشاركة؟ ولماذا لم يحضر الجيش؟ فهل دعوة أمريكا لمفاوضات جنيف هي مضيعة للوقت دون قصد تحقيق وقف إطلاق النار؟ أم أن ذلك له علاقة بالقوى الإنجليزية التي ما زالت تقاوم؟ ثم لماذا هذه المواجهة المتكررة في الفاشر، وما أهميتها للطرفين؟ وشكراً.
الجواب: لكي يتضح الجواب على التساؤلات أعلاه نستعرض الأمور التالية، ونبدأ بالسؤال الأخير:
أولاً: لقد ذكرنا في جواب سؤال 19/12/2023:
[...إن الصراع لن يحسم سريعا، وربما يطول بعض الوقت أيضا، لأن المقصود حصر الصراع بين طرفي أمريكا هناك: قيادة الجيش وقيادة الدعم السريع، ونتيجة الصراع تتحكم بها أمريكا بتقسيم الأدوار بينهما، ومن ثم تبقى المعارضة الموالية لبريطانيا وأوروبا مشلولة كما هي منذ أن تفجر الصراع في منتصف نيسان 2023، ومن ثم إضعافها إلى أدنى حد، ولتوضيح ذلك نبين ما يلي: استولت قوات الدعم السريع يوم 21/11/2023 على مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور وكما استولت على مقر قيادة الجيش الفرقة 20 هناك دون قتال عندما انسحبت قوات الجيش منها بذريعة تجنب خطر المواجهات بينهما وتضرر المدنيين! وادّعت قوات الدعم السريع في بيان: ("أن انتصاراتها تفتح بابا واسعا للسلام الحقيقي.. وأن ولاية شرق دارفور ومعها الضعين ستظلان آمنتين تحت حمايتها". الجزيرة 22/11/2023) علما أن الضعين معقل قبيلة الرزيقات التي ينتمي لها دقلو قائد قوات الدعم السريع وأغلب قادته وعناصره. وقبل ذلك استولت هذه القوات على مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور وعلى مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور ومدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور وتبقى لها أن تستولي على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور والعاصمة السياسية والإدارية لإقليم دارفور، وإذا استولت قوات الدعم السريع على الفاشر فتكون قد وجهت ضربة قاصمة للحركات الموالية للإنجليز والأوروبيين وخاصة حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة...].
وقلنا أيضا في الجواب نفسه: [وقد عقدت هذه الحركات العزم على الدفاع عن الفاشر وإلا ستتلاشى.. خاصة وأن مدينة الفاشر تحتل موقعا استراتيجيا حيث ترتبط حدودها بحدود ليبيا وتشاد والمدن الغربية لإقليم دارفور...].
ثم أضفنا: [...ومن ثم توجه الدعم السريع إلى دارفور على مرأى من الجيش ليصبح المعارضة الرئيسية في البلاد. وربما تصبح أمريكا في السودان ذات جناحين: جناح سياسي من الدعم السريع لا يخلو من التسلح ليقود المعارضة، وجناح عسكري من الجيش.. ليقوم الجناحان بخدمة مصالح أمريكا.. أما لماذا لا تخلو معارضة الدعم السريع من التسلح فذلك على الأرجح لأمرين: الأول لاحتواء المعارضة الأوروبية التي تتشكل من عملاء الإنجليز إذ إن القضاء عليها سياسياً ليس سهلاً، بل يلزم عسكرياً... والثاني أن يكون الدعم السريع في دارفور معارضة سياسية ذات قوة مسلحة حتى إذا اقتضت مصلحة أمريكا انفصالاً آخر بعد جنوب السودان فتفعل هذا الانفصال في دارفور.. ويبدو أن هذا الانفصال لم يحن وقته.. بل تهيئة الأجواء له هو الجاري حالياً...] انتهى من الجواب.
وهكذا فإن الفاشر مهمة لجميع الأطراف، فهي لأمريكا وأتباعها (الجيش والدعم السريع) ذات أهمية لكي يكون الدعم السريع في دارفور معارضة سياسية ذات قوة مسلحة حتى إذا اقتضت مصلحة أمريكا انفصالاً آخر بعد جنوب السودان فيكون في دارفور.
وكذلك فهي مهمة للمعارضة الأوروبية حيث لم يبق لهم ما يرتكزون إليه في دارفور إلا الفاشر، فإذا طردوا منها فهذه المعارضة ستتلاشى، خاصة وأن مدينة الفاشر تحتل موقعا استراتيجيا حيث ترتبط حدودها بحدود ليبيا وتشاد والمدن الغربية لإقليم دارفور... ولذلك يقاتلون فيها بشدة، وهذا ما جعل الدعم السريع لم يتمكن من السيطرة على الفاشر حتى الآن.. ومع أن الفاشر تعد آخر معقل للجيش في دارفور، ومع أنهم ظاهرياً مع المعارضة ضد الدعم السريع إلا أنهم لا يقاتلون بجد مع المعارضة ضد الدعم السريع وإلا لقطع الجيش دابرهم فعنده قوة كافية، ولكن المخطط الأمريكي يريد بقاء الجيش والدعم السريع للأغراض التي بيناها أعلاه والقضاء على المعارضة الأوروبية أو تهميشها!
ثانياً: وأما التساؤلات حول مؤتمر جنيف فنستعرضه على النحو التالي:
1- صرح وزير الخارجية الأمريكية بلينكن يوم 23/7/2024 قائلا: ("إن واشنطن دعت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع للمشاركة في محادثات بشأن وقف إطلاق النار بواسطة الولايات المتحدة تبدأ في 14/8/2024 في سويسرا" وقال "إن المحادثات التي ترعاها أيضا السعودية ستضم الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقب". وقال "إن المحادثات تهدف إلى وقف العنف في البلاد والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها ووضع آلية مراقبة وتحقق قوية من أجل ضمان تنفيذ أي اتفاق" وأشار إلى أن "المحادثات لن تعالج قضايا سياسية أوسع نطاقا"... فرانس برس، 23/7/2024) حيث لم يُرد أن تثمر الجولات السابقة من المفاوضات التي عقدت في جدة عن أية نتيجة وذلك بشكل متعمد من أمريكا، لأنها لم ترد وقف القتال بين الطرفين. وتصريح بلينكن بأن "المحادثات لن تعالج قضايا سياسية أوسع نطاقا"، يعني أن اجتماع جنيف لن يسفر عن وقف للقتال بين الطرفين، وإنما فقط المفاوضات من أجل المفاوضات! وتصريح الناطق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر يؤكد ذلك، إذ قال ("إنه لا يمكنه تقييم احتمال التوصل إلى اتفاق لكننا نريد ببساطة إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات" مضيفا "نأمل أن تكون هذه فرصة للوصول أخيرا إلى وقف لإطلاق النار"... إندبندنت، 24/7/2024). وكذلك فإن بريطانيا كانت تدرك أن مفاوضات جنيف التي دعت لها أمريكا لن توجد حلاً فقد صرح مبعوث الأمم المتحدة رمطان لعمامرة في اجتماع مجلس الأمن في 29/7/2024 حول اجتماع جنيف الذي دعت أمريكا لعقده في 14/8/2024 واصفاً مناقشات جنيف بأنها ("خطوة أولية مشجعة في عملية أطول وأكثر تعقيدا"... الشرق الأوسط، 29/7/2024). أي أنه يعلن أنه لن يتوصل إلى حل في هذا الاجتماع، وإنما هو للثرثرة على ضفاف نهر الرون بجنيف! علما بأن المبعوث رمطان لعمامرة وزير خارجية الجزائر السابق هو من عملاء بريطانيا يعمل على مشاركة الاتحاد الأوروبي وعملاء الإنجليز في المحادثات المتعلقة بالسودان كما حصل في اجتماع جيبوتي الذي عقد يومي 26 و27/7/2024 حيث شارك فيه أكثر من 20 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي. والجدير بالذكر أن أمريكا تمكنت من منع تعيين رمطان لعمامرة مبعوثا إلى ليبيا. ولكن بريطانيا تمكنت من تعيينه مبعوثا للأمم المتحدة إلى السودان.
2- وهكذا فما إن دعت أمريكا على لسان وزير خارجيتها إلى عقد مؤتمر بسويسرا حتى سارع الدعم السريع إلى الإجابة فورا. فعقب هذا التصريح وفي مساء يوم 23/7/2024 رحب قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو عبر منصة إكس بدعوة بلينكن قائلا: "أعلن مشاركتنا في محادثات وقف إطلاق النار القادمة في 14 أغسطس 2024 في سويسرا". ما يعني أن دقلو معه خبر بهذه الدعوة سابقا، وقد علم أسبابها من قنوات وزارة الخارجية الأمريكية، لأنه لم يتردد في الإجابة. ومع أن قائد الجيش ورئيس المجلس السيادي البرهان معه خبر أيضا، ولكن كان الاتفاق على أن يتمنع ويأتي الجواب متأخرا، حتى يظهر كأن له سيادة وأنه يستطيع أن يعارض، ولذلك طلب الاجتماع مع أمريكا للتشاور حول مؤتمر جنيف كأن البرهان يستطيع أن يقبل أو يرفض دون موافقة أمريكا! ثم أعلن فشل هذه المشاورات: [أُعلن رسمياً تعثر المشاورات السودانية - الأمريكية، المُمهِّدة لمشاركة الجيش في مفاوضات مع قوات الدعم السريع، وقد جرت المشاورات في مدينة جدة السعودية؛ استجابةً لطلب الحكومة المدعومة من قيادة الجيش والتي تتخذ من بورتسودان مقراً لها، وهو الأمر الذي يهدد بفشل استحقاق جنيف قبل أن يبدأ في موعده المقرر الأربعاء المقبل.. ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن نقاط الخلاف الرئيسية التي أدت لفشل المشاورات، تتمثل في رفض الوفد السوداني، مشاركة (إيغاد) ودولة الإمارات العربية المتحدة، بصفة "مراقب"، وأن تكون المشارَكة في المفاوضات باسم الحكومة وليس الجيش، وأن تنطلق من تنفيذ "إعلان جدة الإنساني" قبل الدخول في أي مفاوضات أخرى. وترك "رئيس الوفد "أبو نمو" الحبل على الغارب"، ولم يقطع بقرار بشأن المشارَكة في المفاوضات، بل تركه لتقديرات القيادة بقوله: "الأمر كذلك متروك في النهاية لقرار القيادة وتقديراتها". الشرق الأوسط، 13/8/2024].
3- وهكذا فشلت مشاورات جدة في الموافقة على اجتماع سويسرا وافتعال سبب لذلك بأن الدعوة للجيش أم للحكومة! وكأن البرهان يستطيع رفض طلب أمريكا اجتماع جنيف لو كانت جادة فيه! وإنما من باب إشغال الأطراف بموضوع التفاوض إلى أن تنهي أمريكا النفوذ الأوروبي في السودان، وتصل إلى الحل الذي تريد ليكون دافعاً إيجابياً لها في الانتخابات القادمة.. أما لماذا هذه المماطلة الأمريكية حتى الآن لعدم حصول حل لمشكلة السودان، فهو لأن الأطراف الأوروبية والإنجليزية ما زالت قوية في السودان، فكما ذكرنا آنفاً فإن أمريكا عملت على إبراز الصراع بين البرهان وحميدتي لتهميش القوى الأوروبية، لكنها حتى الآن لم تحقق هذا الهدف فنشاط الإنجليز تعزز في السودان بواسطة دولة الإمارات، بعدما فشل بواسطة كينيا التي طالبت بإدخال قوات سلام لوقف الاقتتال وإشراك المكون المدني المشكل من عملاء الإنجليز في المفاوضات، ففشلوا في الاثنتين "وقف القتال وإشراك المكون المدني".
4- إن الحكومة السودانية والبرهان يدركان ذلك، فقد تراشق مندوبا السودان والإمارات في الأمم المتحدة خلال جلسة لمجلس الأمن يوم 18/6/2024 إذ أكد مندوب السودان الحارث إدريس الحارث أن ("لديه أدلة على دعم الإمارات للدعم السريع" ورد مندوب الإمارات محمد أبو شهاب بأنها "اتهامات زائفة" وقال: "لن يكون هناك نصر أو تسوية عسكرية للنزاع في السودان وإن طاولة المفاوضات هي السبيل الوحيد للتسوية"... سي إن إن، 19/6/2024) وبهذا التصريح تعلن الإمارات أنها تتدخل في الصراع الجاري بالسودان. وسبقه تبادل طرد الدبلوماسيين بين الطرفين. فبريطانيا بدأت اللعبة نفسها التي تلعبها أمريكا ضد عملائها لاحتوائهم، بأن تجعلهم تحت إمرة الجيش أو تحت إمرة الدعم السريع، فصارت بريطانيا عن طريق الإمارات تدعم الدعم السريع لتحمي عملاءها وتعزز من وجودهم، فلا يستطيع الدعم السريع التخلص منهم أو السيطرة عليهم. وبدأ عملاء بريطانيا باسم تنسيقية "تقدم" وبزعامة عبد الله حمدوك رئيس وزراء السودان السابق الذي أطاح به البرهان وحميدتي عام 2021، بدأوا بالتحرك الملحوظ فأصدرت النيابة السودانية يوم 3/4/2024 قرارا باعتقال 16 من قيادات التنسيقية على رأسهم حمدوك وطالبتهم بتسليم أنفسهم للنيابة بتهمة ("المعاونة والمساعدة والاتفاق والجرائم الموجهة ضد الدولة وتقويض النظام الدستوري وجرائم الحرب والإبادة الجماعية"... التلفزيون السوداني، 3/4/2024) ولكنها لم تعتقل أحدا ولم يسلم أحد منهم نفسه، ما يدل على ضعف إرادة نظام البرهان أمام عملاء الإنجليز.. ثم إن عبد الفتاح البرهان يرفض حتى التفاوض معها: ["أعلن البرهان رئيس مجلس السيادة بالسودان، الخميس، عن رفضه التفاوض مع تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)..". الأناضول، 6/6/2024]
5- إن دعم الإمارات للدعم السريع يصب في خانة مصالح سيدتها بريطانيا في السودان، وليس لأن قائد الدعم السريع دقلو عميل لبريطانيا، وإنما هو عميل لأمريكا، فتريد أن تفشل المخطط الأمريكي في السودان بالاندساس بجانب دقلو ودعمه السريع. مثلما فعلت في ليبيا حيث أعطت دورا لعميلتها الإمارات للاندساس على حفتر عميل أمريكا فتقدم له الدعم حتى تؤثر عليه وتفشل حركته ضد عملاء بريطانيا في العاصمة طرابلس. ومثل ذلك أعطتها دورا في اليمن، حيث اندست الإمارات في الحلف الذي شكلته أمريكا برئاسة السعودية في عملية الحزم للتدخل في اليمن فاستغلت بريطانيا ذلك لدعم عملائها وتمكنهم من السيطرة على جنوب اليمن وطرد الحوثيين عملاء أمريكا منه، وكادت أن تسيطر على الحديدة ومن ثم تتجه صوب صنعاء لإسقاط الحوثيين لولا الدعاية التي أوجدتها أمريكا بأن أهل الحديدة يموتون من الجوع والمرض فعقد مؤتمر ستوكهولم يوم 13/12/2018 وأوقف تقدم الإمارات وحلفائها من جنوب اليمن... هذا هو خبث بريطانيا في السياسة الدولية!
6- وهكذا فإن أمريكا تماطل في إيجاد حل، فيوافق الدعم السريع ويتمنع الجيش وهكذا دواليك... وتتنقل المفاوضات من جدة إلى القاهرة إلى جنيف ليس لإيجاد حل بل للمماطلة في إيجاد حل: (...وقال مجلس السيادة الانتقالي الحاكم في بيان "بناء على اتصال مع الحكومة الأمريكية ممثلة في المبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيرييلو، واتصال من الحكومة المصرية بطلب اجتماع مع وفد حكومي بالقاهرة لمناقشة رؤية الحكومة في إنفاذ اتفاق جدة، عليه سترسل الحكومة وفدا إلى القاهرة لهذا الغرض" وأضاف أن اتفاق جدة يقضي بمغادرة قوات الدعم السريع المناطق المدنية... المرصد-عربي، 19/8/2024]
7- والخلاصة:
أ- من المحتمل أن تصدر قرارات تضليلية تتمنى وقف الاقتتال بين الجيش السوداني والدعم السريع في مؤتمر جنيف يوم 14/8/2024، الذي من المقرر استمراره 10 أيام: (ومن المقرر أن تستمر المحادثات "جنيف" لمدة تصل إلى عشرة أيام برعاية أمريكية سعودية... الجزيرة، 14/8/2024) ولكن فقط دون فاعلية بل تبقى حبرا على ورق. وإن حدث فهو مؤقت لا يدوم؛ إذ إن أمريكا لم تصل إلى أهدافها بعد. وسيُكتفى بالتركيز على إيصال المساعدات الإنسانية. (أعلنت الحكومة السودانية أنها ستسمح بمرور المساعدات الإنسانية عبر معبر أدري عبر الحدود مع تشاد.. ورحبت الأطراف الدولية السبع المشاركة بمؤتمر جنيف بهذه الخطوة... سكاي نيوز عربي، 17/8/2024).. (وصفت الولايات المتحدة مفاوضات جنيف بأنها نموذج جديد مؤكدة أن هدف المباحثات هو توسيع نطاق إيصال المساعدات وإعادة فتح الممرات الإنسانية. الجزيرة، 20/8/2024)
ب- إن عدم قدرة أمريكا على إبعاد بريطانيا عن المشهد في السودان ما زال باقياً وخاصة بواسطة عملائها الإقليميين كالإمارات وعملائها المحليين كتنسيقية "تقدم"، وهذا جعل أمريكا تعيد الحسابات وتشرك الإمارات في مؤتمر جنيف، مع أنها سابقاً حصرت الأعمال المتعلقة بالشأن السوداني بينها وبين عميلتها السعودية في منصة جدة دون النظر إلى قوى أوروبا (الحرية والتغيير)، فلما ظهرت (تقدم) وهي أقوى فعالية من (الحرية والتغيير) ومن ورائها الإمارات، رأت أمريكا إشراك الإمارات في المؤتمر من باب المراوغة والتضليل دون الجد فعلاً في إيجاد حل لوقف القتال!
ج- كل ذلك خسارة على أهل السودان المسلمين، والقاتل والمقتول منهم هو كما قال رسول الله ﷺ: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ». وعلى المخلصين في الجيش وفي الشعب أن يتحركوا لإسقاط كل هذه المؤامرات والتخلص من العملاء فهم أس البلاء وبهم يتمكن المستعمرون من كل هذه المؤامرات.. وعلى كل المخلصين أيضاً أن يتحركوا لنصرة حزب التحرير القيادة السياسية المخلصة التي ما توقفت عن كشف هذه المؤامرات منذ عقود وكان رأيها صائبا في كل مرة، فعلى المخلصين من أهل القوة أن ينصروه نصرة لدين الله وإعزازاً له، ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَّنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
في الخامس عشر من صفر الخير 1446هـ
الموافق 2024/8/20م