المكتب الإعــلامي
هولندا
التاريخ الهجري | 26 من شوال 1434هـ | رقم الإصدار: 08 /1434u0647u0640 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 03 أيلول/سبتمبر 2013 م |
بيان صحفي الرد على تصريحات وزير التعليم البلجيكي باسكال سميت المعادية للإسلام
تم يوم أمس افتتاح مدرسة اقرأ المغربية في بلجيكا، والتي لم تفتح أبوابها فقط للترحيب بالطلاب الجدد، وإنما أدى افتتاحها للكثير من اللغط في المجتمع البلجيكي، لقد كان موضوع افتتاح هذه المدرسة موضع نقاش في بلجيكا في الأيام الماضية، فبعض صناع السياسة عبروا عن خشيتهم من أن لا تعمل هذه المدرسة المغربية على تشجيع الاندماج، بل تعمل على الانعزال، في حين عبر آخرون عن تأييدهم لافتتاح مثل هذه المدرسة ومنهم وزير التعليم البلجيكي باسكال سميت الذي عبر عن ذلك عند ظهوره في برنامج "اليوم السابع" على قناة (في آر تي)، وقال أن المدرسة يمكن أن تكون حلا للطلاب ذوي القوميات غير البلجيكية، إلا أنه عبر عن رفضه للمدرسة فيما لو كانت مدرسة إسلامية لأنها ستكون عند ذلك مشكلة.
وأثناء البث التلفزيوني أوضح الوزير أنه من زاوية حرية التعليم فإن هذه المدرسة تتمتع بالمشروعية الكاملة طالما أنها مدرسة مغربية وليست إسلامية. فلو كانت إسلامية فإنها ستكون مشكلة كبرى. وبهذه العبارات يكون الوزير قد أظهر تحيزه بل وأكثر من ذلك فقد أظهر كراهيته للإسلام، وبالنسبة له فإن المدرسة الإسلامية ستعمل على توحيد شباب المسلمين وربطهم بالدين ومن ثم فإنهم سيتحولون إلى متدينين يسببون الخوف والذعر للمجتمع.
لقد كان موقف الوزير في منتهى الوضوح، إلا أن الوزير باسكال سميت - وكما يبدو - قد نسي أن هناك مدارس كاثوليكية ويهودية في منطقة فلاندر البلجيكية، وتعمل هذه المدارس على تدريس قيمهم لطلاب المدارس إلى جانب التعليم العادي، فلماذا يعتبر الوزير المدرسة المغربية مشكلة كبرى فيما لو كانت مدرسة إسلامية؟ وماذا عن ما يسمى بحرية التعليم التي تكلم عنها؟ أم أن حرية التعليم التي ستفضي إلى تعليم أبناء المسلمين قيم دينهم بالإضافة إلى المناهج الدراسية العادية ليس للمسلمين فيها نصيب؟
نحن نعرف المعايير المزدوجة التي يلجأ إليها السياسيون في بلجيكا ضد المسلمين منذ سنين طويلة، فالحقوق والحريات التي ينص عليها الدستور البلجيكي لا تطبق على الجالية المسلمة، والبارحة أيضا دخل حظر الخمار في المدارس حيز التنفيذ، وفي هذا السياق من السياسيات المعادية للإسلام في بلجيكا منذ سنين، فإن تصريحات باسكال سميت لا تعتبر غريبة ولا مثيرة للدهشة.
إن على الجالية المسلمة أن تفهم أولا أن المشكلة تكمن في الأفكار العلمانية والتي تحمل اليوم خطابا معاديا للإسلام أكثر منه خطابا معاديا للدين، فالمدارس الكاثوليكية واليهودية يراها الغرب عادية، وأما المدارس الإسلامية فإن على المجتمع أن يقاومها، وهذا يعني أن الهوية الإسلامية لا يعترف بها في المجتمع البلجيكي. فالمسلمون الملتزمون بطريقة العيش الإسلامية لا يعتبرون من هذا المجتمع. فهل هذا ما يقصدونه بمجتمع متعدد الثقافات قائم على الاحترام المتبادل؟ هل هذا هو التعايش الذي يتبجح به الغرب؟
إن النظرة السطحية العلمانية للحياة تثبت مرة أخرى أن هذه العلمانية ما هي إلا لضمان الظلم والإقصاء. فعبارات باسكال سميت يجب أن تنتقد على هذا الأساس. والفرق بين العلمانية والإسلام في النظرة لتعدد الثقافات وكيف يعامل الإسلام أصحاب الأديان الأخرى باحترام دون أن يقلل من شأنهم، هو فرق شاسع. ونظرة إلى التاريخ الإسلامي كافية لترينا هذا الفرق، إن فشل العلمانية من حيث الأساس الفكري، ألا وهو فصل الدين عن الحياة، ومن حيث نيتها إظهار أن الجميع متساوون ينبغي أن تجابه فكريا وإظهار الإسلام كمبدأ بديل وطريقة في العيش لا مثيل له، وأن أصحاب الأديان الأخرى لن يتم إقصاؤهم من المجتمع الإسلامي بل احتضانهم.
كانت هذه نصيحة للمسلمين في بلجيكا أن يستمروا في الالتزام بالهوية الإسلامية وأن يجادلوا أبناء الغرب على أساس مبدئي. فهذه هي الطريقة الصحيحة الوحيدة للرد وبقوة على العبارات المعادية للإسلام والتي لا أساس لها.
أوكاي بالا
عضو ممثل لحزب التحرير هولندا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير هولندا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0031 (0) 611860521 www.hizb-ut-tahrir.nl |
E-Mail: okay.pala@hizb-ut-tahrir.nl |