المكتب الإعــلامي
هولندا
التاريخ الهجري | 1 من رجب 1435هـ | رقم الإصدار: 04/1435 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 30 نيسان/ابريل 2014 م |
بيان صحفي هل الاعتداء على العائلة المغربية في ألميري حادث عابر أم هو نتيجة لسياسات الحكومة الهولندية؟
في صباح هذا اليوم غرد شخص يدعى صفا مروة على التويتر بتغريدة يقول فيها: قام أشخاص بكتابة عبارات عنصرية على جدران بيت مغربي في مدينة ألميري المعروفة بالهدوء والتسامح، ورسموا عليه الصليب المعكوف والمعروف بشعار النازية، وكتبوا على جدرانه عبارة "ارحلوا".
إن عبارات الكراهية والتخويف من الإسلام بل والتحريض على المسلمين، ما هي إلا نتيجة للسياسات التي تتبعها الدولة والسياسيون في هذا البلد، من إثارة للرأي العام ضد المسلمين، فلاعب كرة مسلم في نادي (أي س آ) في مدينة آرنهم يتعرض له بعض الهولنديين بقولهم أقل أقل، وهي عبارات رددها بعض مؤيدي خيرت فيلدرز المعروف بكراهيته للمسلمين، عندما سألهم هل تريدون أكثر أم أقل من المغاربة في هذه المدينة، فأجابوا: أقل أقل، ومنذ ذلك الحين وعبارة أقل أقل ترددها الألسن في هولندا، وهو نفس الموقف الذي حصل مع الطالب أمين لاشير ابن الـ11 سنة من مدينة تلبرخ، فقد تعرض مؤخرا لموقف مشابه من قبل زملائه في المدرسة الذين أخذوا يرددون عبارات أقل أقل.
وقد أظهر استطلاع للرأي أجري مؤخرا أن نسبة 43% من الهولنديين يرغبون بوجود محدود للمغاربة في هولندا، و65% من الهولنديين يروجون لإرجاع المهاجرين من أصل غير أوروبي إلى بلادهم. هذا إلى جانب الكثير من الأحزاب التي تؤيد مثل هذه الإجراءات، ولذلك فإنه ليس مستغربا أن يكون لهذه الاستطلاعات تأثير على أتباع ومؤيدي تلك الأحزاب، بل إن تصريحات خيرت فيلدرز حول وجود أقل للمغاربة قد حظيت بتأييد فيليب دي فينتر رئيس حزب الفلامس البلجيكي، الذي قام بتصميم لعبة كمبيوتر يقوم أحدهم بضرب المسلمين بعصا ووضع الملصقات التي تدعو إلى منع المساجد.
وعلى الرغم من أن الحكومة الهولندية تعمد إلى إخفاء المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تنص على: "يولد جميع الناس أحرارًا متساوين في الكرامة والحقوق. وقد وهبوا عقلاً وضميرًا وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضًا بروح الإخاء"، ومع أن الكل يعتبر المجتمع الهولندي مجتمعا تعدديا متعدد الثقافات، إلا أن كل الدلائل تشير إلى أنه لا مكان للإسلام في هذا المجتمع. لقد قالها ملك إسبانيا الملك فيليب الثاني بوضوح: "المساواة لكل شخص، أما الشخص الذي لا يقبل بفكرة المساواة فعليه أن يرحل"، وكنتيجة لهذه السياسة منعت الرموز الإسلامية كالخمار، وأدت إلى تطهير عرقي يتعلق بالموريسكوس المسلمين في إسبانيا.
إن سياسة الاندماج الحالية ليست مختلفة، فهي تفرض على المواطنين كيف يفكرون وكيف يتصرفون بدلا من قبولهم كما هم، أما الإسلام فإنه لا يعمد إلى تغيير ولا إلى قمع من يختلفون معه بالقوة لترك معتقداتهم ومبادئهم، بل إن الإسلام يعترف أن ليس كل الناس سيعتنقون عقيدته، وفي الإسلام الأحكام الربانية العادلة التي تتيح الفرصة لمختلفي الثقافات والأديان أن يعيشوا في مجتمع واحد بسلام، فالله عز وجل يقول في سورة الممتحنة: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾.
وكجالية مسلمة فإننا بحاجة ماسة لنظهر متحدين ضد كل هذه الإساءات التي تسيء إلينا وإلى ديننا، فالإساءة إلى الأخ المغربي هي إساءة لكل المسلمين، وإن الاعتداء على مسلم واحد هو اعتداء على الجالية المسلمة بأكملها، فالإساءة أو الاعتداء على أي منا ليس إلا لكوننا مسلمين. إنه من الضروري أن نتمسك بهويتنا الإسلامية وأن نفضح السياسات المعادية للإسلام وأن نتحدى الأفكار العلمانية الليبرالية العاجزة عن تقبل من يختلف معها في الرأي، وتقديم الإسلام كبديل أصيل لغير المسلمين ليعيشوا معنا في حياة ملؤها الطمأنينة والانسجام.
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير هولندا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0031 (0) 611860521 www.hizb-ut-tahrir.nl |
E-Mail: okay.pala@hizb-ut-tahrir.nl |