المكتب الإعــلامي
هولندا
التاريخ الهجري | 1 من رجب 1435هـ | رقم الإصدار: 05 / 1435 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 30 نيسان/ابريل 2014 م |
بيان صحفي لعبة الكمبيوتر المسيئة للإسلام دليل إفلاس فكري للعلمانية
قام رئيس حزب "فلامس بلانج" البلجيكي بتصميم لعبة كمبيوتر "أقل أقل اقل". وهي مبادرة استوحاها من عبارات خيرت فيلدرز المعادي للإسلام حول وجود مسلمين مغاربة في هولندا، وفي هذه اللعبة كان الهدف منها واضحا ألا وهو الإساءة للإسلام من خلال تقديم عرض كرتوني يتم فيه ضرب المسلمين بعصا غليظة ومن ثم توزيع ملصقات تدعو لمنع المساجد.
وفي خلال المقابلة التي تمت في مكتب رئيس حزب "فلامس بلانج" فيليب دي فينتر صرح بوضوح أنه أقدم على هذه الفكرة لقناعته بأن الحوارات الفكرية مع الآخرين صعبة بالنسبة له، وعلى كل حال فهو أعلم بنفسه منا، إذ أقر بأنه أعجز من أن يصمد أمام حوار فكري راقٍ مع من يخالفونه في الفكر، وأنه يحاول من خلال هذه اللعبة أن يوضح للفلامس غير المسلمين معنى الإسلام وكيف يجب أن يعامل المسلمون في بلجيكا.
إن ما يرمي إليه حزب فلامس بلانج معروف، ألا وهو الإساءة إلى المسلمين بشكل متعمد، وأنه لن يتراجع عن مهاجمة الإسلام والتهكم على المسلمين. والحقيقة أن هذه المرة الأولى التي يشجع بها حزب فلامس بلانج التهجم على المسلمين وبناء المساجد، وهي بالتالي فضيحة وخطر كبير على هذا المجتمع المسالم، ومع ما قام به رئيس هذا الحزب إلا أن أيا من وسائل الإعلام لم تعلق على هذا الحدث، ولم يقم أي حزب سياسي بانتقاده أو بالنأي بالنفس عن هكذا أعمال.
قد يعتبر البعض هذه اللعبة مدعاة للضحك ليس إلا، وأنها غير مؤذية على الإطلاق، إلا أن من يدقق النظر فيها يدرك أنها مرتبطة ارتباطا وثيقا ببرنامج حزب سياسي يعمل ضد الإسلام، ليس هذا فحسب بل إنه يدعو إلى مواجهة المسلمين من خلال العنف، والدليل على ذلك، فقد قال فيليب دي فينتر خلال عرض تلك اللعبة التي يتعرض فيها المسلمون للضرب أنه يحبذ لو كان هذا الضرب حقيقيا مسموحا به. إن كراهيته للإسلام معروفة حتى خارج بلده، فقد أشار إليه الإرهابي النرويجي آندرز بريفيك الذي قتل 77 شخصا في بيانه.
إن عباراته التي صدمت الجميع والتي سمع بها الجميع في بلجيكا، ومع ذلك لم يشجبها أحد تدل على أن الرسالة قد تم قبولها من قبل الوسط السياسي ووسائل الإعلام، فالاعتداءات على المساجد تكررت في بلجيكا، والاعتداءات على المسلمين في أوروبا أصبحت حقيقة، كما حصل مؤخرا مع امرأة مسلمة في مدينة آيندهوفن الهولندية. وكل هذه الممارسات ما هي إلا نتائج لسياسة الكراهية التي يغذيها السياسيون ووسائل الإعلام. ألا تكفي هذه الأحداث لوقف عملية تشويه الإسلام وشيطنة المسلمين؟ إن السياسة الجائرة تجاه المسلمين في السنوات الأخيرة تدل على أن المواقف المعادية للإسلام أصبحت هي القاعدة وما عدا ذلك فهو استثناء. وأصبح المجال مفتوحا للدعوة إلى الكراهية والعنف حتى من خلال ألعاب الكمبيوتر.
إن حوارا مبنيا على الصراحة والوضوح بين الإسلام والفكر الغربي غير موجود على الأجندة الغربية، وهذا أمر في غاية الوضوح. إن أية مواجهة فكرية غير مرغوب بها، وذلك لكون العلمانية غير مقنعة للعقل في حين أن الإسلام يخاطب العقول ويقنعها، وإزاء ذلك، فإن الطريقة الوحيدة التي يحاول الغرب من خلالها أن يبقي فلسفته على قيد الحياة هي من خلال تضليل الناس، والقدح بكل الوسائل الممكنة لما يتصوره من بديل لفكره المتعفن، ألا وهو الإسلام.
وقد قام الغرب بذلك من خلال استراتيجيته المعروفة، ألا وهي حرف المسلمين في بلاده عن الفهم الصحيح للإسلام من خلال المراكز التعليمية، ومن خلال وسائل الإعلام التي تشوه صورة الإسلام في نظر غير المسلمين، ومن خلال أولئك العاجزين فكريا كفيليب دي فينتر الذي لجأ إلى السب والتهكم على المسلمين من خلال ألعاب الكمبيوتر.
إن المسلمين في بلجيكا تقع عليهم مسؤولية التعامل مع هذه القضية بكل جدية بصرف النظر عن طبيعة فيليب دي فينتر الحادة ومساعديه. ولقد أثبت التاريخ أن خطاب الكراهية ينجح عندما يتجاهل، خاصة في هذه الأجواء الموبوءة، ولذلك فإنه من الضروري أن يواجه المسلمون هذه الاعتداءات المتكررة على الإسلام والهوية الإسلامية، والطريقة الصحيحة لمواجهة ذلك هي بتقديم الإسلام كبديل للحضارة الرأسمالية الفاشلة، التي هي سبب الظلم في العالم والحروب وفقدان القدرة على التعامل مع أصحاب الفكر الآخر في المجتمع.
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير هولندا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0031 (0) 611860521 www.hizb-ut-tahrir.nl |
E-Mail: okay.pala@hizb-ut-tahrir.nl |