المكتب الإعــلامي
هولندا
التاريخ الهجري | 8 من جمادى الثانية 1436هـ | رقم الإصدار: 1436/07 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 29 آذار/مارس 2015 م |
بيان صحفي زايلسترا يؤكد ما جرى منذ عقود: دعم الدكتاتوريين من أجل المصلحة
أثارت تصريحات رئيس حزب الـ (في في دي) هالبي زايلسترا الداعية إلى توثيق العلاقات مع حكام المسلمين الديكتاتوريين وبخاصة الحكام القريبين من الحدود الأوروبية، وأنهم يستحقون دعما أكبر من دعم المعارضة، أثارت هذه التصريحات حالة من الهيجان والصدمة عند الكثيرين، فكثير من أحزاب المعارضة في هولندا بما فيها الحزب الحاكم حزب الـ (بي في دي آ) أخذت موقفا معارضا لهذه التصريحات، والسؤال الذي يجب أن يطرح الآن هو: لماذا أثارت تصريحات زايلسترا كل هذه الصدمة؟ ولماذا كل هذا العويل والتنديد بهذه التصريحات من قبل الأحزاب السياسية؟
فالكل يعلم أن لهولندا علاقات قوية مع الحكام الظلمة في العالم الإسلامي، وهذه العلاقات مستمرة حتى هذه اللحظة، حتى الحكام الذين لفظتهم شعوبهم أثناء ثورات الربيع العربي كانت تربطهم علاقات قوية مع الحكومة الهولندية لسنين طويلة، وعلى الرغم من الجرائم المرعبة التي ارتكبها هؤلاء الحكام بحق شعوبهم، كانت العلاقات الاقتصادية والمصالح السياسية بين الحكومة الهولندية وحكام المسلمين الظلمة تجري على قدم وساق، دون إقامة أي اعتبار للدماء التي تسفك على أيديهم والأرواح التي تزهق، بل الويل كل الويل لمن يجرؤ على انتقاد هذه العلاقات مع هؤلاء الحكام المجرمين، مما يؤكد أن مصالح الحكومة الهولندية مع حكام المسلمين هي أكثر أهمية من أرواح البشر، وأن الغرب بشكل عام لا يقيم للبشر وزنا.
إن علاقة الحكومة الهولندية ليست فقط مع الديكتاتوريين الحاليين من حكام المسلمين واعتبارهم حلفاء لها، وإنما أيضا مع الحكام الذين نفقوا، مثل حافظ الأسد الذي قام بمجزرة في مدينة حماة السورية سنة 1982، وقتل ما يزيد عن 40000 سوري بريء (بحسب منظمة حقوق الإنسان السورية)، حيث أطلق عليه لقب جزار حماة، وعندما نفق حافظ الأسد سنة 2000 قام وزير الخارجية الهولندي آنذاك يوزياس فان آرتسن بإرسال برقية باسم الحكومة الهولندية يعزي فيها آل الأسد بوفاته، أما من يقتلون اليوم على يد المجرم بشار فلا عزاء لهم.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل قامت شركة هولندية تحت سمع وبصر الحكومة الهولندية ما بين سنة 2003 و2010 بتصدير كميات كبيرة من غاز الخردل لوزارة الصناعة السورية، في انتهاك صارخ لقانون منع تصدير الغاز لسوريا الذي صدر سنة 2006، وهذا يعني أنهم يقدمون هذا الغاز لنظام قذر معروف بإجرامه وقتله لعشرات الآلاف من الأبرياء دون أن يهتز له جفن، وقد حدث هذا منذ فترة إلا أن التحقيقات جرت أثناء ثورات الربيع العربي،عندما استعمل نظام الأسد المجرم الغاز السام ضد أهداف مدنية فقتل الآلاف من الأبرياء في الشام، فأين كانت الحكومة الهولندية طوال هذه الفترة؟ وأين كان سياسيوها؟
إن احتجاج مسؤول حزب الـ (بي في دي آ) الوزير كوندرس على دعم الحكام الديكتاتوريين لن يصدقه أحد، فقد صرح الوزير كوندرس قبل عدة سنوات وقبل حصول ثورات الربيع العربي خلال مناظرة شارك فيها شخصيا أن الحكومة الهولندية تدعم الحكام الديكتاتوريين، والآن يأتي الوزير ليصرح أن أي انتهاك للقانون يجب أن يفضح، وأن على الحكومة الهولندية أن تمنع أي انتهاك للقانون الدولي، مع أنه اعترف سابقا أن الحكومة الهولندية نفسها تقوم بانتهاك القانون الدولي بالوقوف إلى جانب الطغاة من الحكام ودعمهم.
إن الهيجان الذي رافق التصريحات التي تدعو إلى دعم الدكتاتوريين من الحكام ليس إلا مسرحية هزلية، فما صدر عن زايلسترا من تصريحات ما هو إلا تعبير عما قامت به الحكومة الهولندية لعقود طويلة مضت، والحكومة الهولندية إنما تقوم بذلك جريا وراء مصالحها، أو لنقولها بشكل آخر: إنهم يقدمون الدعم للأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين للقضاء على خطر أيديولوجي جديد ألا وهو صعود الإسلام بشكل لافت للنظر ومحاربته تحت ستار الإرهاب والتطرف.
إن الخطر الحقيقي الذي تعاني منه هولندا إنما هو خطر داخلي وليس خارجياً، فهم عندما يحاربون الإسلام وأهله بدعم الطغاة من الحكام الذين أجرموا بحق شعوبهم التي تكافح من أجل العيش بحسب أحكام الإسلام، فإنهم يعبرون بذلك عن خوائهم وضعفهم الفكري.
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير هولندا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0031 (0) 611860521 www.hizb-ut-tahrir.nl |
E-Mail: okay.pala@hizb-ut-tahrir.nl |