المكتب الإعــلامي
التاريخ الهجري | 16 من ذي الحجة 1436هـ | رقم الإصدار: 15/1436 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 30 أيلول/سبتمبر 2015 م |
بيان صحفي
الهجومُ على الشريعة الإسلامية هو هجومٌ على الإسلام
في الوقت الذي تستمرُ فيه المناقشاتُ في البرلمان الهولندي حولَ موضوعِ تدفقِ اللاجئين إلى أوروبا والاستمراريةِ في نشرِ القواتِ العسكريةِ في العراق وسوريا، فُتِح من جديد موضوعُ اللاجئين الهاربين من الحرب والذين عانوا معاناةً شديدةَ ونجوا من الموت بأعجوبةٍ حتى وصلوا إلى هولندا وقدموا طلباتِ لجوءٍ سياسيٍّ فيها. لقد تمت مناقشةُ موضوعِ اللاجئين بحدةٍ متناهيةٍ، وقد عبّر هالبي زايلسترا رئيسُ حزب ال "في في دي" عن استيائه الشديد من أولئك اللاجئين الذين يأتون إلى هولندا مع أنهم لا يشاطرون الهولنديين مثلَهم وقيمَهم، وبدلاً عن ذلك فإنهم يحملون ما "يشبه أفكار الشريعة"، ولذلك فإنه يرى أنّ هؤلاء اللاجئين الذين يبحثون عن الشريعة لا مكانَ لهم في هولندا.
إن العباراتِ المستخدمةَ من قِبَل هالبي زايلسترا مثل عبارة "أفكار شبيهة بالشريعة" و"الباحثين عن الشريعة" هي عباراتٌ في غايةِ الغموضِ، وإنّ المرءَ ليتساءلُ عما يقصدُه زايلسترا بالضبط من استخدامه لمثل هذه العبارات، مع الأخذ بعين الاعتبار أن استخدامَ زايلسترا لهذه العبارات يتفقُ إلى حدٍ كبيرٍ مع عباراتٍ سبق أن استخدمَها حزبُ الـ"بي في في" كعبارة: "تسونامي اللجوء الإسلامي" و"قنبلة الهرمونات الذكرية" (في إشارةٍ إلى كثرةِ الإنجابِ عند المسلمين) وغيرها، والتي لم تقدم شيئا في المناقشات حول مشكلة اللاجئين، بل ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في خلق جوٍّ من الخوف عند غير المسلمين من خلال تشويه صورة الإسلام والمسلمين.
وإذا أمعنا النظرَ في العبارات المُهينة التي تفوّه بها زايلسترا والتي يقصد بها الشريعة، فإنه يعني أنّ المسلمين غيرُ مرحبٍ بهم في هولندا، وذلك لأن الشريعة التي يُؤمن بها هؤلاء اللاجئون تحتوي على تشريعاتٍ تشمل كلّ شأن من شؤون الحياة، بما في ذلك الأنظمة التي تنظمُ حياةَ الناسِ في المجتمع إلى أداءِ الصلواتِ اليوميةِ الخمس، واللحمِ الحلالِ، والتعاملِ الإيجابي مع مَن يختلفون معنا فكرياً ونظام الملبوسات في الحياة العامة وغيرها، وكلُّ مسلمٍ يحاولُ جاهداً أن يُكيِّفَ حياتَه بحسب أحكام الشريعة، ولذلك فإن الهجومَ على الشريعة هو في الحقيقة هجومٌ على الإسلام نفسه.
ولذلك فإن عباراتَ هالبي زايلسترا لا تعكسُ فقط موقفَ حزبِ "في في دي"، ولكنه أظهر توافقَه مع النهج السائد في هولندا منذ فترة، أي السياسةِ المعاديةِ للإسلامِ التي ترمي إلى تذويبِ المسلمين في المجتمع الغربي، والتي تمارس الكثير من الضغوطات على المسلمين الجدد من طالبي اللجوء وعلى الجالية المسلمة الموجودة في هولندا على أمل أن يأخذ المسلمون بالأفكار العلمانية الليبرالية بدلاً عن الأفكار التي جاء بها الإسلام.
إن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أكدت حديثاً أن الشريعة الإسلامية تتعارض مع الديمقراطية، ونحن نتفق مع ما أكدته المحكمة الأوروبية، فالإسلامُ والديمقراطيةُ وجهاتُ نظرٍ مختلفةٍ ونظامان متعارضان، والسؤال الآن هو كيف لهذين النظامين أن يتعاملا مع مَن يختلفُ معهما فكرياً؟ فبينما تصرحُ الأفكارُ العلمانيةُ الليبراليةُ بكلِّ وضوحٍ وبما يصدرُ من أفواه السياسيين أن لا تسامحَ مع مَن يختلفُ معهم فكرياً، فإن الإسلامَ يقبل بوجود غير المسلمين في المجتمع الإسلامي بغض النظر عما يؤمنون به من وجهات نظر عن الحياة، ويرفضُ الإسلامُ ممارسةَ أيِّ ضغوطٍ عليهم لإكراههم على اعتناق الإسلام.
لذلك فإن المشكلةَ ليست في التزام الناس بالشريعة الإسلامية بل المشكلةُ هي في غيابها.
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: |