بيان صحفي

ختان الإناث؛ محاولة أخرى لتجريم المسلمين
(مترجم)

قام مكتب المدعي العام بمقاضاة خطيب مسلم بتهمة "إثارة الفتنة والتحريض على العنف ضد المرأة"، لأنه أشار في أحد دروسه على الإنترنت في مسجد السنة في لاهاي إلى أن ختان الإناث يقره الإسلام.

ونتيجة لذلك، يواجه هذا الإمام 120 ساعة من الخدمة المجتمعية أو عقوبة السجن لمدة 60 يوماً مع شهر إضافي من السجن المشروط. ويمكنه أيضاً أن يودع طموحاته كإمام أو مدرس للإسلام لأنه تم شيطنته وتشويه سمعته بحيث لن يتم توظيفه في أي مكان.

في حين إنه ذكر فقط عملاً من الفقه الإسلامي الذي تم تدريسه لقرون. كما لخص محاميه: "على سبيل المثال، قد تكون في لحظة ما تقرأ من كتاب وفي اللحظة التالية تجد نفسك تحاكم في المحكمة".

ختان الإناث غير قانوني في هولندا، أي أن الشخص الذي يخضع ابنته له وكذلك الشخص الذي يقوم به يعاقبهما القانون. ولكن إذا كان الأمر متروكاً لمكتب المدعي العام فحتى التعبير عن رأي يتعارض مع القانون، يعتبر فعلاً إجرامياً لأنه يعتبر مماثلاً لـ"إشعال الفتنة والتحريض على العنف ضد المرأة". ما يقال هنا حقاً هو أنه حتى دراسة الدين الذي لا يؤيد القوانين الحاكمة أمر غير قانوني. بشكل آخر، لا يمكن تعليم الدين إلا عندما يتوافق مع إطار الفكر العلماني. ألا يعمل فرض القيود على تفكير الأشخاص كشرطة على الفكر؟ فأين هي الحرية الدينية والأكاديمية المزعومة التي يتمسكون بها بشدة؟!

إذا كانوا يخشون حقاً من أن الختان هو شكل من أشكال التشويه والدعوة إليه تساوي التحريض على العنف، فلماذا يستثنون الرجال؟ المبدأ هو نفسه. هل ختان الرجال ليس ختاناً وتحريضاً على العنف بعكس ختان الإناث؟ أين هو إذن ما يسمى مبدأ المساواة بين الذكور والإناث؟!

إذا قرروا، بناءً على الأسباب المذكورة أعلاه، حظر ختان الذكور، فهل مؤيدو الختان لم يعد يُسمح لهم بالدعوة إلى طقوسهم وتقاليدهم الدينية؟ ثم هل نحن أيضا يعاقبنا القانون إذا علّمناهم؟ هل هذا هو المقصود بـ"حرية الدين"؟

وإذا كان يُنظر إلى الإجراءات العادية على المناطق الحساسة على أنها تشويه، فلماذا يُسمح بدعم الأطفال بشكل استباقي بالعلاجات الهرمونية والتحول بين الجنسين حيث يتم إجراء تغيير أكثر جذرية على الجسم؟

التناقضات تتحدث عن نفسها. علاوة على ذلك، فإنه يفتقر إلى فارق بسيط فيما يتعلق بأشكال ختان الإناث، تتراوح بين إجراءات طفيفة للغاية مثل تطبيق شق على إجراءات بعيدة المدى مثل التشويه، وإزالة كافة الأجزاء الأنثوية. وهذا أيضا محرم في الإسلام.

ختان الإناث هو أحد الموضوعات العديدة التي ناقشها العلماء باستفاضة ضمن التقاليد الطويلة للفقه الإسلامي. نحن باعتبارنا حزبا سياسيا لا نتخذ موقفا معينا في هذه المسألة. لكن الموقف الذي نتخذه هو ضد السياسة التي تطبق معايير مزدوجة بشكل ممنهج عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين، حيث يصل الأمر إلى أبعد من مجرد ختان الإناث.

بالأمس، كان النقاب و"الزواج الشرعي" والذبح الحلال، والسؤال عما إذا كان الشخص مخلصاً لهولندا أم لا... واليوم ختان الإناث وتمويل المساجد... وغدا سيكون بلا شك شيئاً آخر من دين الإسلام الذي سيتم استهدافه....

بغض النظر عما إذا كنا مؤيدين أو معارضين لهذه المسألة، إذا كنا كجالية مسلمة نقف مكتوفي الأيدي فكيف يتم اعتبار أجزاء من فقهنا الإسلامي بشكل منهجي غير مرغوب فيها، وتتم مهاجمتها، وحتى تجريمها، إذن فإن النهاية قريبة.

ثم أي جزء من الإسلام "يجوز لنا" إعلانه؟ هل فقط ما يرضي الناس الذين يهاجمون الإسلام؟ "إسلام هولندي" جرد من جوانبه السياسية والمجتمعية والاقتصادية؟ أم إسلام يرضي الخالق؟ الخيار لكم.

أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا