يواصل الرئيس السوري بشار الأسد قتل شعبه دفاعا عن كرسي الحكم، فقد نقلت الأنباء أنه قتل 245 وجرح 700 آخرين في الثالث من شباط الماضى في مدينة حمص وحدها، ومثل ذلك حصل في معظم المدن والبلدات السورية، ولا يتوقف هذا النظام الطاغوتي عن قتل شعبه، وقد نقلت الوكالات أن أكثر من 8000 شخص قتلهم الطاغية بشار منذ 15 آذار 2011.

إن المجازر والاغتيالات وتفجير المنازل التي يقوم بها الجزار بشار أسد تظهر مدى ضعف نظامه المهترئ، وأنه يقترب من نهايته سيما وأن الكثيرين من الجنود ينشقون عن جيشه ويلتحقون بصفوف المقاومة، إن انتظار الحل من الأمم المتحدة في سوريا أو في غيرها من البلاد الإسلامية معناه تسليم مشاكلنا إلى عدونا وأن تصبح قضايانا عرضة للمساومات والمؤامرات والشروط الجائرة الضارة بأمة الأسلام، وتشكل اعتداءً على سيادة وهوية البلاد الإسلامية. وعلى هذا فلا يحق لمسلمي سوريا أن يطالبوا بالتدخل الخارجي لحل مشكلتهم لا من الأمم المتحدة ولا من الجهات العلمانية. كل ما هو مطلوب هو الحزم والجدية في الأنشطة الإسلامية لدعم المسلمين في سوريا بالإضافة إلى دعم البلدان الإسلامية للإطاحة بالنظام الطاغوتي وأن تستبدل به حكما جديدا يكرس جهده من أجل عظمة الإسلام ومجده. وإن صمود شعب سوريا في مواجهة القمع الوحشي توحي بقوة إرادة فولاذية لإسقاط النظام.

دعما لانتفاضة إخواننا المسلمين في سوريا نظم حزب التحرير/إندونيسيا وشباب الأمة وشاباتها تظاهرة حاشدة في وسط جاكارتا ومدن كبرى أخرى (ميدان، جوكجا كارتا سورابايا، بانجارماسين، ماكاسر وكنداري)، ندعو الله أن يوفق أهلنا في سوريا للفوز والفلاح في الدارين وجزاهم الله خير الجزاء، وندعو مسلمي سوريا إلى الصبر والحزم والشجاعة والتضحية في سبيل الله سبحانه وحده، لا يشركون معه أحدا. وندعو الضباط المخلصين في سوريا أن لا يكونوا أدوات قتل لإخوانهم، فقد آن أوان التحرر من الخوف من نظام الطواغيت، فكونوا كما أراد الله أنصارا لله ولدينه، ﴿ يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله ﴾ (الصف 14).

فلنعمل جميعا صفا واحدا أمة مسلمة مع حزب التحرير لإيجاد الخلافة الراشدة التي تطبق الشريعة وتحدد الحقوق والواجبات لجميع الناس، مسلمين وغير مسلمين. ﴿ ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ﴾ (الروم 4-5)

يقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
«أَلاَ إِنَّ رَحَى الْإِسْلاَمِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ دَارَ، أَلاَ إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ، فَلاَ تُفَارِقُوا الْكِتَابَ، أَلاَ إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَقْضُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَا لاَ يَقْضُونَ لَكُمْ، إِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: «كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، نُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرَ، وَحُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ، مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ».

إخواننا في سوريا، كونوا على يقين أن كل مسلمي العالم معكم يدعمونكم ويؤيدون قضيتكم، ويسألون الله سبحان وتعالى أن يمدكم بالنصر المبين على أعدائكم. إن دمكم دمنا وشهداءكم شهداؤنا وأن عزتكم وكرامتكم هي كرامة وعزة لجميع المسلمين.

الناطق الرسمي في إندونيسيا
محمد إسماعيل يوسنطا