لقد أرسل الله تعالى نبيَّ الرحمة محمداً صلى الله عليه وسلم لنشر الإسلام، ولم يبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الدين النبيل لمجرد الترحيب به بالكلام، ولكن أيضا لتطبيقه في حياة البشرية جمعاء. لذلك فإنّ تطبيق الدول للإسلام أمر واجب في العالم الإسلامي، فالدولة الإسلامية تبذل جهودها لتحقيق الازدهار وتباشر الجهاد من أجل تحقيق العدالة ونشر الخير في جميع أنحاء العالم. والدولة الإسلامية أفضل نموذج للدولة المزدهرة وكذلك لرفع شأن الناس، وقد كانت إقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة هي الانطلاقة القوية في التاريخ، حيث كانت مرحلة فاصلة جديدة في حياة الأمة، وعلاوة على ذلك، وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب، أصبح اعتماد هجرة النبي عليه الصلاة والسلام بداية التقويم الهجري.

وبسبب عدم وجود تلك الدولة، فمن واجبنا بذل الجهود لاستعادة حكم تلك الدولة، حيث إنّ غياب الدولة أدى إلى إيجاد حالة رهيبة من الفقر والتردي في هذه الأمة، وبموجب هذه الوثيقة، فإنّ على العالمات والناشطات من اللاتي لديهن المعرفة بالثقافة الإسلامية، عليهن واجب بذل مزيد من الجهود في العمل لإعادة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، كما وعد بها الله سبحانه وتعالى: (( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ )).

إنّ اللقاءات المستمرة في محرم 1434 في مختلف المدن الكبيرة في إندونيسيا، تؤكد على التزام قوي من قبل حاملات الدعوة والأمة لتحصل المرأة على كرامتها ومن أجل إعادة إقامة دولة الخلافة الإسلامية.

لذلك فإنّ حاملات الدعوة في حزب التحرير إندونيسيا يؤكدن على التالي:

1- إنّ حاملات الدعوة لديهن رؤية لحل مشاكل الأمة، ولهذا الدور الاستراتيجي، فإنّ حاملات الدعوة يجب أن يكُنَّ رائدات في التغيير الحقيقي نحو استعادة الأمة سلطانها ومجدها.

2- وحاملات الدعوة يدركن دور المرأة الأصيل كأم وربة بيت، ويجب تعزيز هذا الدور حتى تتمكن المرأة من أن تكون الأم التي تربي المجاهدين الذين يذودون عن حياض الإسلام، وأيضا لتعليم الأجيال القادمة.

3- يجب على حاملات الدعوة أن لا يقتصرن في دعوتهن على تبليغ الشريعة الإسلامية على مستوى الأخلاق والعبادات، ولكن أيضا تبليغ الأحكام الشاملة الإسلامية، في الاقتصاد والسياسة الداخلية والخارجية والتعليم والنظام النقدي... الخ.

هذا هو السبيل الوحيد الذي يمكّن حاملات الدعوة من إعداد أنفسهن للانخراط في الأنشطة السياسية مثل الصراع الفكري والكفاح السياسي، وهذه الأنشطة السياسية هي السبيل لقيادة المسلمين كقوة سياسية لاستعادة الخلافة.

ولذلك، ومن الآن فصاعدا، دعونا نقوم بالعمل سويا، كي يزول هذا الاستبداد والظلم، فبغير ذلك فإنّ المرأة لن تتمكن من استعادة حقوقها، ولن يعود لهذه الأمة مجدها إلا إذا أقيمت الخلافة التي تحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى، لذلك كونوا على بصيرة في حمل الدعوة وانضموا إلى العاملين المخلصين في الأمة في حزب التحرير لإعادة إقامة دولة الخلافة الإسلامية.

الناطقة الرسمية لحزب التحرير في إندونيسيا
عفَّة أينور رحمة