المكتب الإعــلامي
ولاية العراق
التاريخ الهجري | 27 من رجب 1436هـ | رقم الإصدار: 03/36 |
التاريخ الميلادي | السبت, 16 أيار/مايو 2015 م |
بيان صحفي
لا بَديلَ لِذُلِّ المُسلمِينَ وتبَعِيَّتِهِم وضَنَكِ عَيْشِهِم إلا بعَودة دَولتِهم:
الخِلافَةِ الرَّاشِدِة على منهاج النبوة
يُعَدُّ إلغاءُ نظام الخلافة الإسلاميَّة بتركيا في الثامن والعشرين من رجب 1342هـ حدثاً مفصلياً في تاريخ الأمة، يَحمِلُ المتأمِّل على النظر في حِقبتين، قبله وبعده: حقبةٍ مباركةٍ اتَّسمت بوَحدة البلاد من أقصاها إلى أقصاها، فلا حدود ولا سُدود، نَعِمَ الناسُ فيها بالعدل والرحمة وحُسنِ العلاقة بمَن بايعُوهُم خُلفاء، ليرعوا شؤونهم بالإسلام في الداخل، ويَحمِلونه إلى العالم بالدعوة والجهاد. فعاش المسلمون وغَيرُهم من رعايا الدولة في أمنٍ وسعادة، إنْ تعرَّض أحدٌ منهم لمظلمةٍ غضِب الحاكِمُ وزمجَر مُتَرجماً ذلك بتجهيز الجيوش ودكِّ حُصون الأعداء، والاقتصاص من الظالم قبل أنْ يأتي عليه ليل..! وإنْ تعرَّض الناس لكارثةٍ أو مجاعةٍ كتب الخليفة لعُمَّالهِ بتعجيل المَدَد، فيأتيَ الخير والعَونُ من كل حدبٍ وصوب، كما حصل عام الرَّمادةِ أيَّام الخليفة العادل عُمَر بنِ الخطاب رضيَ اللهُ عنه.
أما الحِقبةُ التالية لهَدم الخلافة، فعلى النقِيض من تلك تماما، فقد احتُلتْ بلاد المسلمين ومُزِّقت، وانتُهِكت حقوقُهم، ونُهِبت خيراتُهم، وصَنَّفَهُم عَدُوّهم "طَرَائِقَ قِدَدًا": عرباً وعجماً، ومسلمين ونصارى ومللاً أخرى، وأغلبيَّاتٍ وأقلّيَات، وزرع فيهم الرغبة في الانفصال والتشظي عن البلاد الأم، وصار المُطالِب بسلخ إقليم لقومهِ أو أهل ملَّتهِ، يلقى العون والرضا من أعداء الأمة الكفار المستعمرين، علماً أن هذه المطالبة تعارضُ أحكام الإسلام، الذي حثَّ على الوحدة لا غيرها. فها هو (بارزاني) رئيسُ ما عُرف بإقليم كردستان العراق يصرّح في كلمةٍ له ألقاها في ولاية فرجينيا أثناء زيارته لأمريكا: بأنّ الأكراد اقتربوا من الاستقلال، وبأنّ العوائق التي كانت تقف في طريقهم لتحقيق ذلك الهدف قد زالت، معتبراً تأسيس دولةٍ للأكراد هو من الحقوق الطبيعية لسكان الإقليم. وصار (زعماء) السُّنَّة يُهرَعون مقتفين آثارهُ يطالبون بالشيء نفسه. ثم أوقد الكفار الغزاة نار الفتنة والعداوة بين المسلمين، وباتت الحروبُ والكوارث صِبغة لبلادهم، وأصبحت طائراتُ العدوِّ وأسلحة دمارهِ تلقي حِممَها على رؤوس الأبرياء تحت ذرائع شتى: لملاحقة الإرهاب تارة، ولحماية (الشرعية) تارة أخرى، في سوريا الشام والعراق وفلسطين وليبيا والصومال واليمن... والقائمة تطول: قتلٌ بالألوف بل مئات الألوف، وأضعافُ ذلك من الجرحى، غيرَ ملايين المُهجَّرين من النساء والأطفال والعجزة، الذين فروا بأرواحهم فزعا من الموت لا يلوونَ على شيء، وتوزَّعوا في بقاعٍ الأرض، دون أن يُحسَّ أولئك الحكام الإمَّعاتُ بوخز ضمير أو حرجٍ جرَّاء ما يحصل، والحال من سيئٍ إلى أسوأ.
ألم تدركوا أيُّها المسلمون سرابَ ما تبحثون عنه من العزة المزعومة، والكرامة المثلومة، وأنتم تصدقون أكاذيب حُكامِكم، ومسرحيَّاتِ انتخاباتهم، وتهالُكَهُم على كراسيّ السلطة عقدينِ وثُلاثَ ورُباع حتى بدا أحدُهم مشلولاً على كرسيّه وهو يتشبَّثُ بزمام الحُكم كأن لم يُخلقْ غيرُه ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾؟ وكنتم فيما مضى إخوة يحرص كلٌ على أخيهِ، فما لكم اليومَ يكفِّرُ بعضُكم بعضا، ويقتل بعضُكم بعضا؟ وكنتم في أمانٍ وفُسحةٍ من العيش، فأضحَت الأزماتُ والفتَنُ خبزَكم اليوميّ، أهذا قَدَرُكم أم ماذا تنتظِرون؟
إنَّ الواجب الشرعيَّ يُحتِّمُ عليكم السَّعيَ بالعمل الجاد والمُخلص، لنبذ أولئك الأقزام أشباه الرجال، والكفر بمشاريعهم التي بان عَوارُها، ومدِّ الأيدي لإخوانكم العاملين على مشروع الخلافة الراشدة الثانية على مِنهاج النبُوّة، لتخرُجوا من ظلمات الرأسمالية القذرة، والديمقراطية العفِنة إلى نور شرعة الإسلام الجامعة لخيري الدنيا والآخِرة، وذلك الفوز العظيم: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية العراق
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية العراق |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizb-ut-tahrir.info |
E-Mail: infohtiraq@gmail.com |