الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية العراق

التاريخ الهجري    23 من رجب 1442هـ رقم الإصدار: 1442 / 06
التاريخ الميلادي     الأحد, 07 آذار/مارس 2021 م

 

بيان صحفي

 

زيارة البابا.. وبدعة الديانة الإبراهيمية

 

 

لقد أقام الله سبحانه وتعالى الحجة على البشرية بإرسال محمد ﷺ بشيرا ونذيرا للإنسانية جمعاء، وأنزل عليه شريعته التي هي ناسخة لشرائع من سبقوه من الأنبياء والمرسلين بقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾، وهذا الأمر هو حقيقة وعقيدة عند المسلمين، واليوم تأتي زيارة البابا للعراق في أيام ليست عشوائية؛ فاختيار الجمعة والسبت والأحد وكأنه إيحاء للأعياد الشائعة لدى المسلمين واليهود والنصارى، واختياره النجف ولقاء المرجع السيستاني ومدينة أور وإقامة قداس في منطقة حوش البيعة وزيارة كنيسة الطاهرة، هي رسالة أراد البابا إيصالها ودعوة ينتظر أكلها، فما هذه الدعوة؟ وما هي تداعياتها؟

 

أولا: إن واقع هذه الدعوة أنها خليط من التناقضات؛ خليط بين الحق والباطل، خليط بين الهدى والضلال، خليط يرفضه العقل والدين، إذ كيف يتفق النصراني مع اليهودي والذي يعتقد أنه قتل وصلب نبيه؟! وهم يكذّب بعضهم بعضا كما قال سبحانه تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ﴾، وكيف يتفق المسلم الذي يعتقد أن عيسى عليه السلام بشر ونبي أرسله الله سبحانه تعالى كغيره من الرسل، مع من يعتقد أنه الله أو هو ابن الله أو هو ثالث ثلاثة؟! وهو يتلو قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾، وقوله سبحانه: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾، وقوله: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾، وكيف يقبل المسلم أن يساء إلى إبراهيم عليه السلام بجعله منبع اليهودية والنصرانية؟! والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿مَا كَانَ إبراهيم يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.

 

ثانيا: إن هذه الدعوة التي يقوم بها بابا الفاتيكان هي حلقة من سلسلة الهجمة الشرسة التي يشنها الغرب الكافر بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على الإسلام والمسلمين بالغزو الثقافي والفكري وتسخير الإعلام لهذا الغرض، فهم من ألصق الإرهاب بالإسلام، وهم الذين يحاولون ضرب السنة النبوية عن طريق الطعن بالبخاري، وهم الذين يشجعون ويحمون من يسيء إلى الرسول الكريم ﷺ، وهذه الدعوة هي دعوة لتحريف الإسلام بجعله دينا كهنوتيا لا علاقة له في الحياة، ونقول الإسلام فقط لأنه الدين الوحيد الذي يمتلك شريعة تشمل جميع نواحي الحياة، فهو عقيدة انبثقت عنها أنظمة للحياة، من حكم واقتصاد واجتماع وقضاء وسياسة خارجية وداخلية وتعليم...، فهذه الدعوة تريد محو كل هذا وجعل الإسلام أسيرا أو محجوزا بالمسجد أو دور العبادة كحال اليهودية والنصرانية.

 

ثالثا: إيهام المسلمين بأن هناك مشكلة في التعايش بين المسلمين وغيرهم، ناسيا أو متناسيا أن الإسلام هو أول من أرسى قواعد التعايش بين المسلمين وغيرهم من غير المحاربين مبينا ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات ولم يُكره أحدا على اعتناق الإسلام، وقد عاش غير المسلمين في ظل دولة الإسلام قرونا من الزمن يحملون التابعية الإسلامية مصونة دماؤهم وأموالهم وأعراضهم، ولم يُفتن أحد عن دينه، استنادا لقوله تعالى: ﴿لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾، ووجودهم في بلاد المسلمين ودور عبادتهم إلى الآن شاهد على ذلك، وإن كل الإساءة والفرقة والتهجير حصل بعد إسقاط الدولة الإسلامية عام 1924م، بسبب الاستعمار ونظامه الرأسمالي والعلمانية القذرة والأنظمة العميلة له، ولكن التعايش الذي يريده البابا وخاصة لزيارته مدينة أور وإقراره لدعوى اليهود، هو ليس هذا التعايش بل تعايش مع الكافر الحربي الذي يحتل بلاد المسلمين ويحتل مقدساته، وتعايش مع الكافر الذي يوغل القتل بالمسلمين في سوريا والعراق واليمن وليبيا والشيشان وميانمار وغيرها من بلاد المسلمين، فهو تعايش الحمل مع الذئب، ولو كان البابا صادقا بدعوته أنه جاء تائبا يحمل السلام فكان الأولى له أن يدعو أنظمة الغرب بوقف أنهار الدم التي يريقها في بلاد المسلمين، وأن يزور مخيمات اللاجئين المشردين من بلادهم ويحاسب من هجّرهم، وأن يذهب إلى الضحايا لا يأتي إلى الجلادين، حينئذ نرى هل تسمح له أمريكا؟ وهل يطبل الإعلام له ويزمر؟

 

رابعا: إعطاء الشرعية لحكومة العراق الفاشلة بعد أن بان عوارها وأزكمت رائحة فسادها الأنوف، فهو نفخ الروح في حكومة تحتضر أذاقت شعبها الويلات وأوغلت في قتلهم وتجويعهم، ثم يأتي رجل (السلام) ليبارك هذه الحثالة ويدعوها لتصحيح المسار وإصلاح الأوضاع!

 

وأخيرا دعوة البابا فرانسيس من كنيسة الطاهرة في الموصل للنصارى للعودة إلى مدينة الموصل والقيام بدورهم الحيوي، مشيرا إلى أن انخفاض أعدادهم في العراق أمر مؤسف، كما شكر قادة إقليم كردستان على احتضانهم النصارى، وبالمقابل تعهد رئيس إقليم كردستان بالالتزام بالحرية الدينية والسلام في الإقليم، هو للحفاظ على هذا المكون داخل هذا البلد وعدم خلوه منه، والحصول على ضمانات من الحكومة العراقية لتعويضهم وإغرائهم بالعودة، وكانت دعوته عنصرية حيث إنه يركز على الكاثوليك ويغفل عما عاناه غيرهم كاليزيديين.

 

أيها المسلمون: لم يكتف الكافر بإسقاط الخلافة وسلطان المسلمين، وإقصاء الإسلام باعتباره نظام حياة، بل هو الآن يسعى لسلخ المسلمين عن عقيدتهم والتنازل عن ثوابتهم، وما هذه الدعوة التي يسوقها لنا البابا باسم الديانة الإبراهيمية والعيش تحت عباءتها إلا تضليل وتحريف عن ثوابت الإسلام، وهذا كلام ربكم يرد عليهم وكأنه الآن ينزل، قال تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إبراهيم وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ إِلا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ ويقول محذرا رسوله محمداً ﷺ والمسلمين: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾، فاستجيبوا لأمر الله وأعيدوا سلطانكم باستئناف الحياة الإسلامية في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ خلافة يعيش المسلم فيها وغير المسلم حياة كريمة يأمن فيها على حياته وعرضه وماله، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية العراق
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
www.hizb-ut-tahrir.info
E-Mail: infohtiraq@gmail.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع