المكتب الإعــلامي
ولاية العراق
التاريخ الهجري | 2 من ربيع الثاني 1445هـ | رقم الإصدار: 1445 / 04 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 17 تشرين الأول/أكتوبر 2023 م |
بيان صحفي
يا أمَّة الإسلام.. يا جيوش المسلمين
أبطال غزة أقاموا الحُجَّة عليكم أمام الله فاستجيبوا لأمره
في يوم مبارك وفي صباح يوم السبت الموافق 2023/10/7م، قامت ثُلة من المؤمنين من أبطال غزة بعملية عسكرية بطولية، أذهلت العالم كله، وأذلت يهود بعسكره واستخباراته، حتى باتت عصاباتهم مدهوشة، ويلقي بعضهم باللوم على بعض، وما كان منهم إلا أن صبَّوا جام غضبهم على العزَّل بالقصف والقتل والحصار والتهجير، لا يرُاعون حرمة لطفل ولا امرأة ولا شيخ، علَّها تغطي مرارة هزيمتهم.
إنَّ هذا الحدث البطولي الكبير برهن للعالم أجمع أنَّ أمَّة المسلمين أمَّة جهاد، ولا يستطيع أحد نزعه من نفوسهم مهما حاول الكافر وأذنابه تشويه هذا الفرض العظيم، فالمسلم الصادق عندما يدخل في حرب عقدية يبتغي بذلك وجه الله، فلا يهاب الموت، ولا يخشى عدة العدو وعدده، وهذا واقع شهده العالم اليوم بأمِّ عينيه.
يا أمَّة الإسلام:
إنَّ ملة الكفر واحدة، فها أنتم ترون تحالف الصليبيين ويهود - مع العداء العقدي بينهم - ونصرة بعضهم بعضاً عندما تكون المواجهة مع المسلمين، فما إن دكَّت المقاومة أوكار الشرِّ حتى تهافت أئمة الكفر (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) لنصرة يهود وإعلان التضامن معهم، حتى قبل أن يطلبوا ذلك منهم، ونحن أمَّة الإسلام أمَّة واحدة أرادها الله أن تكون: «مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» كما قال رسول الله ﷺ، واليوم أعضاء من جسدنا تُبتر، ولا زلنا لا نستشعر شكواها، كل ذلك بسبب حكام عملاء لا يرون فيما قام به أبطال غزة إلا تهديداً لعروشهم المهترئة، ونسفاً لمؤامراتهم الدنيئة في التطبيع مع هذا الكيان المسخ؛ لذلك يطلبون وقف القتال ومنع "التصعيد"؛ لئلا تتحول هذه الشعلة إلى جماهير الأمَّة فتكون ناراً تحرقهم وتدكّ عروشهم.
يا أهل القوة من أبناء هذه الأمَّة الكريمة:
لقد حذرنا رسول الله ﷺ من التنكب عن نصرة المؤمنين وخذلانهم، فقال: «مَنْ أُذِلَّ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فَلَمْ يَنْصُرْهُ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَنْصُرَهُ أَذَلَّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، وقال: «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ».
فها هي غزة تستصرخكم، والقدس تناديكم، وليس لكم حُجَّة أمام الله إن لم تلبوا النداء، فأنتم أهل القوة، وصنعتكم القتال، ونحن ندرك أنَّ الدماء تغلي في عروقكم لما يجري، كما يُدرك ذلك عدوكم، فالعدة التي جاءت بها أمريكا ليست لمعركة غزة، ولا للقتال نيابة عن يهود، بل الرعب منكم، والخوف من إعصارٍ لا قِبَل لهم به، إن تحركت هذه الجيوش وأطاحت بحكامها وانطلقت صوب فلسطين، تعيد أمجاد صلاح الدين، نعم هذا هو الخوف الحقيقي، لذلك نراها تقوم بلقاءات مكوكية مع عملائها في المنطقة، لتضمن احتواء الأمَّة ولا سيما أهل القوة من الجيوش، والإلهاء بالمظاهرات التنفيسية والحلول الترقيعية، غير آبهين بكل هذا الإجرام الذي يقوم به يهود.
فإمَّا أن تكونوا مِمَّن ركن إلى الظالمين، وتدخلوا في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾.
وإمَّا أن تهبوا إلى عزِّ الدنيا والآخرة فتستجيبوا لأمر ربكم وتدكوا عروش الظالمين، وتنطلقوا للقصاص من يهود الذين ضُربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله، وكونوا على يقين أنهم لن يواجهوكم، ولسوف يختبئون وراء الحجر والشجر، مصداقاً لقوله عليه الصلاة والسلام: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حتّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُونَ حتّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِن وراءِ الحَجَرِ والشَّجَرِ، فيَقولُ الحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ: يا مُسْلِمُ يا عَبْدَ اللهِ هذا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعالَ فاقْتُلْهُ، إلّا الغَرْقَدَ، فإنَّه مِن شَجَرِ اليَهُودِ».
أيُّها المسلمون.. أيُّها الغيارى في جيوش المسلمين:
إننا في الوقت الذي نثمن هذه البطولة من شباب غزة، ونُجلُّ هذا الثبات، وندعو الله عزَّ وجلَّ أن يكلله بنصر عزيز، فإننا ندرك أنَّ ثمرة هذا العمل لا تتم إلا بقلع هذا الكيان المسخ، وتحرير فلسطين كاملة، وهذا لا بُدَّ له من قرار صادق جريء من جيوش المسلمين، بالمبادرة إلى قلع الحكام الرويبضات وهدم عروشهم وأنظمتهم العفنة، ومبايعة إمام عادل في دولة الخلافة على منهاج النبوة، يرفع راية الجهاد لنصرة المظلومين، وتحرير المسجد الأقصى وكل شبر مغتصب من بلاد المسلمين، فإلى هذا ندعوكم، فاكسروا القيد عن معاصمكم، وانطلقوا للقيام بواجبكم، واعلموا أنَّ الله معكم وهو ناصركم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية العراق
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية العراق |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizb-ut-tahrir.info |
E-Mail: infohtiraq@gmail.com |