السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية لبنان

التاريخ الهجري    29 من شـعبان 1439هـ رقم الإصدار:
التاريخ الميلادي     الثلاثاء, 15 أيار/مايو 2018 م

 

 

سبعون عجافٌ على نكبة فلسطين!

 


سبعون عجافٌ مرت على نكبة فلسطين، ولا زال الجرح ينزف ألماً، ألماً من ضياع أرضٍ من أراضي المسلمين واحتلالها، وألماً من التآمر على ما بقي من فلسطين، وألماً على مآسي من صاروا يسمون لاجئين جيلاً بعد جيل، وألماً من حال المسلمين الذين لا هم حرروا أرضاً، ولا لجموا عدواً، ولا راعوا في إخوانهم الذين فروا إليهم من بطش يهود ومن ساعدهم من دول الغرب الكافر المستعمر، ما راعوا فيهم إلاً ولا ذمة!


سبعون عجافٌ، ثم يأتي الحكام الرويبضات الخونة في أيامنا هذه ليكملوا ما فعله أسلافهم من حكام المسلمين منذ سبعين سنة في مثل هذه الأيام، حين قاموا بتسليم فلسطين ليهود في معارك مسرحيةٍ هزلية، يقودها ضابط إنجليزي يسمى كلوب باشا!! يتسابق هؤلاء الرويبضات الخونة اليوم لتكريس هذا الكيان وحمايته والسهر على حدوده، ثمناً لبقائهم على كراسيّ معوجة، بل يتنافسون في تبديد المليارات من أموال المسلمين أتاوةً لترامب، ويسيرون معه في تسليم ما تبقى من فلسطين ليهود، ويُظهرون في إعلامهم المسموم من يقول من الإعلاميين والكُتاب إنه بانتظار يوم التطبيع مع يهود!


سبعون عجافٌ، ثم تأتي المنظمات الدوليةُ - وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" - لترفع صوتها بأنها عاجزة مالياً لتوجد تهديداً لحياة "اللاجئين" وتقلص عنهم الخدمات الإنسانية الضرورية، فلا يكون أمام هؤلاء إلا الهجرة والرحيل متفرقين في أصقاع الأرض أو غارقين في قوارب الموت.


سبعون عجافٌ، وقضية فلسطين تتقاذفها مشاريع تحت عناوين الفدائية والوطنية والقومية لتكون النتيجة تسويات سلمية أقل ما يقال فيها إنها خيانة لله ورسوله والمؤمنين، بينما ينحرف المسار نحو مزيدٍ من القضم والتصفية والتقزيم مع معاناة القتل والحصار والجوع والتهجير!


سبعون عجافٌ، ثم يصير الواجب على أهل فلسطين أن يقاتلوا بصدورٍ عارية إلا من الإيمان بالله وبلحمهم الحي، بينما تربض الجيوش ومن ورائها الدول حارسةً لحدود يهود، ولا تنطلق رصاصةٌ واحدة حتى ممن زعم المقاومة ونصرة القضية منذ الوالد وحتى الولد! ثم يصير طريق فلسطين يمر على جثث أهل سوريا الأبطال، وعلى مخيمات "اللاجئين" هناك، بأيدي من زعموا منذ سنواتٍ قريبةٍ مقاومةً وممانعة، فصرنا لا نسمع تجاه فلسطين إلا جعجعةً ولا نرى طحنا!


سبعون عجافٌ، وما زلنا نرى أن البوصلة منحرفةٌ إما نحو حلول سلمية، وإما نحو حلول ترقيعية بدعوى الصلح المؤقت والرضا بقرارات من سلَّم فلسطين ليهود، لتكون المحصلة تثبيت هذا الكيان المسخ بلغاتٍ مختلفة!


سبعون عجافٌ، ثم يُراد أن يُزرعَ في عقول المسلمين وقلوبهم أن القدس شرقية وغربية، فيقول ترامب في سياق صفقة قرنه: (القدس)، فيخرج علينا من الرويبضات من يُفصِّلها ليقول: (لهم غربية ولنا شرقية)، وكأنها أرض هؤلاء أو ذاك يقسمها ويتقاسمها!


بعد هذه السبعين العجاف، نخاطب أهل فلسطين في مخيمات لبنان خصوصاً والمسلمين عموماً خطاب المُنَبِّه المُذَكِّر والرَّائِدِ الذي لا يَكْذِبُ أهْلَهُ:


أن تعلموا أن الأصل كان منذ سبعين سنةً وما زال، أن تُفتح الحدود في لبنان ومصر والأردن وسوريا وغزة والضفة للمقاتلين، وأن تتحرك جيوش ما كان يعرف ببلاد الطوق لتحرير فلسطين، وأن تقوم انقلابات عسكرية لضباطٍ مخلصين لدينهم وأمتهم ضد تخاذل قيادتهم، وأن يتم نبذ القرارات الدولية التي أقرت بتقسيم فلسطين 67 لأهل فلسطين و48 لكيان يهود! لكن هيهات هيهات أن يقوم هؤلاء الحكام ومن سار في ركابهم أو تفيَّأ ظلالهم بأي شيءٍ من هذا...


لذا صار لزامًا وواجبًا عليكم:


أن تصححوا وجهتكم وبوصلتكم بعدما خبرتم كل هذه السنين الخداعات تضليلًا من القريب قبل البعيد، وأن تعلموا أن أهل فلسطين سواء المحاصرون منهم في الداخل أو "اللاجئون" في الخارج ليس باستطاعتهم وحدهم دحر الاحتلال الذي تقف معه وخلفه كل دول العالم، بمن فيهم حكام العرب والمسلمين دون استثناء الذين باتوا هم خط الدفاع الأول عن كيان يهود.


وأن تنتبهوا بعد سنين طوال وتضحيات ودماء زكيةٍ سالت في مراحل كثيرة لأجل تحرير فلسطين، فتستفيقوا من سباتكم وتنفضوا عنكم حكامكم وتعلموا أن استحقاق تحرير فلسطين لن يمر حتى تقام دولةُ حقٍ وعدل، خلافةٌ يقودها إمام عادل يحكم فيكم بما حكم الله فيَلُمّ شعث المسلمين، ويعلن النفير العام لتحرير فلسطين، حتى تخرج الأمة عن بكرة أبيها زاحفةً نحو أقصاها لتجتث كيان يهود من جذوره وتقطع دابر الدول التي تطاولت على خير أمة أخرجت للناس.


إن في الألم من السبعين العجاف لأملًا كبيرًا بإذن الله، والدليل عليه أن سبعين سنةً لم تتنزع قضية فلسطين ودرتها الأقصى المحتل من وجدان المسلمين. إن هذه أمةٌ حيةٌ، لذا يستمر جرحها حياً مهما طال الأمد، فالميت لا تنزف جراحه.


إننا في حزب التحرير اليوم بعد هذه السبعين العجاف لا زلنا عند أول كلامنا لكم وأول عهدكم بنا، أن فلسطين بحاجة إلى جيوش المسلمين لتحريرها، وأن البوصلة الصحيحة لتحريرها هي إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تحرك الجيوش وطاقات الأمة لقلع كيان يهود، بل وقلع كل جسم غريب في جسد هذه الأمة من الغرب الكافر المستعمر وأذنابه.


فضمّوا جهودكم إلى جهودنا نحو الهدف والقضية المصيرية "إقامة الخلافة الراشدة"، وغُذّوا السير معنا ليكون تحريرها بإذن الله أقرب من رد الطرف، وانبذوا ما سوى ذلك، لتستحقوا وعد الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، ويَصْدُقَ فيكم قول النبي ﷺ في وصف من يقاتل ويقتل يهود: «يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ... » الحديث.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية لبنان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: +961 3 968 140
فاكس: +961 70 155148
E-Mail: tahrir.lebanon.2017@gmail.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع