المكتب الإعــلامي
ولاية لبنان
التاريخ الهجري | 17 من صـفر الخير 1440هـ | رقم الإصدار: ح.ت.ل 1440 / 02 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 26 تشرين الأول/أكتوبر 2018 م |
بيان صحفي
قضية المخيمات والشتات على طاولة الدول الكبرى... والتنفيذ محلي!
وقعت اشتباكات يوم الخميس 2018/10/25، ولا زالت مستمرةً في مخيم المية ومية شرق مدينة صيدا، بين ما يسمى "جهاز الأمن الوطني الفلسطيني" التابع "للسلطة الفلسطينية" وتنظيم "أنصار الله" المحسوب والمدعوم ممن بات يُعرف بـمحور "المقاومة والممانعة"! استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية، على خلفية التنافس على بسط السيطرة على مخيم المية ومية من إحدى الجهتين المتصارعتين... مع زعم كل منهما الحرص على المخيم وأهله وقضيته!!! هذا "الحرص" الذي صار متلازماً مع معارك عبثية بسبب تفلت السلاح في المخيمات الفلسطينية، وسوء رعاية الدولة اللبنانية واقتصارها على الناحية الأمنية، وما أحداث مخيم عين الحلوة وما بات يُعرف بأحداث الطيرة عنا ببعيد، بحيث ينجم عنها في كل مرة إزهاق للأرواح البريئة، وسفكٌ للدماء المعصومة، ودمار لبيوت "الآمنين"، مما جعل الناس تلجأ لترك المخيمات فراراً بأنفسها إلى مناطق الجوار، بل والهجرة إلى أوروبا بشكل لافت للنظر، حتى إنه قيل إنه ولأول مرة منذ وجود مخيم عين الحلوة، يكون هناك ما يقارب الستين بيتاً خالية من سكانها، الذين تركوها خلفهم في هجرة "شبه منظمة".
وهنا نقول ابتداءً: إنه قد بات واضحاً قضية تصفية المخيمات الفلسطينية، والسير قدماً في خطة إنهاء قضية ما عُرف بعودة اللاجئين، فقد كانت القضايا العالقة كما يزعم المفاوضون هما (قضية القدس وقضية عودة اللاجئين)، ولقد دفعت وقاحة ترامب وصلافته الأمر إلى الأمام، بإعلانه القدس عاصمة لكيان يهود المحتل لفلسطين، لتبقى قضية اللاجئين في المخيمات في مناطق الشتات وخاصة لبنان... علماً أن هذه القضايا هي قضايا منتهية، ففي عنوان في جريدة الحياة منذ سنة 2014، وكما جاء في نشرة لحزب التحرير/ ولاية لبنان في 2016/1/15 كتبت الجريدة على لسان ياسر عبد ربه في وصفه لما وصل له الاتفاق: (دولة يهودية، وعاصمة في جزء من القدس، وعدم عودة اللاجئين)!... وعليه فإن ما يحصل إنما هو عملية الإخراج الموضوعة اليوم على صفيح ساخن، في تزامن مع ما بات يُعرف بتقليصات خدمات "الأونروا" للاجئين الذي اشتد منذ سنة 2016 حتى اليوم.
ثم رسالتين:
أولاً: للمتقاتلين الآثمين وقيادتهم، إن الأمة ومنها أهل فلسطين، لن تنسى وستسجل عليكم مساهمتكم الفاعلة في الإخراج "الناجح" لهذا الأمر، موقّعاً برصاصكم الذي تقتلون به بعضكم بعضا، وبالدماء المسفوكة بغير حق، وبترويع الناس، وتهجيرهم بهجرةٍ فوق الهجرة... وسيُكتب في تاريخ هذه الأمة أنكم كنتم أدوات صغيرة في القرارات الدولية لتصفية واحدة من أهم قضايا المسلمين، فلسطين المغتصبة... فإن زعمتم أنكم غير قادرين على مصارعة الحلول الدولية، فلا تجعلوا هذه الحلول تمر على أشلاء أبناء فلسطين في لبنان وبدمائهم، وإلا فتنحوا جانباً واتركوا الناس تختار من يمثلها بحق ويرعاها، من أبنائها المخلصين، الذين لن تخلو الأمة منهم... لقد شابهتم على صغر سلطاتكم الحكام في بلاد المسلمين، الذين تلعنهم الأمةُ صباح مساء على ما ضيعوا في رعايتها، وما أعملوا فيها من الذبح والتشريد والتضييع، ضيعهم الله.
ثانياً: للدولة اللبنانية بمؤسساتها وأجهزتها، التي لم تأخذ دورها كراعيةٍ لأهل فلسطين في لبنان، بل تعاملت معهم تعاملاً أمنياً، وباتت لا تحل قضاياهم إلا بمزيد من التشديد والتضييق، تبني جُدراً حول المخيمات تحيلها لمكان مغلق، ثم تريد أن تسمي بعضها "جدار الحب"، فأي حبٍ خانقٍ هذا؟! أما كان الأجدر أن تكون هذه المخيمات - إن كان لا بد أن تكون بزعم ألا ينسى أهل فلسطين بلدهم المحتل! - أحياءً كريمةً مفتوحة في مدنكم، يُستفاد من طاقات شبابها وقدراتهم وإمكانياتهم المعروفة للقاصي والداني، ويكون أهلها تحت ستار الدولة ورعايتها بشكل طبيعي، ولهم من الحقوق الأساسية ما يضمن كرامة العيش لمن هو في هذه البلاد حتى قبل كثير من أبنائها! فلا يصبح هؤلاء مضطرين للهجرة بحثاً عن هذه الحياة الكريمة الآمنة في مواطن التهجير الغربية، أليس هذا هو الأولى؟! إن المزيد من التضييق يعني مزيداً من الحالات المأساوية، ومزيداً من القهر المفضي إلى ما رأيناه ونراه اليوم من تدمير واحتراب...
لكن ما يحدث من الدولة اللبنانية في هذا الشأن، يثبت ضلوعها بمؤسساتها وأجهزتها في فرض الحلول الدولية الظالمة، وتثبيت تهجير أهل فلسطين إلى منافٍ بعيدةٍ عن بلاد المسلمين، في سياق التسوية الدولية... إضافة إلى عنصريةٍ بغيضة متجذرة في نفوس حكام لبنان، وإلا ما سر حُسن التعامل مع من وفدوا إلى لبنان من غير المسلمين، من أمثال الأرمن الذين لهم كامل الحقوق، بل بات لهم نواب ووزراء، وكذلك النصارى من أهل فلسطين وسوريا والعراق! ثم يكون النقيض تماماً مع المسلمين من أهل فلسطين، أليس هذا الأمر محط تساؤل!!!
وختاماً، إن الأمة الإسلامية، ومنها أهل فلسطين، تعيش مخاض الولادة المؤلم، ولادة كيان رشدٍ وعدلٍ، دولة إسلامية خلافة راشدة على منهاج النبوة، وكل ما يحصل اليوم، وما مر على الأمة بعمومها، إنما هو مصداق لقول الله عز وجل ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾، ومصداقاً لقوله عز وجل ﴿لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾، وفي الغد القريب بإذن الله نُري العالم رقي تعامل الدولة الإسلامية الخلافة الراشدة مع كل رعاياها دون تمييز، إحقاقاً للتوجيه الرباني الكريم في النظرة للناس على أنهم بنو آدم ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾، إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية لبنان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية لبنان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: +961 3 968 140 |
فاكس: +961 70 155148 E-Mail: tahrir.lebanon.2017@gmail.com |