السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية لبنان

التاريخ الهجري    25 من رجب 1440هـ رقم الإصدار: ح.ت.ل 1440 / 10
التاريخ الميلادي     الإثنين, 01 نيسان/ابريل 2019 م

 

 

بيان صحفي

 

المؤتمر السنوي لحزب التحرير ولاية لبنان

في الذكرى الثامنة والتسعين لهدم الخلافة

"دور العلماء في مواجهة العَلْمَانية"

 

عقد حزب التحرير/ ولاية لبنان، مؤتمره السنوي، في الذكرى الأليمة الثامنة والتسعين لهدم الخلافة، وذلك يوم أمس الأحد ٣١/٣/٢٠١٩م، الموافق ٢٤ من رجب ١٤٤٠هـ، وقد حضر المؤتمر لفيفٌ من المشايخ والعلماء من كافة المناطق اللبنانية. وقد تخلل المؤتمر كلمات للمشايخ الضيوف وكلمات لشباب حزب التحرير من داخل لبنان وخارجه، وتم اختتام المؤتمر ببيان ختامي، ألقاه رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية لبنان، الشيخ الدكتور محمد إبراهيم، وهذا نصه:

 

(بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلينَ، سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ الطيبينَ الطاهرينَ، ورضي الله عن صحابتهِ الغر الميامين، ومن تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يوم الدين...

 

البيانُ الختاميُّ لمؤتمرِ حزب التحرير

"دورُ العُلَمَاءِ في مواجهةِ العَلْمَانية"

 

الذي يَعقِدُهُ حزبُ التحرير/ ولايةَ لبنان، اليوم الرابعَ والعشرينَ من رجبِ الخيرِ سنةَ ألفٍ وأربعِمائةٍ وأربعينَ للهجرة، يوافقُهُ الواحدُ والثلاثونَ من شهر آذارَ سنةَ ألفينِ وتسْعَ عشْرةَ للميلاد، وذلك في الذكرى الثامنةِ والتسعينَ لهدمِ الخلافة، جُنةِ المسلمينَ، ورافعةِ لوائهم، الدولة التي ترعى شؤونَ المسلمينَ وغَيْرهُم بالأحكام الشرعية، وتحمل الإسلام للعالم بالدعوة والجهاد...

 

دولةُ الخلافةُ، التي صانها الأمراءُ والعلماءُ على مرِّ تاريخ المسلمين، فكانت حاميةَ المسلمينَ، وراعيَتَهُم بما استرعاها الله عز وجل... عاشَ في ظِلّها العُلَمَاءُ عصورَ الازدهار الفقهي والعلمي، حتى صارت أوروبا، حُكَّامُها وعُلَمَاؤها، يطرقون أبوابَ الخلافةِ والخلفاء، ينهلون من فيضِ بحرِ علومِ دولةِ الإسلام. الدولةُ التي كان العلماءُ فيها دروعاً للحق، ولو على حسابِ أرواحهم، وكان الكثيرُ من حكامها وقافينَ عندَ كلامِ العلماءِ، يُقَدِّرون مكانتهم وقوتهم...

 

ليكون القولُ: (... صِنْفَانِ إِذَا صَلَحَا صَلَحَ النَّاسُ، وَإِذَا فَسَدَا فَسَدَ النَّاسُ: السُّلْطَانُ، وَالعُلَمَاءُ) قولاً يُصَدِقُهُ الواقعُ الذي تعيشهُ الأمةُ اليوم، في ظلِّ أنظمةٍ كافرةٍ ظالمةٍ فاسقةٍ، ومشايخَ ولا نقولُ عُلَمَاءَ لأن كونَ العالمِ عالماً محصورٌ بخشيتهِ لله عز وجل، مصداقاً لقولهِ سبحانهُ الذي حصرَ الخشيةَ بالعلماءِ: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾.

 

ولقناعتنا الراسخةِ، في حزب التحرير، بأهميةِ دورِ العُلماءِ المفْصَليِّ، في توجيهِ الشارعِ الإسلامي، ولإدراكنا أن واقعَ هذا البلد، لبنان، كما كان في تاريخه منبراً لمحاولاتِ تغريبِ العالمِ العربي، يجبُ أن يكونَ اليومَ منبراً في عودةِ الأُمةِ إلى جادةِ الحقِّ والصوابِ، على أيدي عُلَمَائِها الربانيينَ، وأبنائها العاملين المخلصينَ، ولا نزكي على الله أحداً...

 

عِلاوةً على أنَّ موجةَ العَلْمَنةِ تَشُدُّ بحملتها اليوم على مِنْطقَتِنا في محاولةٍ لضربِ فكرةِ الإسلامِ عموماً، ووصوله إلى الحكم خصوصاً، فيما يُعرفُ - عند أربابِ هذه الحملةِ - بضربِ الإسلامِ السياسي، بفكرة الديمقراطيةِ، وليدةِ العَلْمَانية، وتصويرها مخادعةً أنها صندوقٌ انتخابي، وليست نِظَامَ حَياةٍ وحُكْمٍ... بل لقد اشتدت الحملةُ حتى باتت تريدُ ضربَ البقيةِ الباقيةِ من أحكامِ الإسلام، في الأحوالِ الشخصيةِ والأسرةِ، فكانت بدعُ الزواجِ المدنيِّ، ومهاجمةُ المواريثِ، والمثليةُ الجنسيةُ، تُكْمِلُ الحملة القديمة في الحرياتِ الشخصيةِ، ودعواتِ مساواةِ المرأةِ بالرجلِ، فتكونَ هذهِ البِدَعُ الجديدةُ - كما قيل - ضِغْثاً على إِبَّالة... فوقَ ما باتَ يُسْمَعُ من عودةِ بعض أجواءِ الإلحادِ، ولا سيما في أوساطِ الشبابِ في الجامعاتِ، بِسببِ غِيابِ دَوْرِ المسلمينَ العاملينَ في إدحاضِ الحُجةِ بالحُجة، والردودِ المقنِعَةِ للعقلِ، والموافقةِ للفطرةِ، والتي تَمْلأُ القلبَ طُمَأْنِينَةً.

 

لهذهِ القناعةِ، وهذا الواقعِ، كانت دَعوتُنا لكم أيها العلماءُ والشيوخُ الأفاضلُ، لمؤتمرنا، بل لمؤتمركم "دورُ العُلَمَاءِ في مواجهةِ العَلْمَانية"... الذي انتظمت دُرَرُ كَلِمَاتِكُم فيه، في عِقْدِ ثلاثة محاور أساسية:

 

المحور الأول: العَلْمَانية من أوروبا إلى العالم الإسلامي.

 

المحور الثاني: الإسلام والعلماء في مواجهة العَلْمَانية.

 

المحور الثالث: الأمة واللحظة الحرجة.

 

حيث تمثلت في هذه المحاورِ، بفضل الله، النظرةُ الصافيةُ النقيةُ الواضحةُ:

 

بدايةً، نظرةٌ نقيةٌ واضحةٌ، في تَعْريَة العَلْمَانية، ووَصْفِها بِوَصْفِها الحقيقي، وأنها عِلاوةً على كونها لا تصلحُ للبشريةِ، فهي لا تصلحُ لأمةِ الإسلامِ، التي تحمل ديناً من لَدُنْ لطيفٍ خبير.

 

ثُمَ، نظرةٌ نقيةٌ واضحةٌ لمعنى دور أُولي العِلْمِ، وقِيَامِهُم بِالقِسْطِ، في الحفاظِ على الهُوية الإسلامية، واصطِفَائِهُم من عبادهِ سبحانه، ليكونوا من السابقين بالخيرات بإذن الله، وذلك هو الفضل الكبير... فيكونوا كمن سَبَقَهُم مِنْ عُلمَاءِ الأمةِ، الذين أَعْلى الله تعالى ذِكْرَهُم، وسَطَرَ أسماءَهُم على كُلِّ لِسانٍ، إلى يومِ القيامةِ، ذلك بما آمنوا وعَلِموا، فعَمِلوا، فحُّقَ لهم، ويحقُّ لكم - بفضلِ الله وبإذنه - قوله سبحانه: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾.

 

وأخيراً، وليس آخراً، نظرةٌ نقيةٌ واضحةٌ، في تبيانِ عملِ الأمةِ، في هذه اللحظة التاريخية الحرجة، بما توفر بين يديها، من الإعلامِ، والإعلامِ البديلِ، عبر وسائل التواصل الإلكتروني، حتى ينقلبَ السحرُ فيها على الساحرِ بإذن الله... وبَيَانِ أنه برغم ما يُرى من جبروتٍ لهذه العَلْمَانيةِ، فإنها حضارةٌ تَنْقَرِضُ، وتَقْتُلُ نفسها، شَاخَت مُجتمعاتها، وعَمَّ فيها مَدٌّ بشريٌّ هائلٌ مِنّ المسلمين، كلما سعى الغرب لدمجهم، جاء من يُوقِظُهُم على حقيقةِ تميزهم بدينهم... حتى يُورِثَ اللهُ الأرضَ ومن عليها، من يحبُّ من عباده، في دولةٍ إسلاميةٍ خِلافَةٍ على منهاجِ النبوةِ، تكونُ هي البديلَ عن الحضارةِ الغربيةِ، درعاً وجُنةً يُقَاتَلُ من ورائها ويُتَّقى بها، دولةٍ لا تسمعُ فيها عن تطهيرٍ عرقيٍّ، ولا تمييزٍ عنصريٍّ، أو أقلياتٍ، بل رعايا وأهل ذمة... دولةٍ لِبَاسُها التقوى، تَحْفَظُ للعلماء وقَارَهُم وهيبتهم، فهم أقمار الأمة فَضَّلَهُمُ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم على العُبّادِ في قولهِ: «وَلَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلا دِرْهَماً، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ».

 

وبناءً عليه، يخْلُصُ المؤتمر إلى التوصياتِ والنتائجِ التالية:

 

أولاً: ضرورةُ أخذِ العلماءِ لِدَوْرِهُمُ الحقيقي، استناداً إلى الخشيةِ من الله عز وجل بدايةً، ثم أخذ مصالحِ الأمةِ على كاهلهم، بشكلٍ عَمَليٍّ، وليس علمياً فقط.

ثانياً: ضرورةُ أن يقومَ العلماءُ، بالوقوفِ صفاً واحداً، مع أبنائِهمُ العاملينَ مِنَ الأمةِ، فيكونوا لهم السَنَدَ والمرجِعَ والمُدَافِعَ عنهم، ولا سيما مع اشتدادِ المحنةِ، وغِيَابِ السَنَدِ والمرجِعِ والمُدَافِعِ.

 

ثالثاً: البدءُ حثيثاً بالنظرِ في كيفيةِ مجابهةِ هجومِ مشايخِ السلطانِ، عبرَ المنابرِ والفضائياتِ، واستثمارِ طاقاتِ الشبابِ في هذا المجال، ولا سيما في وسائلِ التواصلِ الإلكتروني، التي غَدت إعلاماً بديلاً مؤثراً، حتى إنها استطاعت قيادةَ مُجملِ تحركاتِ أهالي البلاد الإسلامية.

 

رابعاً: قيادةُ العلماءِ والشيوخِ للمشهدِ الحاضرِ، وتبيانُهُم أنه في الإسلام، لا غُلُوَّ ولا اعتدالَ، الغلو الذي أصبحَ نظيرَ الذبحِ والقتل، والاعتدالُ الذي أصبحَ نظيرَ التفريطِ والواقعيةِ والمصلحيةِ، بل نحن أمةُ الوسط، وليس بمعنى المنتصف، بل وسطُ الشيءِ، أي أحسَنُهُ، مِصْدَاقاً لقولِ ربنا عزَّ وجل: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾.

 

خامساً: التنبهُ للعَلمَانيةِ المُتلبِّسةِ بِلَبُوس الإسلام أو العِلْم، فكِلاهُما خطرٌ عانتْه الأمةُ في تحركاتها، وما زالت، حيث يَتَّخِذُها الحكامُ ستاراً لاحتواءِ المسلمين.

 

سادساً: عَدَمُ الانفصالِ عن الأمةِ في حَرَاكِها، بالتصدُّرِ والتوجيهِ، حتى لا تسبقَ الأمةُ عُلماءها وحركاتها في التضحيةِ والبذلِ، فيركبَ مَوجَةَ الأمةِ العَلمَانيون، الذين يدعمُهُم الغربُ الكافرُ المستعمرُ، عبر مسمياتٍ مختلفة للتلبيس على الأمة.

 

سابعاً وأخيراً: أنْ يكونَ هذا المؤتمرُ نواةً للقاءاتٍ عُلمَائيةٍ، ووُرشٍ دوريةٍ، تناقشُ مستجداتِ الأمة وحَراَكَها، ومحاولاتِ التآمرِ عليها؛ والتحولُ للناحيةِ العمليةِ والتطبيقيةِ المرجوةِ من مثل هذه المؤتمرات، عبرَ التعبيرِ عن مشاكلِ الأمةِ ومصالحها، وليس الاكتفاءَ فقط بالناحيةِ العلميةِ الأكاديمية.

 

وفي ختام أعمال هذا المؤتمر المبارك بإذن الله، لا يَسَعُنا في حزب التحرير/ ولاية لبنان، إلا أن نتوجهَ بخالصِ الشكرِ، وجزيلِ الثناء، ووافرِ التقديرِ، لِكُلِّ من قَبِلَ دعوتنا فَلَبَّاها، من العُلَمَاءِ والشيوخِ الكرام، والحضورِ الأفاضلِ، طِبْتُمْ وطابَ مَسْعَاكُم وممشَاكُم.

 

والشكرُ مستحَقٌّ لكلِّ من أعانَ على تنظيمِ هذا المؤتمر، من شِيبٍ وشباب، ونخصُّ بالذكر الإخوةَ في المكتبِ الإعلامي المركزي لحزب التحرير، وقناةِ الواقية؛ ونسألُ اللهَ أن يكونا، المكتب والقناة، نواتَيْ عملٍ على مستوى دولةِ الإسلام القادمة بإذن الله الخلافةِ على منهاجِ النبوة... ونسأل الله أن يجعلهُ في ميزانِ حسناتهم يومَ لا ينفعَ مالٌ ولا بنونَ إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ.

 

والله نسأل، أن يمُن علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بعاجل نصره، وقريب فرجه، وما ذلك على الله بعزيز، إن الله بالغُ أمرِهِ، قد جَعَلَ اللهُ لكلِ شيءٍ قدراً.

 

والحمد لله الذي بنعمته وفضله وكرمه تتم الصالحات.

 

والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته)

 

والله نسأل، أن يجعل الفرج قريباً، وأن تكون المؤتمرات القادمة في دار استخلاف وتمكين وأمن، وما ذلك على الله بعزيز، إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية لبنان

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية لبنان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: +961 3 968 140
فاكس: +961 70 155148
E-Mail: tahrir.lebanon.2017@gmail.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع