المكتب الإعــلامي
ولاية لبنان
التاريخ الهجري | 16 من جمادى الثانية 1442هـ | رقم الإصدار: 1442 / 07 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 29 كانون الثاني/يناير 2021 م |
بيانٌ إعلامي
مستغلو أوضاع الناس وجوعهم
يثيرون الفوضى في طرابلس الشام!
في ظل الأوضاع القاسية التي يعيشها البلد، من حَراك تم ركوبه من أحزاب السلطة بمختلف أشكالها، إلى أزمة جائحة كورونا التي عصفت بالبلد فصار الناس يموتون على أبواب المستشفيات، ويعالجون في مواقف السيارات، وحُجزت عنهم أجهزة التنفس ريثما تنجز عليها المحاصصات، وتهاوي سعر صرف الليرة أمام الدولار ما أدى لخسارة الناس قيمة ما بقي من رواتبهم ومدخراتهم، عِلاوة على من لا يجد راتباً له بل يعيش كفاف يومه وليلته، حتى هذا خنقه الإغلاق الكامل للبلد بدعوى مكافحة جائحة كورونا!
ومع تقاذف البلاد والعباد بين العهد القوي - كما يحلو له ولتياره تسميته - وحكومة التصريف التي لا تظهر إلا في المناسبات، والـمُكلف الذي لا يعتذر حتى ولو خَرَّ عليه السقف من فوقه وتصدعت الأرض من تحته بدعوى مصلحة البلاد والعباد، والأحزاب الهَرِمَة المتنازعة التي تقتنص الفرصة لتنقض على السلطة، وكأنها ليست من جنس هذه الطبقة الفاسدة المفسدة!
في هذا الظلام الدامس، كان أنينُ البسطاء من الناس في البلد يخلع القلوب، وبخاصةٍ في طرابلس الشام، التي عانت ولا تزال منذ سنوات طوال من الإهمال، هذا الأنين الذي طالما عبر عنه أهلها، دون أن يريقوا دماً أو يهتكوا ستراً أو يحطموا ما بقي لمدينتهم مما يجعلها واقفةً على رجليها رغم أن ثقل الحَراك تركز فيها فسُميت (عروس الثورة).
لكن يأتي اليوم من يظهر أنه يتبع أسلوباً ممنهجاً في إراقة الدماء وهتك الأستار وتحطيم الممتلكات، وهنا يحق لنا ولكل مخلص التساؤل:
هل يُعقل أن يكون هذا من أهل المدينة أو من حريصٍ عليها، أو كما قال قائلٌ: هل تمزق عروسٌ ثوب عرسها؟!
هل تصدقون أن جياع طرابلس الشام يحرقون بيوتهم (المحكمة الشرعية، والبلدية...إلخ)؟!
أم أن هذه من ثمرات زيارة السفيرة الأمريكية والتي وعدت بإنماء طرابلس كما زعمت؟! أليست هي الغراب الذي نعق عند من زارتهم: أنَّ الدولة منهارةٌ وكذلك مؤسساتها؟!
أم أن هذه الحرائق من ثمرات العهد القوي الذي وعد بتسليم البلد أحسن مما كانت؟!
أم أنها الـ900 ألف وظيفة التي وعد بها التيار وشيخه، فأُحْرق ما بقي من وظائف طرابلس في المحكمة والبلدية؟!
أم لعلها من ثمرات (الأسد أو نحرق البلد) وداعميه، انتقاماً من البلد وأهله جراء وقوفهم إلى جانب ثورة أهلهم في الشام؟!
أم هي ثمرة المقاومة للعدو، وتدمير مَنْ بقي فيه نفسٌ لمقاومة الظالم؟!
أم هذا هو دعم الأصدقاء داعمي الثورة؟!
إننا نتهمهم كلهم، لا نستثني منهم أحداً، فالكل له إصبعٌ في تدمير البلد، نتهمهم أنهم يريدون أن يحرقوا للبلد وأهله آخر ما قد يكون تبقى لهم من رمق للحياة، فهولاء كالغربان والضباع لا يعيشون إلا على الخراب والجيفة، بئست سياستكم وتعست قياداتكم!
يا أهلنا في لبنان عموماً:
إنَّ لصوص السلطة القائمة وكأنهم يريدون جعل طرابلس مركز بريد لرسالة تصل إلى كل الجياع في لبنان: أنكم إن تحركتم تحركاً فاعلاً فالعاقبة ما ترون، دمارٌ وخراب، وكأنه الاستنساخ الأمريكي لنموذج القضاء على ثورة الشام، حيث إنَّ مثل هذه التحركات بسبب ضيق المعاش بدأت تنتقل حتى لمناطق غير متوقعة في لبنان، وبذلك تحقق الطبقة السياسية الفاسدة المزيد من النهب والسيطرة على المؤسسات، وإن هؤلاء ضررٌ خطره أعظم من الوباء نفسه الذي ما تفاقم إلا بسبب قراراتهم المخفقة.
يا أبناءنا في القوى الأمنية والجيش:
حَذارِ ثم حَذارِ، من أن تتساهلوا في إراقة دماء أهلكم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ، ما لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً»، ودم الناس ودماؤكم حرامٌ حرامٌ حرامٌ، فلا تقفوا مع السلطة في التآمر على مدينتكم ومؤسساتكم، وكونوا مع أهلكم في مطالبهم البسيطة المحقة.
أيها المسلمون في طرابلس الشام:
إنَّ ما يجري هو تدميرٌ خبيثٌ لمدينتكم طرابلس الشام؛ وتقاعس السلطة عن حماية معالمكم وترك المجموعات المندسة لتخريبها دون أيِّ رادع، ومحاولات ضرب بعضكم ببعض وجعل العداء وكأنه بينكم وبين أبنائكم في المؤسسات الأمنية من خلال إراقة دمائهم ودمائكم؛ كل ذلك يستوجب عليكم أن تسارعوا علماء ووجهاء وصادقين لتقفوا يداً واحدةً، لدحض الافتراءات عليكم أنكم من تقومون بمثل هذه الأعمال المشينة، ومنع حرف البوصلة عن المطالبة بأبسط الحقوق، إلى أن تقفوا بوجه بعضكم بعضاً، وهذا عين ما يخدم السلطة المتهالكة الباحثة عن مزيدٍ من التسلط والنهب.
وفي الختام، نوجه لكم نداءً أن لا تقعوا في الفخ الذي تنصبه السلطة، وقد لمستم وعرفتم فخاخها من قبل، فتقدموا لها خدمة إطالة عمرها بعد أن بلغت قريباً من التهاوي.
وخاتمة الختام، نتضرع إلى الله أن يحمي طرابلس ولبنان من مكر الأجهزة الفاسدة ولصوص السلطة والسفارات الخبيثة المعادية، وأن يبعث الله تعالى مع قرب حلول مائة سنة على هدم الخلافة مَنْ يُصلح لها دينها مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا»، فتكونَ خلافةً راشدةً ثانيةً على منهاج النبوة، كمثل الأولى التي قادها أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، رضي الله عنهم أجمعين.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية لبنان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية لبنان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: +961 3 968 140 |
فاكس: +961 70 155148 E-Mail: tahrir.lebanon.2017@gmail.com |