الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية لبنان

التاريخ الهجري    14 من رجب 1444هـ رقم الإصدار: 1444 / 06
التاريخ الميلادي     الأحد, 05 شباط/فبراير 2023 م

  

بيان إعلامي

 

﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾

حول إطلاق بيان "الأخوة الإنسانية في طرابلس والشمال" برعاية مركز الصفدي الثقافي!

 

يبدو أنه لم يكفِ أن تنطلق في لبنان المحاولات البائسة لنشر الشذوذ والرذيلة، التي ترعاها الدول الكبرى والأمم المتحدة، حتى يأتينا من يريد نشر دين جديد تحت مسميات "الأخوة الإنسانية" الآن، و"الديانة الإبراهيمية" لاحقاً، وذلك سيراً بلبنان عموماً، وبحواضر المسلمين خصوصاً، في اتجاه التغريب والعَلمنة بأبشع صورها. فقد عُقِدَ في مركز الصفدي الثقافي في مدينة طرابلس الشام شمال لبنان حفلٌ تحت مسمى "إطلاق بيان الأخوة الإنسانية في طرابلس والشمال"، التبس فيه الحق بالباطل، واختلطت فيه التسمية والتكبير بصيغة الآذان بـ(الأوبرا) و(الأوبريت) والترانيم والصلوات الكنسية!

 

لقد سبق لحزب التحرير في ولاية لبنان أن أصدر بياناً حذر فيه من الوثيقة المشبوهة المسماة "الأخوة الإنسانية" في 2020/5/14م، وأظهر ما فيها من مخالفة للإسلام، ووجه الحزب في بيانه الرسالة للمشايخ والعلماء وأئمة المساجد والخطباء للحذر من مخاطر هذه الوثيقة، التي قام على أساسها هذا الحفل، من جوانب عدة:

 

-    مساواة الإسلام دين الله الحقّ وخاتم الرسالات السماوية بسائر الشرائع، ما كان منها سماوياً في أصله ثمّ حُرّف وما كان وثنياً! والافتراض أنّه بإمكان الإسلام أن يتوافق معها.

 

-    تسمية هذه الوثيقة التي بُنيت عليها هذه الدعوة، لأهل الشرائع جميعاً بالمؤمنين دون تمييز، فتقصر دلالة الإيمان على الجانب المشترك بين الشرائع الذي هو الإقرار بوجود الخالق سبحانه، بينما يقرّر الإسلام دين الله الحق، حقيقةً لا مراء فيها، وهي أنّ الإيمان هو "الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر"... ويَكْفُر من ينكر واحداً منها.

 

-    جَعْلُ الأصل في العلاقة بين حَمَلة الأفكار والشرائع المختلفة البحث عن العناصر المشتركة فيما بينهم والوقوف عند هذا الحدّ، ليجامل بعضهم بعضاً، وليقولوا للناس نحن متّفقون على كثير من القضايا، بينما هم في الأصل والحقيقة مختلفون في الأسس وفي القضايا الجوهرية.

 

-    التسوية بين العقيدة الإسلامية التي تحرّم على المسلمين التسوية بين دينهم وأيٍّ من الشرائع الأخرى، إذ الدين الحقّ هو الإسلام دون غيره، بل عِلاوةً على ذلك، فقد جاء الإسلام ناسخاً لشرائع الأنبياء السابقين.

 

أيّها العلماء، أيّها المشايخ، أيها الأئمة والخطباء: كفى بكتاب الله عز وجل وبهدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مُرشِدين، فخير الكلام كلام الله عز وجل، وخير الهدي هدي رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول الله تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً﴾، وفي هذه الآية، الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع، من المبتدعة والفسَقة، عند خوضهم في باطلهم، فكيف بمن يريد أن يصطنع ديناً جديداً هو توليفةٌ خبيثةٌ تحت ذرائع واهية، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيما رواه الإمام أحمد يقول: «أَلا لا يَمْنَعنَّ أحدَكُم رَهْبةُ النّاسِ أّن يَقولَ بِحقٍّ إذا رآه أَو شَهِدَه، فَإنَّه لا يُقرِّبُ مِن أَجلٍ، ولا يُبَاعدُ مِن رزقٍ أَن يَقولَ بِحقٍ أو يُذكِّرَ بعظيمٍ»، وفي هذا الحديث، الدلالة الواضحة على أخذ موقف الحق والتذكير بالله تعالى في مثل هذه المواقف، وليس المسايرة والمجاملة التي تُلبِس على الناس دينهم.

 

أيّها العلماء، أيّها المشايخ، أيها الأئمة والخطباء: إنّ مسؤوليّتكم كانت، وما زالت، أعظم من مسؤوليّة عامّة المسلمين، وتتخطّى إنكار المنكر بالقلب. فالعلماء ورثة الأنبياء كما أخبر عليه وآله الصلاة والسلام. وكلمة العالِم أعظم تأثيراً في نفوس المسلمين، فما كان ينبغي لمن أطلقوا هذا البيان في طرابلس والشمال، تحت سلطان هذه الوثيقة المنافية لطبيعة علاقة الإسلام بغيره من الشرائع، أن يزِلّوا زلّتهم هذه.

 

إنّ فكرة دمج عبادة المسلمين مع طقوس غيرهم لا علاقة لها بالاعتدال، وإنما يتعلق هذا بفرض دين جديد لا يُرضي الله تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾. وإنّ المشاركة في طقوس غير المسلمين إثمه عند الله كبير، والتوقيع على مثل هذه الوثائق إثمه أعظم وأكبر، ولا يبرره ويُحِلُه التسمية والآذان قبله.

 

إنّ الأصل في العلاقة بين الإسلام وغيره، أن يعرض كلّ منهم ما عنده من عقائد وأفكار، ناصباً الأدلة والبراهين العقلية عليها، توصُّلاً إلى إثبات الحقّ والحقيقة، وعليه فإنّ الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم من الناس، حرصاً عليهم وإخلاصاً لهم، أن يدعوهم جميعاً، دون أيّ شكل من أشكال الإكراه، إلى الإسلام بوصفه رسالة الله سبحانه الخاتمة للرسالات السابقة.

 

أيّها العلماء، أيّها المشايخ، أيها الأئمة والخطباء: إنَّ خيراً من هذا الذي اجتمعتم عليه، أن تجتمعوا على دعوة المسلمين وغيرهم من أهل الشرائع الذين حفظ لهم الإسلام خصوصيتهم، للعيش معاً في ظل نظام يرعى شؤون الإنسان من حيث هو إنسان؛ نظام الخلافة، التي لا تميّز في رعاية الشؤون بين مسلم وغير مسلم، لا سيما في هذه الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها أهل لبنان.

 

أيها المسلمون: إنّ كل ما في هذه الوثيقة هو مناقضٌ لعقيدتكم مخالفٌ لأحكام دينكم فالفظوها، واعلموا أن دينكم ليس فيه رجال دين ولا كهنوت، وإنما علماء وفقهاء ومحدّثون، كلهم بشرٌ يصيبون ويخطئون، وخطاب الله بالتكليف والتطبيق والتبليغ هو خطابٌ لكل الأمة، وإنما ينوب عنكم في تطبيق الإسلام عليكم من تعطونه بيعتكم وصفقة يدكم ليكون خليفةً عليكم يحكمكم بالإسلام قريباً إن شاء الله في دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية لبنان

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية لبنان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: +961 3 968 140
فاكس: +961 70 155148
E-Mail: tahrir.lebanon.2017@gmail.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع