المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 18 من ذي الحجة 1437هـ | رقم الإصدار: 1437هـ 061 / |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 20 أيلول/سبتمبر 2016 م |
بيان صحفي
مَن لأطفال اليَمَن؟؟
في تقرير صدر حديثا عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" تم الإعلان عن وجود ما يقرب من 11 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد. منهم 4.8 مليون يواجهون "حالة طوارئ". فيما يعاني أكثر من 1.3 مليون طفل من سوء التغذية، واحد من كل ثلاثة أطفال دون سن الخامسة يعاني من سوء التغذية الحاد، و850 ألف طفل مهددون بالمجاعة الحقيقية، كما أن أكثر من سبعة ملايين لا يحصلون على الرعاية الصحية الأساسية، نتيجة إغلاق حوالي 600 مستشفى ومرفق صحي بسبب القصف أو نقص المواد العلاجية والوقود.
كارثة إنسانية يعيشها أطفال اليمن نتيجة الاستهداف المتكرر والمقصود من قبل طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، ومليشيات الحوثيين وحلفائهم الموالين لعلي عبد الله صالح، في عملية إجرامية أشبه بما حدث مع أهل قطاع غزة وجنوب لبنان أثناء عدوان كيان يهود عليهم. معاناة إنسانية ووضع كارثي آلت إليه أحوال اليمن بعد ما يقرب من عام ونصف على تصاعد الحرب والتي أثرت على كل أهل اليمن وفي مقدمتهم "الأطفال". فقد سجلت تقارير المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في اليمن، مقتل 1600 طفل وطفلة حتى آذار/مارس 2016، وتجاوز عدد الجرحى 2258 حالة، كما بلغت الإعاقة بسبب الحرب 1650 طفلاً وطفلة، فيما أدى انتشار الأمراض والأوبئة إلى موت 10 آلاف طفل في غياب تام للرعاية الصحية الأساسية.
جريمة حرب تنفذها السعودية بتواطؤ من القوى الإقليمية والدولية، من جهة، وانتهاكات جسيمة وجرائم أفظع من جهة أخرى ترتكبها مليشيا الحوثيين بما في ذلك القوات الموالية لصالح، شبح المجاعة بات يهدد جيلا كاملا بالموت، وتجويع متعمد للأطفال في هذا الصراع الدولي المسلح والصراع الداخلي، حيث تستهدف الضربات الجوية الأسواق المحلية والشاحنات المحملة بالغذاء، أو فرض حصار فعلي على المدن ومنع دخول المواد الغذائية والإمدادت الطبية إلى السكان، حسب ما أفاد تقرير "هيومن رايتس ووتش".
كذلك تضررت العملية التعليمية حتى توقفت تماما سنة 2015، وما يقرب من نصف الأطفال ممن هم في سن الدراسة غير ملتحقين بالمدارس نتيجة لاستهداف المدارس بمعدل هجومين على المدارس في الأسبوع، مئات المدارس دُمرت تدميرا كاملا، ومئات أخرى تدميرا جزئيا وأكثر من 400 مدرسة تحولت إلى مراكز للنازحين، والنتيجة 3 مليون طفل حرموا من التعليم وبلغت نسبة التسرب 49 بالمائة...
منظمة الأمم المتحدة تدق نواقيس الخطر حول هذه الحرب التي انتهكت 90 بالمائة من حقوق الأطفال في اليمن، لكن المفارقة الكبرى أنها سحبت التحالف العربي بقيادة السعودية من القائمة السوداء في تقريرها السنوي والصراع المسلح. فضيحة أممية تبين بوضوح هشاشة هذه المنظمات أمام القوى المتنفذة في العالم، وعدم استقلالها عن السياسة الدولية المتبعة، بل هي تسير ضمن أجندة عالمية متغولة.
أطفال اليمن يدفعون ثمنا باهظا لهذه الحرب، ثمنها أرواحهم وأحلامهم، التي اغتالها أبناء البلد من الحوثيين وجيران السوء حكام السعودية... ستبقى صور جثث أطفال اليمن، التي مزقتها صواريخ آل سعود وحلفاؤهم، وألغام الحوثيين وأتباعهم، ونفاق (المجتمع الدولي)، والسكوت المخزي للإعلام العربي والعالمي، تطارد وتلعن الجميع.
اليمن السعيد، أصبح أكثر البلدان فقرا في العالم العربي بعد موريتانيا، ونسبة الأطفال المصابين بسوء التغذية فيه من أعلى النسب في العالم...
إننا في القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، ندعو كل المسلمين للتحرك الفوري لإنقاذ الأطفال في اليمن وتجريم اليد التي تقتلهم، وأن ينتفضوا على أنظمة الكفر ووكلائها التي دمرت البلاد والعباد. ولن تعود لليمن ولأطفاله سعادتهم، إلا بتحكيم النظام الرباني العادل "الخلافة الراشدة على منهاج النبوة" التي ستحتمي بها كل الأمة، بأطفالها ونسائها ورجالها وشيوخها، وستحاسب كل يد تورطت في سفك دمائهم وأوغلت في قتل الأطفال، ولن يُغفر لهم ذنبهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة.
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.hizb-ut-tahrir.info/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@hizb-ut-tahrir.info |