الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
المركزي

التاريخ الهجري    12 من جمادى الثانية 1440هـ رقم الإصدار: 1440هـ / 017
التاريخ الميلادي     الأحد, 17 شباط/فبراير 2019 م

بيان صحفي


عرس السِّفاح في وارسو

 


هكذا أسقط حكام العرب آخر ورقة توت تستر استحياءهم في تآمرهم ضد الإسلام والمسلمين وضد قبلة المسلمين الأولى ومسرى النبي e. وهكذا تبخرت "لاءات الخرطوم" الشهيرة (لا صلح لا اعتراف لا تفاوض) التي أطلقها الحكام العرب في قمة الخرطوم 1967، ووصل الأمر بهم أن يكونوا شهود "عرس وارسو"، بتعبير حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري ورئيس الوزراء السابق في تغريدة له على "تويتر"، الذي كرر "لست ضد التطبيع أو ضد فتح علاقة مع (إسرائيل) ولكن لا بد أن تكون العلاقة متكافئة وليست على حساب الحقوق الفلسطينية".


هذا العرس "السفاح" الذي أرادت أمريكا عبره طي صفحة عنتريات حكام العرب الذين كانوا، حتى مؤتمر القمة الأخير الذي عقد في مدينة الظهران شرق السعودية بتاريخ 15 نيسان 2018 ينافقون شعوبهم بزعمهم الحرص على "بطلان وعدم شرعية الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة (لإسرائيل)" وتأكيدهم أن فلسطين تبقى القضية المركزية للأمة العربية. بل وصل الأمر بوزير الخارجية اليمني أن يجلس بجانب نتنياهو رئيس وزراء كيان يهود، ويبادر إلى إعطائه الميكروفون بعد أن تعطل ميكروفون المجرم النتن ليمكنه من إسماع صوته في مراسيم العرس السفاح الذي رتبت له أمريكا رأس الكفر.


في كلمته أمام المؤتمر شنّ مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي هجوما عنيفا على إيران، وقال إن جميع المشاركين في المؤتمر اتفقوا على أن التهديد الأكبر في الشرق الأوسط هو إيران، ووصفها بالراعي الأول (للإرهاب) في المنطقة. أما وزير الخارجية الأمريكي بومبيو فدعا في كلمته إلى ما سماه عهدا جديدا من التعاون في مواجهة التحديات بالشرق الأوسط، وقال إنه ليس بوسع أي دولة أن تبقى على الحياد.


إيران، بدورها، لم تقصّر في نفاقها ومتاجرتها بالقضية الفلسطينية، فهي تقيم "عرسا" خطابيا فارغا من أي مضمون في آخر جمعة من كل رمضان سنويا، بل شدَد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، في مقابلة له مع مجلة Le Point الفرنسية في كانون الأول/ديسمبر 2018، على أن بلاده لم تقل أبدا إنها ستمحو كيان يهود من الخريطة، وتساءل في هذا الصدد قائلا: "متى أعلنا أننا سندمر (إسرائيل)؟ أرني مسؤولا إيرانيا واحدا قال ذلك. لم يقل أحد هذا الأمر".


وبين "يوم القدس" الرمضاني ونفي ظريف عزم إيران على تدمير كيان يهود، لم يبخل حكام طهران بصبّ حمم القتل والتدمير في العراق وسوريا واليمن وصب الزيت على نار فتنة الاقتتال "الشيعي-السني"، والذي تتخذه أمريكا اليوم شماعة لتبرير دعوتها إلى مباركة "العرس السفاح" بين حكام العرب وقادة يهود تحت ستار التصدي للخطر الإيراني؛ فقد قال وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، في مقطع فيديو نشره حساب رئيس وزراء كيان يهود على موقع "يوتيوب"، في جلسة حضرها نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد، ووزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير "لقد نشأنا ونحن نقول إن الخلاف الفلسطيني-(الإسرائيلي) هو أهم قضية، ويجب أن يتم حلها بهذه الطريقة أو تلك، لكن في المراحل الأخيرة رأينا تحديا أكبر، وهو الأخطر في تاريخنا الحديث وهو تهديد الجمهورية الإيرانية". (وكالة الأناضول)


أيها المسلمون:


ها أنتم أصبحتم على بينة من خيانة حكامكم لكم، وتآمرهم ضدكم، ونفاقهم في التودد إلى أعدائكم، ومتاجرتهم بالأرض التي باركها رب العالمين من فوق سبع سماوات ليغطوا عوراتهم يساعدهم في ذلك بعض من لا خلاق لهم ممن يرفعون راية الإسلام، ومسارعتهم في البطش بكل من يدعو للاعتصام بحبل الله وتطبيق شرعه، روى الإمام الترمذي عَنْ حُذيفةَ عن النَّبيِّ e قَالَ: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بالْمَعْرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّه أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجابُ لَكُمْ»، فهبوا يرحمكم الله لإبراء ذمتكم بالإنكار على هؤلاء الحكام الذين خانوا الله ورسوله وخانوكم وخذوا على أيديهم، فلا خير في حياة في معصية الله.


واعلموا أن الله سبحانه وتعالى منجز وعده بتطهير الأرض المباركة فلسطين من دنس يهود، ومعهم عبيدهم من الحكام الخونة ومن يسارع في تبرير خيانتهم من مشايخ السوء ومن الساسة المنافقين... ﴿وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً﴾... ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً﴾.


فاعملوا مع حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ التي ستنسي يهود وساوس الشيطان، هم ومن يمكنهم من إجرامهم من قادة الغرب. وعسى أن يكون قريبا.

 

 

الدكتور عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
المركزي
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0096171724043
www.hizb-ut-tahrir.info
فاكس: 009611307594
E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع