المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 10 من ذي الحجة 1440هـ | رقم الإصدار: 1440هـ / 042 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 11 آب/أغسطس 2019 م |
تهنئةٌ مِنْ حِزبِ التحريرِ في عيدِ الأضحى المبارك
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبر، لا إله إلا الله ... اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبر، وللهِ الحمد
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد سيد الخلق أجمعين وخاتم النبيين وعلى جده أبي الأنبياء إبراهيم وعلى سيدنا إسماعيل النبي المفدي وعلى آل محمد وصحبه أجمعين...
أخرج البيهقي في السنن الكبرى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي e قال: «مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلُ مِنْهُ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لَا يَرْجِعُ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ»
وها قد حل علينا عيد الأضحى المبارك يوم الفرح بما قدم المؤمنون من الطاعات في هذه الأيام العشرة. فهنيئا لمن حج بيت الله الحرام وهنيئا لمن أكثر من الطاعات في هذه الأيام المباركة.
وبهذه المناسبة فإن أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله تعالى يتوجه إلى جميع أبناء الأمة الإسلامية الكريمة مهنئاً بعيد الأضحى المبارك بالكلمة التالية:
[بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد...
إلى الأمة الإسلامية الكريمة، إلى حجيج بيت الله الحرام، إلى حملة الدعوة الكرام، إلى زوار الصفحة المحترمين...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... تقبل الله الطاعات، وجعل الله العيد عليكم حافلاً بالخير والبركات... تقبل الله من الحجيج حجَّهم، وجعله الله حجاً مبرورا، وسعياً مشكوراً، وذنباً مغفوراً... وأن يوفق الله الذين لم يحجوا أن يحجوا العام القادم بخير وعلى خير...
الإخوة الكرام، نكبر الله ونحمده على نعمة الإسلام... ونحمده سبحانه ونكبره على نعمة حمل الدعوة في صفوف حزب التحرير لإقامة الخلافة... نحمده سبحانه ونكبره أنْ بقي هذا الحزب واقفاً رغم كيد الكفار المستعمرين وعملائهم الحكام في بلاد المسلمين... ورغم مكر المنافقين والذين في قلوبهم مرض والمرجفين... نعم نكبر الله: الله أكبر الله أكبر الله أكبر... لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد... إن الخلافة التي يعمل لها الحزب تقض مضاجع الكفار المستعمرين، وترعب عملاءهم الحكام في بلاد المسلمين... وتؤزُّ رؤوس المنافقين، والحاقدين ممن في قلوبهم مرض الذين يركضون وراء الكفار ليحموهم بزعمهم مما يصيبهم ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾.
لقد اشتدت الأزمات أيها الإخوة على الحزب منذ نشوئه، وقد حمل وزرها أناس شتى ممن أعمى الله بصائرهم بكفرهم أو أمات الله قلوبهم بنفاقهم، فتعاونوا على الإثم والعدوان ظناً منهم أنهم يستطيعون الحيلولة دون عودة الخلافة، فكانوا دولاً تصعقهم كلمةُ الحق، وجماعاتٍ وأفراداً تخيفهم كلمةُ الصدق، وكلٌّ من الفريقين يحيط به مكره السيئ وصدق الله العظيم ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾: أما الدول الكافرة المستعمرة الحاقدة على الإسلام وعودة دولته، الحاقدة على الخلافة حقدَ الحروب الصليبية... هذه الدول وعملاؤها بذلوا الوسع في رسم الأساليب الخبيثة وصناعة الوسائل البشعة في ملاحقة العاملين لدولة الخلافة واعتقالِهم وتعذيبهم لدرجة الاستشهاد في سجونهم، مبررين لأنفسهم ذلك بفرية الإرهاب تارة، وبفرية الحزام الناقل للإرهاب تارة أخرى، ثم تفتق ذهنهم مؤخراً عن فرية الإرهاب الإلكتروني! وأن الحزب يملأ صفحات شبابه بآراء وأفكار إرهابية تحرض على العنف، وأصبحوا يلاحقون شباب الحزب في صفحاتهم ويلاحقونهم بالاعتقال والتعذيب بحجة قيامهم بالإرهاب الإلكتروني! وكلُّ ذي عينين يرى صفحات شباب الحزب تشع بصدق الكلمة وبيان الحقيقة في حين إن صفحات أولئك الأقوام تطفح بالغش والخداع والكذب والافتراء؟ قاتلهم الله أنى يؤفكون...
وأما الذين في قلوبهم مرض، والمنافقون والمرجفون... فقد بدأت مخالفاتهم وافتراءاتهم من قبلُ وليس منذ اليوم، ولكن انتقادهم في البداية وافتراءهم كان مُركَّزاً ضد القيادة والمسئولين مع الخداع بإظهار الثقة بفكرة الحزب وطريقته... هكذا كانوا يُظهرون ويخفون هدفهم الأساس وهو هزُّ كيان الحزب وليس هزَّ القيادة فحسب... ولكنهم في السنوات الأخيرة بدأوا الهجوم على بنية الحزب فكرةً وطريقة، فأصبحوا يركزون الهجوم على التبني والنصرة وقيادة الأمة والمحاسبة والشهرية...إلخ، وهكذا فضحوا أنفسهم قبل أن يفضحهم غيرهم! فالهدف الذي كانوا يخفونه، وهو هزُّ كيان الحزب في فكرته وطريقته قد ظهر وبان لكل من كانت له عينان... وبقي الحزب قائماً مكيناً طيباً ﴿كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾ فالحمد لله رب العالمين.
الإخوة الكرام، إن الدول الكافرة المستعمرة وعملاءها لن يقعدوا بل إنهم سيستمرون في صناعة الأساليب الخبيثة الواحدِ تلو الآخر لأن الحيلولة دون نجاح الحزب في إقامة الخلافة هي قضيةٌ مصيرية عندهم تماماً كما أن إقامةَ الخلافة هي قضيةٌ مصيرية عند الحزب وكل المؤمنين، فأعداء الإسلام لن يتخلوا عن كيدهم للحزب والخلافة، ولن يقعدوا عن مكرهم، ومع أن إمكانياتهم الدنيوية فوق إمكانياتنا إلا أن هناك حقائق أربعاً تطمئن بها قلوبنا، وتشتد بها عزائمنا، فلا تهزُّنا بإذن الله محن ولا تضعفنا فتن، بل تزيدنا قوة فوق قوة، ويرتد كيد تلك الأقوام في نحرهم ويقتلهم مكرهم ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾ ومن ثم يستمر الحزب قائماً يصدع بالحق لا يخشى في الله لومة لائم حتى يقيم الخلافة بإذن الله وأنف أولئك الأقوام راغمٌ...
أما هذه الحقائق الأربع فهي:
الأولى: أن الشدة تؤذِن بالفرج، وهذه في محكم آيات الله في أكثر من موضع ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾، وتؤكدها سيرة رسول الله e فقد اقترب النصر مع شدة الأزمة... جاء في سيرة ابن هشام: (قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: ثُمّ إنّ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ وَأَبَا طَالِبٍ هَلَكَا فِي عَامٍ وَاحِدٍ فَتَتَابَعَتْ عَلَى رَسُولِ اللّهِ e الْمَصَائِبُ... وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين... قالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ إظْهَارَ دِينِهِ وَإِعْزَازَ نَبِيّهِ e وَإِنْجَازَ مَوْعِدِهِ... لَقِيَ رَهْطاً مِنْ الْخَزْرَجِ... فَدَعَاهُمْ إلَى اللّهِ عَزّ وَجَلّ... فَأَجَابُوهُ وَقَبِلُوا مِنْهُ...) وفي الموسم التالي كانت بيعة العقبة الأولى ثم الثانية فالهجرة وإقامة الدولة... وهكذا فإن الشدة على المؤمنين العاملين تؤذن بالفرج والنصر بإذن الله القوي العزيز الحكيم...
والحقيقة الثانية: أن الله وعد بالاستخلاف ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ والرسول e بشر به بعد هذا الملك الجبري الذي نحن فيه: أخرج أحمد وأبو داود عن حذيفة قال e: «...ثُمَّ تَكُونُ جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، ثُمَّ سَكَتَ...
والحقيقة الثالثة: أن وعد الله بالاستخلاف وبشرى رسوله بعودة الخلافة مسطور في قدر الله، في علمه سبحانه في اللوح المحفوظ، مسطور في موعد محدد عند الله العزيز الحكيم لا يتخلف، وكل يوم يمرّ يقربنا من ذلك الموعد، ولا يبعدنا، ومن ثم تبقى أنفسنا معلقةً به مستبشرة.
والحقيقة الرابعة: أن الله لا ينزل ملائكة من السماء تقيم لنا خلافة، بل سنة الله في خلقه أن يكرم الله من أهل الأرض من يستحق شرف إقامتها على يديه بجده واجتهاده وإحسان عمله لها وإتقانه... وإن حزبَ التحرير العاملَ لها لهو بإذن الله أحقُّ بها وأهلُها، ونسأل الله سبحانه أن يكرمنا بالنصر والفتح، فنكونَ من جند الخلافة وشهودها، ومن ثم تختلط تكبيراتنا في أعيادنا مع تكبيرات الجند الفاتحين في معارك النصر المبين ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ﴾، الله أكبر الله أكبر ألله أكبر... لا إله إلا الله... الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
في ليلة العاشر من ذي الحجة 1440هـ عطاء بن خليل أبو الرشتة
الموافق 2019/08/11م أمير حزب التحرير
] انتهت كلمة أمير الحزب حفظه الله.
كما ويَسُرُّني أن أنقلَ تهنئتي وتهنئةَ رئيسِ المكتبِ الإعلاميِّ المركزيِّ لحزبِ التحريرِ وجميعِ العامِلينَ فيهِ إلى أميرِ حزبِ التحريرِ العالمِ الجليلِ عطاء بنِ خليل أبو الرشتة وإلى جميعِ المسلمينَ بهذا العيد المبارك.
أيها المسلمون:
إن هذا العيد قد سمي بعيد الأضحى تذكيرا لنا حين نفذ سيدنا إبراهيم أمر الله عز وجل بأن يضحي بابنه التقي النقي إسماعيل عليهما السلام، فلما صدقا الرؤيا أثنى الله على ثباتهما وافتدى سيدنا إسماعيل بذبح عظيم.
إن عنوان التضحية هذا هو في واقعه عنوان للحياة الدنيا، بأنها دار زائلة سيكون من بعدها دار خلد. فالحياة الدنيا فرصة سانحة للتضحية بالنعيم الزائل من أجل الفوز بالنعيم المخلد.
وإن الأمة الإسلامية أجيال متعاقبة، ولكل جيل زمن ولكل زمن قضية تعد هي القضية الأولى التي يجب على جميع الأمة أن تضحي من أجلها. فكانت قضية جيل الأمة زمن صلاح الدين الأيوبي هي طرد الصليبيين من بلاد الشام، وكانت قضية جيل الأمة زمن قطز هي إجلاء المغول عن بلاد المسلمين، وكانت قضية جيل الأمة زمن محمد الفاتح هي فتح القسطنطينية...
ولكن لقد كان لصلاح الدين وقطز ومحمد الفاتح دولة إسلامية يعتمدون عليها في تنظيم صفوف الأمة وجمع طاقاتها ليقوموا بما قاموا به، أما جيلنا في هذا الزمن فلا دولة له لينطلق بها إلى العالم؛ فلذلك أصبحت قضية هذا الجيل من الأمة الإسلامية - جيلنا نحن - هي إعادة الدولة الإسلامية، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
إن عودة الخلافة ستفتح للأمة باب التاريخ من جديد كما فتح في كل مرة للأجيال التي سبقتنا. فرصة كي تعود الأمة الإسلامية لممارسة دورها في العالم بأن تكون خير أمة أخرجت للناس، تحمل النور والخير لشعوب الدنيا فتعمل معهم لعمارة الأرض لتكون في أجمل أحوالها كما يرضى ربها، عمارة تقوم على نهضة حقيقية تحفظ ثروات المسلمين وتصون عفة الشباب وتزيل غمامة الفساد التي باتت تلف الأرض كلها.
أيها المسلمون:
إلى من لا يزال مترددا أو منشغلا من جماهير الأمة عن العمل لإعادة الحكم بالإسلام، وإلى أصحاب القوة والمنعة وأصحاب السطوة والشوكة، في عيدكم هذا نذكركم أن العمر فرصة زائلة، وإنه لا فرصة بعد هذه الفرصة. فاستغلوا عمركم فيما يرضي ربكم، استغلوا عمركم في قضية الأمة الأولى، قضية إقامة الدولة الإسلامية، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
أيها المسلمون:
إن حزب التحرير بشبابه وعلمائه وخبرائه يمدون لكم أيديهم، لتعملوا معهم لإعادة الحكم بالإسلام ولبناء الدولة الإسلامية من جديد.
ندعو كافة المسلمين لمطالبة أهل القوة والمنعة بأن يعيدوا السيادة لشرع الله
ندعو أهل القوة والمنعة لتغيير الأوضاع الباطلة
ندعوكم جميعا لاقتناص الفرصة السانحة
ندعوكم لإقامة الخلافة الثانية على منهاج النبوة...
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر
عيدكم مبارك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المهندس صلاح الدين عضاضة
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.hizb-ut-tahrir.info |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info |