الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
المركزي

التاريخ الهجري    12 من رجب 1445هـ رقم الإصدار: 1445هـ / 022
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 24 كانون الثاني/يناير 2024 م

 

بيان صحفي

 

حكومة ريشي سوناك تحظر حزب التحرير وتفتري عليه الزور والكذب

مُشهرةً سيف "معاداة السامية" في وجه من يعارض المجزرة التي يرتكبها كيان يهود في غزة

 

قامت الحكومة البريطانية يوم الخميس الماضي 2024/01/18م بطرح طلب حظر حزب التحرير للتصويت في البرلمان، حيث تمت الموافقة على الحظر من قبل بضعة أعضاء كانوا حاضرين في الجلسة. وذلك بعد أن قاموا بما سمي زورا أنه مناقشة للقرار المطروح، بينما هو في حقيقته مجموعة من الخطابات السياسية لخداع الرأي العام، من أجل إعطاء الرخصة لكيان يهود لكي يستمر في مجازره اليومية بحق أهل فلسطين، ولإشهار سيف "معاداة السامية" في وجه الرأي العام كي لا يتظاهر أو يطالب بمقاومة الاحتلال.

 

هكذا بكل بساطة يتم حظر الحزب بعد أن عمل في بريطانيا بشكل مفتوح طوال أربعة عقود، حيث لم يُسجل بحقه طوال هذه المدة أنه قام بأي عمل مادي في بريطانيا أو أي مكان في العالم، ولم يستطع المغرضون أن يثبتوا أكاذيبهم وافتراءاتهم بأن حزب التحرير له علاقة بالإرهاب. واليوم تأتي حكومة ريشي سوناك بحجة تعيسة بأن الحزب منظمة إرهابية بسبب موقفه من حرب غزة!

 

لم يستطع وزير ريشي سوناك للأمن أن يعرض في الجلسة أدلة حقيقية على وجود أعمال إرهابية، وإنما الذي قاله هو أن الحزب دعا جيوش المسلمين للنهوض والتحرك وقتال جيش كيان يهود. أما باقي "أدلته"، فما هي إلا الأسطوانة المكسورة ذاتها للوبي الصهيوني في المملكة المتحدة، والذين زودوه بتقارير تتكلم عن مخاوف يهود بريطانيا من المظاهرات المؤيدة لفلسطين! هذه هي "أدلته"، أما باقي كلامه فخطاب سياسي يحمل افتراءات كاذبة ومغالطات عن معاداة الحزب للسامية، وإعادة سرد للأحداث كما لقّنه إياها كيان يهود. فالتاريخ عندهم بدأ صباح 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وكأن الصراع مع الاحتلال على أرض فلسطين لم يكن موجودا قبل ذلك اليوم! كما أنهم كرروا مزاعم إعلام كيان يهود حول قتل الأطفال واغتصاب النساء، بينما تؤكد التقارير والشهادات المصورة لاعترافات جنود الاحتلال والمستوطنين بأن الأوامر أعطيت لهم بقصف المستوطنات بجميع من فيها. كما أن شرطة الاحتلال عجزت عن إيجاد ضحايا الاغتصاب المزعوم. ويكفي أن نذكِّر بالفضيحة التي وقع فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن حين نقل كذبة كيان يهود عن قطع رؤوس الأطفال، ثم تبين أنهم كذبوا عليه وعلى العالم.

 

وتبرز جرأة وزير ريشي سوناك للأمن في تضليل الرأي العام عندما تغاضى عن تصاريح وأفعال سياسيي كيان يهود التي نقلها الإعلام العالمي ونشرتها الصحف والتي تستوجب بحق الحظر والعقوبة، ومنها:

 

  •          ·        تصريح بنيامين نتنياهو الذي قال: "سنحول غزة إلى جزيرة مهجورة".
  •          ·        كذلك استشهاد نتنياهو برواية يهودية تقول: "فالآن اذهب ودمر كل ما لهم ولا تترك رجلا أو امرأة أو طفلا أو رضيعا، أو بقرا أو غنما أو جمالا أو حميرا".
  •          ·        تصريح وزير التراث عميحاي إلياهو بإلقاء قنبلة نووية على غزة.
  •          ·        تصريح وزير المال بتسلئيل سموتريتش الذي دعا إلى ترحيل أهل غزة.
  •          ·        تصريح وزير الأمن القومي في كيان يهود إيتمار بن غفير بأن الشيء الوحيد الذي سيدخل غزة هو مئات أطنان المتفجرات التي سترميها القوات الجوية.
  •          ·        تصريح وزير الدفاع يوآف غالانت الذي قال: "نحن نحارب الحيوانات في غزة".
  •          ·        تصريح الناطق باسم جيش كيان يهود دانييل هاغاري بأن التركيز هو على الدمار وليس الدقة.
  •          ·        تصريح رئيس الكيان إسحاق هرتسوغ بأن الكلام عن عدم مسؤولية المدنيين ليس أمرا صوابا.
  •          ·        تصريح عضو الكنيست ميراف بن آري بأن "أطفال غزة هم الذين جلبوا هذا على أنفسهم".
  •          ·        تصريح سفير كيان يهود السابق إلى الأمم المتحدة دان غيليرمان بأن أهل فلسطين حيوانات فظيعة غير إنسانية.
  •          ·        تصريح الباحث والإعلامي الشهير مردخاي كادار بأن تشبيه الفلسطينيين للحيوانات هو إهانة للحيوانات.

 

عدا عن كلام الصحافيين والإعلاميين والباحثين الصهاينة الذين تستضيفهم القنوات التابعة لكيان يهود، والذين يحرضون على تدمير غزة بالكامل.

 

فلعل طموح وزير الأمن بأن يكون هو رئيسا للوزراء بدلا من سوناك (كما صرح مرارا) جعله يتعامى عن هذه التصريحات لسياسيي كيان يهود، بل ويتحمس لتقديم حظر حزب التحرير قربانا للوبي الصهيوني الذي يبدو أنه بات يسرح ويمرح في أروقة قصر وستمنستر، فلعله يلقى حظوتهم في المرة القادمة.

 

أما باقي المتكلمين من الذين حضروا الجلسة، فلم يَعْدُ كلامهم عن كونه غزلاً سياسياً فيما بينهم، حيث إنهم لم يتحدوا أي من ادعاءات وزير الأمن، بل زايدوا على كذبه بكذب أكبر، كقول بعضهم إن حزب التحرير يتلقى الدعم من إيران! وقولهم بأن قتل اليهود وإبادتهم هي أولوية الحزب! بالإضافة إلى إنكارهم بأن الحزب ينقل صوت معاناة أهل فلسطين إلى المسلمين في بريطانيا! ولم يتردد المتكلمون في التعبير عن امتعاضهم من رؤية المظاهرات الداعمة لأهل فلسطين، ولم يستحيوا من وصفوها بـ"الدنيئة" ووصف من يحضرها بأنهم "أسوأ أجزاء المجتمع"، وكرروا البروباغاندا الصهيونية عنها بأنها مظاهرات كراهية ومعاداة للسامية، بينما هي في حقيقتها مظاهرات ضد كيان يهود المحتل لفلسطين، وهو ما بينه حزب التحرير في بريطانيا بشكل صريح في بياناته السابقة. ولكن تحيز المتكلمين لكيان يهود أوضح من الشمس. بل إن منهم من صرح بأنهم شاركوا في مظاهرات "ضد معاداة السامية"، والتي في حقيقتها مظاهرات منحازة لكيان يهود وداعمة له، حيث رفعت أعلام كيان يهود من أولها لآخرها، وكانت شعارات وتعليقات وآراء من حضرها هي بشكل كبير عن الحرب الجارية في فلسطين، كما كان واضحا في المقابلات التي نقلت من داخل المظاهرات.

 

هذه هي سياسة الكيل بمكيالين، فحين قصف جيش كيان يهود المستشفى المعمداني في غزة وقتل فيه أكثر من 500 ضحية كانوا في فناء المستشفى، شكك ريشي سوناك بمصدر الصاروخ الذي أصاب المستشفى، وذلك لأن كيان يهود أراد أن يتنصل من مسؤولية القصف. ولكن حين قصف جيش كيان يهود بعد ذلك باقي مستشفيات غزة ومدارسها ومخابزها ومساجدها وكنائسها، وقصف النازحين وهم يتنقلون بين مدنها، وقطع عنهم الماء والكهرباء ولم يتردد في تبني جميع هذه الأعمال وتبريرها، لم يعد ريشي سوناك يرى أن هذه الفظائع تستحق الوقوف عندها!

 

يبدو أن سياسيي الحكومة البريطانية الحالية صهاينة حتى النخاع. فحتى "مفوض الحكومة لمكافحة التطرف" الذي شكره وزير الأمن لما قدمه من نصائح حول حظر الحزب، منحاز ضد الإسلاميين بشكل مفضوح. فلقد تم اختياره لهذا المنصب بدقة، حيث إن تاريخه حافل بالعمل في مؤسسات حاقدة على الإسلاميين بشكل فاقع، مثل تلك المرتبطة بشكل وثيق بالرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب. فالمسلمون لم ينسوا حظر السفر سيئ الذكر الذي فرضه ترامب على المسلمين القادمين إلى أمريكا. بالإضافة إلى مراكز أبحاث أخرى تنقل بينها مفوض الحكومة قبل أن يتسلم منصبه، وهي مؤسسات غارقة من رأسها إلى أخمص قدميها في التحريض على أفكار الإسلام وعلى المهاجرين المسلمين وعلى الإسلاميين. بل إن حقد مفوض الحكومة هذا وصل إلى درجة أنه يعتبر مصطلح "إسلامي" مرادفا لعبارة "تطرف"، كما صرح في أحد مقالاته في مؤسسة هيريتيج. فكيف تعطى مسؤولية هكذا منصب لشخص مسيَّس ومنحاز ضد الإسلام والمسلمين بهذا الشكل؟!

 

هذه هي حكومة ريشي سوناك وسياسيوها الذين قرروا حظر حزب التحرير؛ يحملون حقدا دفينا، وهم أدوات لأجندة صهيونية، تريد من المسلمين في بريطانيا أن يقفوا متفرجين على قتل وتجويع إخوانهم في غزة وأن لا يغضبوا لذلك ولا أن يطالبوا جيوش المسلمين أن تتحرك لنصرتهم. فحكومة ريشي سوناك تريد من المسلمين ليس فقط أن يتجردوا من مشاعر الإسلام، بل هي تريدهم أن يتجردوا من المشاعر كليا كي لا يبقى لهم من إنسانيتهم شيئا!

 

من الواضح أن حكومة ريشي سوناك تلبس رداء حزب المحافظين، بينما هي في حقيقتها مجموعة يمينية متطرفة على غرار المحافظين الجدد الذين استلموا الحكم في أمريكا عام 2001 وأعلنوا حملة (الحرب على الإرهاب) سيئة الذكر والتي قتل بسببها ملايين المسلمين. ولنتذكر أن من أهم عناصر تلك الحملة كانت سياسة إخافة المسلمين في الغرب من أن يعترضوا على قتل أمريكا وحلفائها لإخوانهم في بلاد المسلمين. وهذه هي نظرة حكومة ريشي سوناك للمسلمين في بريطانيا اليوم، فهي تريد منهم أن يتفرجوا على قتل الأطفال والنساء من إخوانهم في فلسطين ويسكتوا ولا يفعلوا شيئا! إنها تريد أن تجعل المسلمين في بريطانيا أجسادا تمشي لا أرواح فيها، مستعملين المنطق نفسه الذي عبر عنه جورج بوش الابن حين قال للعالم "إنكم إما معنا أو مع الإرهابيين"، فأصبح بذلك كل مسلم بالنسبة لهم إرهابيا إلى أن يقول ما يقولون!

 

لقد عجزت حكومة ريشي سوناك عن أن تواجه الحجة بالحجة، وأن تقدم الدلائل على افتراءاتها، ولذلك هي ستفشل أمام الرأي العام. فهي قد أدخلت المجتمع، في مرحلة القمع الفكري، وأطلقت العنان من حيث لا تدري لمؤسسات الدولة لأن تتصرف مع المجتمع على هذا الأساس. فمثل هذه الأفعال الفاقعة في التناقض والفساد، تفتّ في معنويات المجتمعات، وتقتل حيويتها. فالجميع يرى المجزرة الحاصلة بحق أهل فلسطين، والجميع يرى أن ما فعلته الحكومة هو محاولة إسكات الحزب عن كشف الجريمة، ورهبت المسلمين من التفكير الجماعي، فلسان حال حكومة سوناك يقول: "ممنوع عليكم يا مسلمين أن تفكروا في كل الحلول"! والجميع يعلم أن أعمال الحزب طوال العقود الأربعة الماضية كانت أعمالا فكرية سياسية لا علاقة لها بالإرهاب، وبالتالي سيكون هذا الحظر إيذانا بدخول مرحلة ضرب الرأي العام حين يخالف السلطة.

 

إن دعوة حزب التحرير واضحة وبسيطة؛ نهضة الأمة الإسلامية، ووحدتها، وعودة خلافتها كما كانت زمن الصحابة، قولا وفعلا، وهذا قد أصبح ركنا ركينا في قلب كل مسلم يحب الإسلام ويغار عليه، ولهذا فإن دعوة حزب التحرير ستبقى بحول الله صامدة، ناصعة نقية تشق طريقها إلى هدفها والله ومن وراء القصد.

 

فصبرا يا أهلنا في بريطانيا، كونوا مع الله سبحانه، فهو حسبكم وهو ناصركم، وتذكروا أن تكون أعمالكم خالصة لوجهه سبحانه. والله قد وعد المسلمين بالتمكين من جديد كما بشرنا على لسان نبيه ﷺ ولن يخلف الله وعده، فاستبشروا خيرا. ولقد ذكر لنا في القرآن الكريم عن تبدل أحوال الدول والأمم، وذكرنا بأن الأمر له كله من قبل ومن بعد صعود الدول وهبوطها.

 

قال تعالى: ﴿الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾.

 

المهندس صلاح الدين عضاضة

مدير المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
المركزي
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0096171724043
www.hizb-ut-tahrir.info
فاكس: 009611307594
E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع