المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 6 من ربيع الاول 1446هـ | رقم الإصدار: 1446هـ / 019 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 09 أيلول/سبتمبر 2024 م |
بيان صحفي
الواجب هو تكثيف الجهود لإنهاء الاحتلال وليس لوقف انتهاكاته!
ما زال وزراء حكومات البلاد الإسلامية الممتدة من إندونيسيا شرقا وحتى المغرب يتداولون تكثيف الجهود لوقف انتهاكات كيان يهود بحق أهلنا في فلسطين سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة. ويجتمع لذلك رؤساء الوزراء مرة ووزراء الخارجية مرة أخرى ويتصل الرؤساء والوزراء بعضهم ببعض مطالبين مرة ومنددين أخرى ومستنكرين أحيانا، وربما تجاوز أحدهم الحد المرسوم له في الاستنكار ليصل إلى التهديد بقطع العلاقات التجارية كما صرح بذلك مسؤولون أتراك. وربما سمح بعضهم بالمسيرات والتظاهرات الشعبية المطالبة بوقف العدوان، وتغض النظر عن مطالب إنهاء الاحتلال لعلمها أن هذه المطالب لن تتحقق في ظل هذه المنظومة السياسية الهزيلة التي لا تملك قرارها حيث إنها مسلوبة الإرادة...
وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان يتواصل مع نظرائه في تركيا ومصر والأردن والبحرين وغامبيا ويبحث مستجدات القضية الفلسطينية ووقف إطلاق النار في قطاع غزة ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، وذلك في إطار جهود البلاد الإسلامية الهادفة إلى استعادة الحقوق المشروعة لـ"دولة فلسطين" وشعبها "الشقيق" وتعزيز العمل العربي والإسلامي المشترك بما يحقق الوقف الفوري لجميع انتهاكات كيان يهود الجسيمة. وأجرى ولي عهد آل سعود ابن سلمان اتصالين هاتفيين مع الرئيس التركي والرئيس المصري وبحث معهما ضرورة تكثيف الجهود لوقف الاعتداءات والانتهاكات والتصعيد في غزة والضفة الغربية.
وقبل هذا وذاك شهدنا قرارات مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد بشكل استثنائي في 2023/10/18 والذي ترأسه فيصل بن فرحان أيضا ولم تتجاوز قراراته، كما جاء في البيان الختامي، تأكيد مركزية القضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني والدعوة لإقامة دولة فلسطين على أسس "الشرعية الدولية" وطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياته لوقف جرائم الحرب والانتهاكات... إلخ
وفي 2024/05/16 اختتمت القمة العربية في البحرين بالقرارات نفسها، ومن أبرزها:
- دعا إلى "وقف العدوان (الإسرائيلي) على غزة فوراً وخروج قوات الاحتلال (الإسرائيلي) من جميع مناطق القطاع".
- واقترح الإعلان "نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
- رفض أي "محاولات للتهجير القسري للشعب الفلسطيني".
- وأدان امتداد العمليات (الإسرائيلية) لمدينة رفح الجنوبية وسيطرتها على معبر رفح.
- أدان الهجمات على "قوافل المساعدات الأردنية ومطالبة بتحقيق دولي ضد هذه الاعتداءات".
- دعا كافة الأطراف إلى ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها أخطار الحرب وزيادة حدة التوتر.
- دعا مجلس الأمن الدولي إلى إعادة النظر في قراره الصادر بشأن الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية في جلسته بتاريخ 18 نيسان/أبريل 2024.
فكما شهدوا على أنفسهم فإن الغاية القصوى التي يسعى لها هؤلاء مجتمعين ومتفرقين هي الحل السياسي الذي تريده أمريكا وطرحته منذ عقود كحل نهائي للقضية الفلسطينية ألا وهو حل الدولتين، ويطالبون فوق ذلك بنشر قوات دولية في الضفة الغربية، ولا يخطر ببالهم أن ينهوا الاحتلال أو يحرروا فلسطين!
بل على العكس من ذلك، حيث إنهم في الوقت الذي يدعون فيه لهذه الإجراءات ويستنكرون الاعتداءات لا يزالون يحافظون على العلاقات الدبلوماسية والتجارية، بل ويفتحون الحدود للدعم غير المسبوق لهذا الكيان في حربه وعدوانه، ويساهمون بشكل مباشر في جرائم الحرب التي يرتكبها بدعم من أمريكا ودول الغرب بالسلاح والرجال. وهذا ما كشفت عنه التحقيقات الصحفية مثل الجسر البري من الإمارات مرورا بالجزيرة العربية والأردن إلى الكيان مباشرة وبحراسات مشددة وحماية الشاحنات وضمان عدم التعرض لها أو تأثرها بالحراك الشعبي الذي يرفض هذه الخيانة الصريحة.
وكذلك الحال مع تركيا التي ما زالت صادراتها تتزايد منذ إغلاق ممر باب المندب وتضييق عبور السفن المحملة بالبضائع والوقود والسلاح للكيان. فقد نقل موقع ميدل إيست آي البريطاني، بيانات مجموعة من الشركات التركية التي تواصل التصدير إلى كيان يهود عبر الجمارك الفلسطينية، وسجلت جمعية المصدرين الأتراك زيادة هائلة في الصادرات إلى فلسطين بنسبة 423 بالمئة في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024، حيث قفزت من 77 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي إلى 403 ملايين دولار هذا العام. وذكر التقرير أن شهر آب/أغسطس كان جديراً بالملاحظة بشكل خاص، حيث ارتفعت الصادرات التركية إلى فلسطين خلال ذلك الشهر بنسبة 1156%، حيث ارتفعت من 10 ملايين دولار في العام الماضي إلى 127 مليون دولار.
الأمثلة على خيانة هؤلاء الحكام أكثر من أن تحصى وأبرز من أن تشرح، ونحن على يقين أن الأمة الإسلامية كافة تتبرأ من هذه الخيانات، وتدرك أن تصريحاتهم بالاستنكار والتنديد مخادعة، وأن هذه التي يسمونها بالجهود المكثفة كاذبة، وأن اجتماعاتهم على كافة المستويات فاشلة، والأمة تدرك أن وجودهم في سدة الحكم أصبح مسألة وقت حيث لا سند لهم من الشعوب، لولا بقية من وهن ما زالت تقيد أصحاب القوة والمنعة من الجيوش أو النواب والسياسيين المخلصين الذين لا شك أنه سيكون لهم شأن في التغيير المنشود والنصرة للمستضعفين في فلسطين وغير فلسطين، ولا يكون هذا إلا على أنقاض هذه الكيانات الهزيلة العميلة التي تأتمر بأمر أمريكا أو بريطانيا وتخشى انتفاضة الشعوب وانقلابها عليها بعد أن انكشفت عمالتها وبان عوارها وضعفها وهو ما لم يعد يخفى على أحد.
ونحن في حزب التحرير لن نكل ولن نمل في استنهاض الأمة ووضعها على الطريق الصحيح وطلب النصرة من أهل القوة والمنعة ليمكنوا الأمة من استعادة سلطانها وبيعة خليفة راشد يحكمها بكتاب الله وسنة رسوله فتتمكن من التخلص من هذه الأنظمة العميلة وكنس المنظومة الدولية المتآمرة وإنهاء الظلم والعدوان على المستضعفين في الأرض.
﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً﴾
المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.hizb-ut-tahrir.info |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info |