بيان صحفي

أطفال العراق يدفعون الثمن باهظًا في حروب المستعمرين... فهل من مغيث؟!

كشف تقرير أصدرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تحت عنوان "ثمن باهظ للأطفال" أن أكثر من ثلاثة ملايين طفل في العراق معرضون لأخطار الموت والإصابة والعنف الجنسي والاختطاف والتجنيد القسري في صفوف الجماعات المسلحة. كما يوضح التقرير أن ثلث أطفال العراق باتوا بحاجة إلى معونات إنسانية فيما تواجه الأسر ظروفاً معيشية متدهورة نتيجة العمليات العسكرية الجارية حول الفلوجة وقرب الموصل.

ويكشف التقرير عن معدلات مروعة لحالات اختطاف أطفال دون سن "الثامنة عشرة" بلغت 1496 طفلا خلال العامين ونصف الماضيين. ووفقا للتقرير أيضا يرغم العديد من هؤلاء الأطفال على الانضمام إلى القتال أو يتعرضون للاعتداء الجنسي. ويظهر التقرير أن أكثر من 1.5 مليون طفل (أي ما يقارب 10% من الأطفال) أجبروا على الفرار من مساكنهم نتيجة العنف منذ بداية عام 2014. ويوضح التقرير أن هناك مدرسة واحدة من بين كل خمس مدارس لم تعد صالحة للاستخدام بسبب النزاع، وهو ما يعني وجود ما يقارب 3.5 مليون طفل لم يتمكنوا من الاستمرار في التعليم.

إن هذه الأرقام تعكس حقيقة الحرب الدائرة في العراق، وتكشف زيف شعاراتها الخداعة من (محاربة الإرهاب) ونشر "الديمقراطية والحريات"، فهي حرب هدفها تحقيق مكاسب ومصالح استعمارية للدول الكبرى، ومنع عودة الإسلام مطبقاً من خلال دولة الخلافة على منهاج النبوة. وها هم أطفال العراق يدفعون الثمن باهظًا لجشع هذه الدول (وخاصة أمريكا) التي احتلت بلادهم عام 2003 وتركتهم يعانون مع ذويهم من آثار هذا الاحتلال حتى يومنا هذا، ومن ثم عادت وجددت حربها على العراق عام 2014 تحت ذريعة "محاربة تنظيم الدولة" فكانت هذه الأرقام المفزعة التي تتحدث عن معاناة الأطفال في ظل هذه الحرب.

لقد دفع أطفال العراق وخاصة في الفلوجة ثمنًا باهظًا لهذا الصراع والتنافس الاستعماري، ووقعوا ضحايا لمخططات أمريكا المجرمة ومحاولاتها تقسيم العراق وبث روح العداء بين أهله باللعب على وتر الطائفية والمذهبية، فبحسب إحصائيات نشرتها اليونيسف في شهر حزيران الماضي فإنّ ما لا يقلّ عن 20 ألف طفل ما زالوا محاصرين داخل الفلّوجة، ويعانون مع أسرهم من ظروف إنسانية صعبة، حيث الجوع ونقص الدواء والمساعدات الإنسانية وانتشار الأمراض المعدية، وتشير التقارير إلى أن العديد من الأطفال قد أجبروا على الانفصال عن أسرهم نتيجة الحصار، هذا عدا النزوح والمخاطر التي تواجههم في رحلتهم.

فما أشبه معاناة أطفال العراق بمعاناة إخوانهم في الشام، بل ما أشبهها بمعاناة أطفال المسلمين في كل بقاع المعمورة، حيث تكاد تكون فصول معاناتهم واحدة، في ظل غياب الراعي والحامي، وتآمر الحكام وخيانتهم، ونفاق المجتمع الدولي ومؤسساته، حيث يقتلون القتيل ومن ثم يسيرون في جنازته، ويشعلون الحروب خدمة لمصالحهم فيكتوي بنارها الأبرياء، بينما تكتفي منظماتهم بإحصاء الضحايا، والنَّدْبِ عليهم.

أيها المسلمون:

لقد آن الأوان للقضاء على الأنظمة العميلة المجرمة في بلاد المسلمين، التي جعلت البلاد نهبًا للمستعمرين، لقد آن الأوان لقطع أيدي الدول الغربية عن بلادكم، وذلك بالعمل مع حزب التحرير لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

أيتها الجيوش في بلاد المسلمين:

إن أطفال العراق، وكل أطفال المسلمين يستصرخونكم لتخلصوهم من حياة المعاناة والشقاء التي يحيونها، فأنتم أمل الخلاص بالنسبة لهم وللأمة جمعاء فهل أنتم ملبون؟!

القسم النسائي

في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير