المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 4 من رمــضان المبارك 1440هـ | رقم الإصدار: 1440هـ / 032 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 09 أيار/مايو 2019 م |
بيان صحفي
الإبادة الجماعية بحق أطفال اليمن تستمر، فيما يلعب قتلتهم دور صانعي السلام!
(مترجم)
في 26 نيسان/أبريل، نشرت الأمم المتحدة تقريراً ذكرت فيه أنه من المتوقع أن يتجاوز عدد القتلى في اليمن بسبب النزاع المستمر 230 ألف شخص بحلول نهاية عام 2019. كما ذكرت الدراسة، التي كانت بعنوان "تقييم تأثير الحرب على التنمية في اليمن" أن 131 ألف يمني في عداد الموتى بسبب الآثار الجانبية للحرب بين عامي 2015 و2019، كالجوع والمرض ونقص العيادات الصحية. ووفقاً للأمم المتحدة، فإنه بحلول نهاية العام، سيكون القتال قد أودى بحياة 102 ألف شخص. كما وصف جوناثان موير، معد التقرير الرئيسي، الحرب في اليمن بأنها "واحدة من أكثر النزاعات الداخلية تأثيراً منذ نهاية الحرب الباردة". وذكر أيضاً أن الغالبية العظمى من ضحايا الصراع اليمني كانوا أطفالاً دون سن الخامسة. ويموت طفل واحد من الحرب وآثارها الجانبية كل 12 دقيقة. وتقدر مجموعات الإغاثة أن ما يصل إلى 85 ألف طفل يموتون جوعاً منذ عام 2015 وأن ملايين آخرين على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
إن هذه الحرب الأنجلو-أمريكية هي حرب في ظل الصراع الاستعماري على اليمن حيث يخوضها بالوكالة عملاء مجرمون إقليميون ومحليون لتأمين مصالحهم الأنانية في البلاد والهيمنة على مواردها، هذه الحرب قد دمرت الكثير من البنية التحتية وجلبت الهلاك والمجاعة والشقاء لأهل اليمن وهي تمحو ببطء الجيل التالي من سكان اليمن. إن أطفال اليمن هم ضحايا جشع هذه الدول الرأسمالية القذرة عديمة الإنسانية التي لا تولي أي اعتبار للتأثير الإنساني الكارثي للألعاب السياسية التي تمارسها على الأراضي، والأمم الأجنبية على استعداد حتى لدفع الجميع إلى حافة المجاعة إذا ما كان ذلك يخدم مصالحهم. فقد قدمت أمريكا مليارات الدولارات من الأسلحة للتحالف الذي تقوده السعودية منذ بداية الحرب، بالإضافة إلى التزود بالوقود الجوي للطائرات والاستطلاع والمعلومات الاستخبارية. وباعت بريطانيا أيضا ما يقرب من 5 مليارات دولار من الأسلحة إلى السعودية منذ عام 2015، بما في ذلك الطائرات المقاتلة وطائرات دون طيار وصواريخ. إن الأمم المتحدة تعمل في اليمن لإطالة الحرب والتكسب والمتاجرة بأقوات الشعب الجائع وهي التي تصيح ليل نهار بأنه أصبح على حافة مجاعة كارثية، وذلك لتستجلب الدعم والمنح تحت يافطة معاناته، بينما هي تسرق المساعدات التي تجمعها في مؤتمرات المانحين وتعطيها لمنظماتها الأممية وغيرها من المنظمات المحلية الخبيثة التي تحقق أجندات أمريكا في اليمن، حيث تذهب معظم تلك الأموال لتجنيد موظفين لهذه المنظمات ومسخهم فكرياً وأخلاقياً عبر الدولار والرواتب المرتفعة المغرية مستغلة الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد...
ثم كيف تؤتمن الأمم المتحدة التي منذ اندلاع الحرب في اليمن وصل حجم المبالغ التي حصلت عليها من مؤتمرات المانحين لليمن ما يزيد عن 8 مليار دولار، وقد منحت الأموال لعشرات الوكالات التابعة لها، إلا أن أهل اليمن لا يزالون يعانون الفقر والمجاعة والمرض ولم تحلّ لهم المنظمات ولا الأمم المتحدة أية مشكلة بل هي تجلب عليهم الأزمات وتقتات من خلال معاناتهم على مليارات الدولارات مقابل إعطائهم الفتات والفتات فقط.
بعد كل هذه الاعتبارات، نسأل، كيف يمكن لأي شخص ذي عقل سليم أن يعتقد بأن المحرضين والممولين ووقود الحرب والمتفرجين في هذه الحرب المروعة سيكونون يوما وسطاء سلام صادقين لإنهاء الإبادة الجماعية بحق الأطفال المسلمين في اليمن أو التصرف وفق ما فيه مصلحتهم؟ وسواء كانت "عملية السلام" التي ترعاها الأمم المتحدة أو ما يسمى بـ"محادثات السلام" في لندن في 26 نيسان/أبريل بين وزير الخارجية البريطاني وممثلي أمريكا والسعودية والإمارات والأمم المتحدة - فإن ذلك كله لن يجلب أي خير حقيقي لمسلمي اليمن. فهم كالذئاب التي تقاتل على جثث فريستها. وصدق الله سبحانه وتعالى حيث قال: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ﴾ [البقرة: 11-12]
أيها المسلمون في اليمن! سارعوا لنصرة الدعوة لإقامة قيادة إسلامية حقيقية، الخلافة على منهاج النبوة، فهي السبيل الوحيد لإنهاء هذه الإبادة الجماعية بحق أطفالكم وعائلاتكم والتي ستقتلع أي تدخل استعماري في بلادكم. وهي ما سيوحد قلوب مسلمي اليمن على العقيدة الإسلامية وأحكام الله السماوية، وتضمن توفير الحماية والتعليم والتمتع بنظام تعليمي ورعاية صحية من الدرجة الأولى دون تمييز، لكل فرد خاضع لحكمها، وهي ما سيعيد صفة "اليمن السعيد" إلى بلادكم.
د. نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.hizb-ut-tahrir.info/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@hizb-ut-tahrir.info |