المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 2 من صـفر الخير 1441هـ | رقم الإصدار: 1441هـ / 002 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 01 تشرين الأول/أكتوبر 2019 م |
بيان صحفي
دماء نساء وأطفال أفغانستان رخيصة عند أمريكا وعميلها النظام الأفغاني
(مترجم)
أدى هجوم جوي وأرضي مشترك شنته القوتان الأفغانية والأمريكية واستهدف ما وصفوه بأنه مخبأ لطالبان في منطقة موسى قلعة بإقليم هلمند ليلة الأحد 22 أيلول/سبتمبر، أدى إلى مقتل 40 مدنيا وإصابة نحو 18 آخرين بجروح؛ ممن كانوا يحضرون حفل زفاف في مبنى مجاور. وبحسب عبد المجيد أخوند زادة، عضو مجلس محافظة هلمند، فإن غالبية القتلى كانوا من النساء والأطفال. تأتي هذه الغارة القاتلة بعد أيام قليلة من هجوم أمريكي بطائرة دون طيار في 19 من أيلول/سبتمبر، ما أسفر عن مقتل وجرح حوالي 70 من المزارعين الأبرياء في مقاطعة نانجرهار شرق أفغانستان.
في الأشهر الأخيرة، كان هناك عدد متزايد من الإصابات في صفوف المدنيين على يد قوات الأمن الأفغانية والقوات الأمريكية المحتلة؛ بسبب تكثيف الجهود العسكرية ضد طالبان. وذكر تقرير للأمم المتحدة صدر في 30 حزيران/يونيو من هذا العام، أن 717 من القتلى المدنيين نسب قتلهم إلى القوات الأمريكية والأفغانية خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام - وهي نسبة أعلى من القتلى المدنيين الذين تسببت بهم الجماعات المسلحة.
هذا التجاهل التام من أمريكا لحرمة دماء الناس ليس مفاجئاً. فأمريكا الصليبية المجرمة لا تنظر إلى الخسائر في الأرواح مهما ارتفعت على أنه ثمن باهظ، بل على كونه ضريبة يجب دفعها مقابل تأمين مصالحها السياسية والاقتصادية، كما رأينا في أفغانستان والعراق والصومال وغيرها. ومع ذلك، فإن الأمر المريع بالكلية هو أن النظام الأفغاني يقف يدا بيد مع المستعمرين الأمريكيين في قتل أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم وأطفالهم بقصد الوفاء لأجندة واشنطن في المنطقة. لم يكن الهدف الأساسي للقيادات الأفغانية المتعاقبة التي أعقبت الاحتلال الأمريكي لأفغانستان عام 2001 خدمة الشعب بإخلاص، بل تأمين عروشهم الشخصية في السلطة والثروة، وخدمة مصالح سيدتهم أمريكا. كان رد الرئيس أشرف غاني على حمام الدم هذا ردا يرثى له تماماً. فبدلاً من الاعتراف بالآثار المميتة التي يتعرض لها المدنيون الأبرياء بسبب خضوعه الأعمى لسياسة أمريكا، دعا ببساطة إلى "توخي الحذر الشديد" في العمليات العسكرية. على مدى السنوات الـ18 الماضية، صنعت القوات الأمريكية حمام دماء في هذه الأرض، وزرعت الدمار واليأس، وأرهبت وارتكبت جرائم لا توصف ضد شعب هذه البلاد، بما في ذلك إهانة أخواتنا بأبشع الطرق، كل هذا مع الإفلات من العقاب وبمساعدة وتحريض من حكام أفغانستان وأنظمتهم.
إلى متى ستتحمل النساء والأطفال وغيرهم من المدنيين الأبرياء في أفغانستان وطأة هذا التدخل الاستعماري الوحشي في البلاد؟ لقد أغرقت دموعهم ودماؤهم هذه الأرض! كم أصبحت حياة أخواتنا الأفغانيات الغاليات وأطفالهن رخيصة، حيث يُنظر إلى موتهن على أنه مجرد إحصاء أضرار جانبية مقبولة من أجل تحقيق الأجندة الاستعمارية. علاوة على ذلك، فمن المؤكد أنه ينبغي أن يكون واضحاً بشكل لا لبس فيه بأن هذه الانتخابات الرئاسية في 28 من أيلول/سبتمبر لن تحقق شيئاً لشعب أفغانستان. وكيف لا تكون كذلك، في الوقت الذي يشيرون فيه ببساطة إلى استمرار النظام الذي لا يزال خاضعا لسيطرة أمريكا؟ لقد شهدنا بالتأكيد مراراً وتكراراً أن مثل هذه الانتخابات لا تعمل إلا على المصادقة التلقائية على الحاكم الدمية المفضل لدى أمريكا، فيما تزداد معاناة الناس ويأسهم. إن مثل هذه الانتخابات ليست إلا مقابر للآمال الخاطئة والوعود المكسورة والمليئة بالكذب والخداع ولا تزرع سوى الانقسام والعنف بين الناس، في حين إن حالة العنف المؤسفة وانعدام الأمن والموت والدمار والفقر الجماعي والبطالة والجريمة والفساد وانهيار الرعاية الصحية ونظام التعليم، كل هذا لا يزال مستمرا.
وسوف يستمر تدفق أنهار دماء أمتنا في أفغانستان بلا نهاية حتى يتم اجتثاث المستعمرين الأمريكيين وعملائهم. ولن يتحقق هذا إلا بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، لأن هذه القيادة الإسلامية الحقيقية لن تقبل أن تكون تحت سلطة أو تأثير أي قوة أجنبية. وبدلاً من ذلك، ستعمل جاهدة لتكون هي القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية الرائدة في العالم، تحمي رعاياها من أي ضرر، وتخدمهم بإخلاص؛ وتخلق السلام والأمن والرخاء في أراضيها؛ وتنشر نور الإسلام في جميع أنحاء العالم.
﴿تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ﴾
د. نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.hizb-ut-tahrir.info/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@hizb-ut-tahrir.info |