المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 10 من ذي القعدة 1441هـ | رقم الإصدار: 1441هـ / 027 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 01 تموز/يوليو 2020 م |
بيان صحفي
أزمة الجوع في سوريا بسبب فيروس كورونا والحرب أثرت على النساء والأطفال
تسبّبت الحرب في سوريا بمقتل أكثر من نصف مليون شخص بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأدت إلى تشريد وتهجير أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. كما دمّرت البنى التحتية واستنزفت الاقتصاد وأنهكت القطاعات المختلفة، ومنها القطاع الصحي، إذ أصبح أكثر من نصف المستشفيات العامة والمراكز الصحية في سوريا خارجة عن الخدمة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وبالإضافة إلى كل هذه المعاناة تواجه سوريا اليوم أزمة جوع غير مسبوقة مع تفشي فيروس كورونا ومع ارتفاع أسعار الأغذية الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة حتى في ذروة الصراع المستمر منذ تسع سنوات، حيث وصل ارتفاع أسعار الغذاء إلى نسبة 200 في المائة في أقل من عام مع تسجيل الليرة السورية انخفاضاً قياسياً أمام الدولار الأمريكي. وقد ذكر البرنامج التابع للأمم المتحدة على حسابه على موقع تويتر أن "الارتفاع القياسي في أسعار المواد الغذائية ثم وباء كوفيد-19 دفعا بعائلات في سوريا إلى ما يتجاوز طاقتها".
هذا وقد أشارت منظمة الأمم المتحدة إلى أن انتشار وباء كوفيد-19 قد عقّد من الوضع وساهم في ارتفاع أعداد الأشخاص الذين يعانون من سوء أو انعدام التغذية، حيث أحصت المنظمة 9,3 مليون سوري باتوا يعانون اليوم من انعدام الأمن الغذائي، مقارنة بـ7,9 مليوناً قبل ستة أشهر بسبب التأثير الإنساني والاقتصادي لانتشار فيروس كورونا بحسب برنامج الأغذية العالمي.
إن هذه الأرقام المروعة وغيرها من الإحصائيات تبين الحالة المؤسفة والمزرية التي وصل إليها أهلنا في سوريا، وأيضاً هي مؤشر على وجود كارثة حقيقية على صعيد الوضع الإنساني خاصة مع التعامل غير المسؤول مع جائحة كورونا الذي قامت به مؤسسات النظام الغاشم في ظل الوضع الاقتصادي المتردي والعقوبات المفروضة عليها والتي لن تصيب الطغمة الحاكمة بل عامة الناس التي زادتهم فقراً وجوعاً وبطالة، حيث يجب عليهم اليوم الوقوف في طوابير طويلة لشراء الخبز والضروريات اليومية الأخرى، إذ يعيش أكثر من 90 بالمئة من سكان سوريا تحت خط الفقر البالغ دولارين في اليوم بينما تتزايد الاحتياجات الإنسانية.
هذا هو واقع أهلنا المفجع في سوريا في ظل هذا النظام الغاشم الذي وجه سلاحه نحوهم وسلط عليهم آلة قمعه الهمجية، حتى بات الناس يأكلون بقايا النفايات ويقفون طوابير أمام المخابز ويقتاتون أوراق الشجر ويفترشون الشوارع وغيرها من مكدرات الحياة البائسة التي فُرضت عليهم طوال سنوات عديدة.
إن الواقع المرير الذي يعيشه أهل سوريا لا يختلف كثيرا عما يحدث في مختلف بلاد المسلمين على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، بل كل يوم يأتي هو أسوأ من الذي قبله، وإننا في حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله نعيد ونكرر عند سماع الصيحات وتوالي الأزمات ونشر الإحصائيات، ونُبين أن سبب هذا كله هم حكام خاضعون للنظام الرأسمالي الفاسد الذي أثبت فشله في إيجاد حلول ومعالجات لمشكلات الناس، فضلا عن أنه سبب من أسباب إفقار الناس وتجويعهم أصلاً، إنه النظام الذي يهمل الناس الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة الفورية. يقول رسول الله ﷺ: «فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» رواه البخاري.
إن الأزمات التي تمر بها الأمة الإسلامية اليوم بل العالم قاطبة ليست أزمة اقتصاد فحسب فالمال والثروة موجودة في الأرض ولكنها في قبضة حكام مأجورين، قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ فالمال مال الله وهو وافر وكثير، ولكن الأزمة هي أزمة غياب قانون الله في الأرض وسيادة قانون البشر والهوى.
فهلمَّ لنصرة الإسلام وتحكيم شرع الله الذي به تحيا العقول والنفوس وتحيا به الأرض ومن عليها، ولتكون العاقبة الرضا في الدنيا والآخرة. أخرج ابن ماجه والبيهقي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: أقبل علينا رسول الله ﷺ فقال: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ؛ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوّاً مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ».
وهذا هو حالنا أيها المسلمون اليوم، إلّا أن الواجب الذي ينبغي أن يعمل له المسلمون اليوم هو إعادة المجد والعزة للإسلام والمسلمين بإقامة دولة المسلمين وذلك بالعهد والميثاق مع الله والعمل بشرعه وإعادة هذا الإسلام إلى الحياة، وهذا لا يكون إلا بتطبيق الإسلام كاملا بإقامة دولته في قطر ما ثم السعي إلى ضم الأقطار الأخرى إلى ذلك القطر المرتكَز، كما فعل رسول الأمة صلوات ربنا وسلامه عليه.
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.hizb-ut-tahrir.info/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@hizb-ut-tahrir.info |