المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 18 من شوال 1445هـ | رقم الإصدار: 1445هـ / 034 |
التاريخ الميلادي | السبت, 27 نيسان/ابريل 2024 م |
بيان صحفي
شمّاعة الإسلام حاضرة مجددا عند أتال
ليعلقّ عليها جرائم العنف بين الشباب!!
هزّت الرأي العام الفرنسي في الفترة الأخيرة جرائم بشعة راح ضحيتها تلاميذ في المرحلة الإعدادية ففتح الجدال مرة أخرى وعلى نطاق واسع حول ارتفاع حجم الاعتداءات العنيفة للغاية في صفوف تلاميذ لم يبلغوا سن الرشد بعد. وفي مقابلة له على قناة "بي أف أم تي في" الخميس 2024/04/18 بمناسبة مرور مئة يوم على توليه منصب رئيس الحكومة، وفي معرض حديثه عن الإجراءات التي ستتخذ للقضاء على الظاهرة أدان غابريال أتال "مجموعات منظمة إلى حد ما تسعى إلى تسلل إسلامي" تدافع عن "مبادئ الشريعة خصوصا في المدارس". وأضاف: "من غير المقبول أن تشكك أيديولوجية دينية في قوانيننا. القانون الوحيد في فرنسا هو قانون الجمهورية".
لقد وجب التأكيد بادئ الأمر على أنّ تنامي العنف بين الشباب في فرنسا بل وارتفاع نسبة الجريمة عموما ظاهرة تدقّ ناقوس الخطر منذ أعوام ولا تكاد تخلو الأخبار بشكل دوري منها، فوفقا لتقرير صادر عن الخدمة الإحصائية لوزارة الداخلية فإنّ غالبية الجرائم والجنح في فرنسا خلال العام 2023 شهدت ارتفاعا مطردا، وأنّ الارتفاع يتعلق خصوصا بالاعتداءات والضرب (زائد 7%)، والاغتصاب ومحاولة الاغتصاب (زائد 10%)، والعنف الجنسي (زائد 8%). كما ارتفعت أيضا جرائم العنف بشكل حاد في البلد منذ بداية عام 2024، وفقاً لمعلومات صادرة عن إذاعة "أوروبا 1" مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، وزاد أيضا العنف بين العصابات المتنافسة بنسبة 8٪. ومنذ بداية العام، سجلت السلطات 60 حادثة عنف في فرنسا، تم تسجيل الغالبية العظمى منها 51 في إيل دو فرانس!! فظاهرة العنف في فرنسا إذاً أزمة حقيقية ومشكلة كبيرة يعاني منها البلد منذ سنوات وتتشعب فيها الأسباب؛ من عدم نجاعة القوانين والإجراءات المتبعة، إلى ضنك العيش والتهميش الذي يعاني منه شباب الضواحي، وغياب الدور الحقيقي للعائلة والمدرسة في إصلاح النشء، إلى انتشار العصابات، كذلك تفشي الإباحية والانحلال وسوء استعمال وسائل التواصل والتكنولوجيا... وغير ذلك من أسباب يطول شرحها!!
فالعجب كل العجب ما جاء في تصريح أتال وما أسماه محاربة "التسرّب الإسلامي" كحلّ من الحلول للقضاء على العنف بين الشباب!! أوَلا يدرك رئيس الحكومة أنّ تعليقه كل المشاكل التي تعاني منها فرنسا على شمّاعة الإسلام بات أمراً مستهلكا ومفضوحا؟! وأنّ خطب ودّ اليمين المتطرّف بإعلان الحرب على المسلمين وحشرهم في الزاوية ما عاد يخفى على أحد؟! كيف لعاقل أن يصدّق أنّ السبب الجوهري لقضايا تتعلق بالانحراف والمخدرات والضرب والقتل والعلاقات الجنسية بين الشباب مرتبط بالإسلام ومفاهيمه ووجهة نظره في الحياة؟!
ينطبق على آتال المثل القائل "رمتني بدائها وانسلت"! فهو يجهل طبعا أنّ الدولة الإسلامية حين كانت موجودة ويطبّق فيها الإسلام وأحكامه ومفاهيمه استطاعت القضاء على الجرائم والعنف وغيرها من آفات تفتك الآن بالمجتمع الفرنسي، حتّى باتت نادرة الحدوث، ويجهل طبعا كذلك أنّ مفاهيم الجمهورية والحريّات والشذوذ التي يتغنّى بها هي بعينها الداء وهي سبب الورم والأمراض الخبيثة التي أصابتهم!!
ليت أتال وأمثاله يفهمون ما في الإسلام العظيم من نظام حكيم يصلح لبني الإنسان؛ يعالج مشاكلهم ويرتقي بهم، ولكن هيهات هيهات لمن هو غارق في وحل العلمانية والحريات والشذوذ أن يبصر ما وراء الحجب!!
إنّ كل من يعيش في فرنسا يدرك حجم القاع الذي يعيشون فيه ويعي جيّدا أنّ نظامهم ودولتهم قد نخرهما الفساد والعجز، ومصيرهما إلى سقوط، ولذلك يكثر تخبّط السياسيين من أمثال أتال ليظهروا أنفسهم في صورة السياسي المحنّك ذي القرارات الحاسمة والقادرة على حلّ الأزمات! ولكن من فضل الله أنّ كذبهم وفشلهم مفضوح مكشوف وأنّ عداءهم للإسلام سببه خوفهم منه وإدراكهم أنّه عدّوهم السياسي اللدود القادر على هزمهم وقلب الطاولة على رؤوسهم.
﴿وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.hizb-ut-tahrir.info/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@hizb-ut-tahrir.info |