المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 3 من جمادى الثانية 1446هـ | رقم الإصدار: 1446هـ / 061 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 05 كانون الأول/ديسمبر 2024 م |
بيان صحفي
الاستغلال الحاصل لنساء السودان
وباء رأسمالي بامتياز
منذ بدء الصراع في السودان في نيسان/أبريل 2023م تحت إشراف أمريكا التي أطلقت يد قوات الدعم السريع على المسلمين في شمال السودان، وعمليات الإبادة الجماعية وتهجير السكان وانتهاك الأعراض مستمرة بلا توقف. فصار المسلم مجبراً على النزوح من بيته هرباً بدينه وعِرضه، مع غياب النصير وإمعان الكافر في الإجرام. في 26 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري حذرت الأمم المتحدة، عبر تقرير لها نشرته الجزيرة نت، من عنف جنسي مستشر "وبائي" تتعرض له النساء السودانيات، وقالت إن نطاق هذه الاعتداءات الجنسية "غير مقبول".
أجل أيها المسلمون: عنف وبائي ضد الأعراض! أتتخيلون أن يصبح استغلال شراذمة الأرض للعفيفات وباءً مستشرياً؟ ألهذا الحد بلغ بنا الهوان؟! أين زمان المعتصم الذي حرك جيوشه لأجل امرأة مسَّت بسوء؟ إننا لا نترحم على الزمان ترحم العاجزين وإنما نبكي عليه بكاء من يستثير فيكم الحمية ويستنهض في أهل القوة والغيرة منكم نخوته وإسلامه، فهلا غضبتم؟ فإنه ليس للحرائر إلا الرجال. فالأمم المتحدة والنظام الدولي هما سبب الداء، وغياب الإسلام عن الحكم والحياة هو الذي أعطى الضوء الأخضر للكافرين لأن يتمادوا حد انتهاك أعراضنا بشكل علني دون خوف من حسيب ولا رقيب.
وكما قال المهندس إسماعيل الوحواح رحمه الله: "الحضارة الغربية لديها روزنامة مزدحمة! الرأسمالية الليبرالية والنظام العالمي المهيمنُ، مُبدِعٌ في خلْقِ الأزماتِ والمصائبِ، ومبدعٌ في الاحتفال بها. يحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان، بعد أن دمّرَ الإنسان وحقوقه. يحتفل باليوم العالمي للأم، بعد أن حرم المرأةَ من الأمومة. اليوم العالمي للطفل بعد أن أصبح عدد الكلابِ في الغرب أكثر من عدد أطفالهم. اليوم العالمي لوقف العنف ضدّ المرأة بعد أن أحاطَ المرأةَ بالآلام. اليوم العالمي للسلم وهو يشنّ الحروب الاستعمارية والعبثية. اليوم العالمي لمحو الأميّة بعدَ أن مسحَ العقول بالإعلام المزيِّف للحقائق، وإن لم نضع حداً له سنصل إلى يومٍ لا تكفي فيه أيام السنة كلها لتلك المناسبات الاحتفالية بنجاح الحضارةِ الغربيّةِ في خلقِ مآسي البشريّة، وقد يحتفلون في اليوم الواحدِ صباحاً وظهراً ومساءً".
التقارير التي نشرتها وكالة أسوشيتيد برس، قالت إن معظم الشكاوى التي تم تقديمها من النساء اللاتي تعرضن للاستغلال جنسياً مقابل تقديم خدمات البقاء على الحياة، كتوفير المأوى والسكن أو الطعام والشراب والعلاج، كانت من عاملين في منظمات أطباء بلا حدود ومنظمات أخرى عاملة في المجال الإنساني وقوات الدعم المحلية.
بينما وثقت بعثة تقصي الحقائق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة في السودان الشهر الماضي تصاعد العنف الجنسي، بما في ذلك "الاغتصاب والاستغلال الجنسي والاختطاف لأغراض جنسية وكذلك ادعاءات الزواج القسري والاتجار بالبشر"، لا نرى على الواقع أي جهود حقيقية لمعاقبة المجرمين أو وقف هذا الوباء، بل يكتفي رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالقول: "إن العالم يجب أن يفعل ما هو أفضل".
الرأسمالية التي فرّغت الإنسان من روحه وألغت اتصاله بخالقه، وجعلته عبداً لشهواته هي التي تسبب انتهاك أعراض النساء وهي التي تتسبب في استغلالهن في الحروب. والرأسمالية التي جعلت الأرض حلبة للصراع على المصالح الخاصة بالدول والمتنفذين فيها هي التي أشعلت الحروب في العالم وقتلت الملايين في كل مكان لأجل تكريس الفكر الرأسمالي الذي انتشر بالعنف وإبادات جماعية لم تتوقف منذ إبادة الهنود الحمر في أمريكا حتى يومنا هذا في بلاد المسلمين. والرأسمالية التي لا تقوم إلا على القتل وترى في إشباع المرء لشهوته هي الغاية التي تبررها أي وسيلة، مع تغييب الرقابة الذاتية ونشر الحقد على الآخر وتهميش كرامة المستضعفين هي التي تعطي المبرر لعمال الإغاثة كي يكونوا هم من يستغل هؤلاء الفتيات المسلمات. وبكل اختصار ووضوح نقول: إن انتهاك الأعراض واستغلال النساء جنسياً لم يحدث إلا في غياب الإسلام ولن يتوقف إلا بعودته للحكم، ولن يعصم كرامة النساء ويحمي أعراضهن سوى الإسلام. فاللهم أكرمنا بإمام راشد غيور مخلص لك قوي يرفع عنا هذا القهر ويحمي كرامة أخواتنا وبناتنا في كل مكان. فإنما الإمام جُنَّة؛ فقدناه فاجتمعت علينا الأمم اجتماع اللئام على موائد الأيتام.
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.hizb-ut-tahrir.info/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@hizb-ut-tahrir.info |