المكتب الإعــلامي
ولاية باكستان
التاريخ الهجري | 8 من جمادى الثانية 1445هـ | رقم الإصدار: 1445 / 26 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 21 كانون الأول/ديسمبر 2023 م |
بيان صحفي
فرض الديمقراطية بالحديد والنار وتبني سياسات الهوية القومية
جعل من بلوشستان مصدر قلق إنساني وسياسي وأمني
أثار الموت المأساوي الأخير للشاب البلوشي بلاش مولا بخش، من توربات، في مواجهة مسلحة مع إدارة مكافحة الإرهاب، غضباً واسع النطاق، وامتد الاحتجاج إلى جميع أنحاء البلاد، وبدأت عائلة الضحية، إلى جانب العديد من الناس، اعتصاماً سلمياً، تصاعد إلى تنظيم مسيرة طويلة كبيرة نحو إسلام آباد. وهذه الحادثة المؤلمة ليست حالة معزولة عن الأحداث السياسية الدائرة في المنطقة، فهي انعكاس للوضع القاتم لقضايا النظام البائس، ضمن نموذج الدولة القومية الحالي، الذي تطبقه الحكومة الفيدرالية.
لقد فشل النظام الذي كان يهدف إلى ربط الهويات العرقية واللغوية والإقليمية المتنوعة فشلاً ذريعاً، حيث تربط الهويات القومية الناس معاً على أسس عرقية أو إقليمية أو لغوية أو قبلية، وهذا يخلق هويات متعددة داخل حدود البلد الواحد، فهو يقسّم المجتمع على طول الحدود المتعددة. وتحاول الحكومة الوطنية والنظام الفيدرالي توحيد المجموعات العرقية المتنوعة تحت سلطة اتحادية موحدة. وفي الأصل، فهي مكلفة بضمان الحقوق، والوصول إلى الموارد، واستقلال المقاطعات، وحماية الهوية المحلية أو الإقليمية.
ومع ذلك، من الناحية العملية، فإن مثل هذا النظام يعاني باستمرار من عجزه على توزيع الموارد، واستقلال المقاطعات، وتأمين الحقوق، وحماية الهوية. ويؤدي هذا الصراع المستمر بعد ذلك إلى تأجيج مشاعر البغضاء بين مجموعات متعددة، داخل الوحدة الفيدرالية نفسها، وهو ما يحدث حالياً في بلوشستان. إن موت بلاش مولا بخش المأساوي والاختفاء القسري للعديد من الشباب البلوش، هو في الواقع استخدام للقبضة الحديدية للاحتفاظ بسلطة الدولة، وإدارة المشاكل الناجمة عن النظام الفيدرالي الظالم نفسه.
وتحاول الدولة الباكستانية خلق وحدة وطنية من خلال القوة الغاشمة لإخفاء فشلها. وهي مسؤولة عن فقدان أرواح المسلمين الأبرياء والصراع المتزايد بين الدولة والقبائل البلوشية. ونتج عن ذلك خسارة دماء المسلمين الغالية من الجانبين، وهذا يضعف قوة المسلمين من الجانبين، ويتيح الفرصة للأعداء للتآمر علينا.
وعلاوة على ذلك، فإن الإطار الديمقراطي، رغم سعيه لتمثيل الأغلبية، عمل على تهميش أصوات واحتياجات الأقليات، وهذا التمييز يزيد من تفاقم الانقسام في المجتمع، فهو يدفع الأقليات نحو الميول الانفصالية، والسعي إلى الحكم الذاتي، حيث يمكنهم أيضاً الحصول على ميزة عددية. إن الحركة الانفصالية في بلوشستان هي نتيجة مباشرة لنظام الحكم الديمقراطي.
من الضروري أن نعترف بأن التماسك في المجتمع الحقيقي لا يمكن فرضه بالإكراه من خلال القمع. وفي حين إنها قد تسفر عن امتثال وخضوع مؤقتين، إلا أنها تخلو من القبول والاستمرارية المستقرة. فوحدة المجتمع تكون بإجماع الناس على وجهة النظر في الحياة. ويتم ذلك من خلال تطبيق النظام الناشئ عن وجهة النظر هذه على المجتمع. ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى ظهور هوية واحدة للمجتمع بأكمله تتجاوز اللون واللغة والعرق والقبيلة. ومن أجل الحفاظ على الوحدة في أي دولة، من الضروري أن يكون هناك مجتمع موحد، ولا يجوز للدولة أن تولد أقليات مختلفة على أساس هويات مختلفة، حيث ستعاني بعد ذلك دون جدوى للحفاظ على وحدة هذه الأقليات، مثل نظام الحكم الفيدرالي الحالي.
إن حل قضية بلوشستان يكمن في بنية دولة الخلافة، حيث يوفر نظام الخلافة نقلة نوعية من مخاطر النظام الحالي. وفي الخلافة، تختفي أهمية مفاهيم الأغلبية والأقلية في شؤون الدولة، كما أن الأمة كلها تشارك في انتخاب الخليفة، والتشريع في الخلافة مستنبط من القرآن الكريم والسنة النبوية، والتشريع في الخلافة لا يمليه التفوق العددي ولا الأغلبية الانتخابية، وطريقة الإسلام هذه تحمي الناس من الأعراق أو اللغات أو المناطق الأخرى من التأثير غير المبرر لأي عرق أو لغة أو منطقة أخرى. وعلاوة على ذلك، لا يمكن تحقيق التماسك السياسي الحقيقي إلا من خلال تطبيق النظام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في الإسلام. إن الإسلام قوة لا مثيل لها للتوحيد، وتتجاوز الحدود الطائفية واللغوية والإقليمية.
أيها الضباط المخلصون في الجيش الباكستاني!
من أجل السعي لتحقيق الوحدة والصلاح، دعونا نمتنع عن الاقتتال الداخلي المأساوي، وعن سفك دماء المسلمين، على خطوط الحدود القومية التعسفية التي رسمها المستعمرون. هذه دعوة للتوحد مع إخواننا البلوش الشجعان، للوقوف معاً في سبيل الله سبحانه وتعالى، وبدلاً من التضحية بالأرواح من أجل قضية قومية، دعونا نسعى جاهدين لتحقيق هدف أسمى وأنبل، وهو الاستشهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، في قتال قوات الاحتلال في فلسطين وكشمير. وتذكروا تعاليم نبينا الحبيب محمد ﷺ الذي قال: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهى اللهُ عَنْهُ» رواه البخاري. وقد قال رسول الله ﷺ أيضا: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَاناً، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ» رواه مسلم.
في هذه الأوقات الحرجة، عندما تواجه الأمة الفتنة والصراع الداخلي، فضلا عن الاحتلال والقمع من القوى الخارجية، فإن نصرتكم لحزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة واجب عظيم، فالخلافة وحدها القادرة على توجيهنا نحو الوحدة والصلاح في الداخل، وسحق قوى الاحتلال الخارجية. إن مشروع الخلافة النبيل هذا يتجاوز الحدود والقوميات، ويهدف إلى توحيد المسلمين، والقضاء على فتنة الاقتتال فيما بيننا، وستضمن الخلافة الحقوق الشرعية للمسلمين البلوش، وجميع الناس، وسوف تجلب الأمن والأمان والرخاء لجميع المناطق الإسلامية، من خلال نعمة الإسلام.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية باكستان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة Twitter: http://twitter.com/HTmediaPAK تلفون: http://www.hizb-pakistan.com/ |
E-Mail: HTmediaPAK@gmail.com |