المكتب الإعــلامي
ولاية السودان
التاريخ الهجري | 24 من جمادى الثانية 1430هـ | رقم الإصدار: u0646/u0631/u062d/u062a/u0633/ 25 /2009 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 17 حزيران/يونيو 2009 م |
رد على مقال "حزب التحرير..وأوباما 2-2"
الأخ الفاضل/ مؤمن الغالي- صاحب عمود (شمس المشارق).
السلام عليكم ورحمة الله،
وردت بعمودكم الراتب (شمس المشارق) بصحيفة آخر لحظة العدد (1029) بتاريخ اليوم الأربعاء 17 يونيو 2009 تحت عنوان: "حزب التحرير..وأوباما 2-2" وردت بعض الأمور التي استفزّت مشاعرنا، وأدهشتنا، وأفزعتنا (حسب تعبيركم)، وأنت تستنكر علينا دفاعنا المستميت عن المسلمين في أفغانستان والعراق وباكستان وغزة هاشم.
وقبل أن نخوض في الرد على ما ذهبتم إليه من مغالطات لا تخفى على فطنة القاريء المحايد ناهيك عن القاريء المنحاز إلى أهل ملته وعقيدته. نقول لك أخي إن لم ندافع عن أمتنا وأطفالها ونسائنا وشيوخنا؛ الذين يُقتلون بدم بارد منذ أن فقدت الأمة جُنّتها (الخلافة)، حيث غدا دم المسلم أرخص من دم العصفور، فمن تريدنا أن ندافع عنه؟! أتريدنا أن ندافع عن الجلادين والطغاة الظالمين المفسدين من الأمريكان والأوروبيين والروس وغيرهم؟! ولنأت الآن لمناقشة ما ذكرته في مقالتك:
اولاً: الحمد لله أنك ذكرت أننا ندافع عن المسلمين ولم تقل الحركات المسلحة، وهي حقيقة تعلمها ويعلمها غيرك من أن حزب التحرير لا يسعى لتحقيق غايته بالعنف ليس خوفاً وإنما اتباعاً لمنهج المصطفى صلى الله عليه و سلم الذي لم يقم بأي أعمال مادية قبل قيام الدولة، أما الجهاد من أجل تحرير الأرض من دنس الكافر المستعمر فهو ماضٍ وواجب على كل مسلم خلف كل أمير براً كان أم فاجراً. وكثير من الحركات الإسلامية التي تقاتل من أجل إخراج الكافر المستعمر من بلادها تصوّر وكأنها شيطان رجيم، والإعلام الغربي الذي تستقون منه معلوماتكم هو الذي يصورهم بهذه الصورة، ويساوي بين الضحية والجلاد، والمعتدى عليه والمعتدي، بل يصوّر الجلاد المعتدي المغتصب للأرض والعرض بالفارس المخلّص، فما لكم كيف تحكمون؟
ثانياً: إذا افترضنا، جدلاً، أن من قام بتفجيرات سبتمبر 2001 التي تتباكى على ضحاياها هم من الحركات الإسلامية المسلحة، فهل من قام بذلك هم أطفال المسلمين ونساؤهم وشيوخهم؟ والإجابة قطعاً لا. فلماذا إذن يدفع الثمن هؤلاء في أفغانستان والعراق وغيرها من بلاد المسلمين؟ رغم أننا لا نثق في الإعلام الغربي المسيطر على كل وسائل الإعلام في العالم فمن يجزم أن من قام بالتفجيرات في أمريكا أو في أوروبا هي الحركات الإسلامية المسلحة؟ ولماذا لا يكون هذا عملاً إجرامياً من مخابرات تلك البلدان ليكون مبرراً لضرب الإسلام واحتلال بلادنا ، كما حدث فعلاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ وهل قتل ثلاثة آلاف مبرر لقتل ملايين الأطفال والنساء والشيوخ واحتلال العراق وأفغانستان وغيرها؟ وإذا أجزت لهم قتل هؤلاء الأبرياء من المسلمين فلماذا تنكر قتل ثلاثة آلاف من المدنيين الأمريكيين أو غيرهم، أم أنك تقول بأن دم الأمريكي أغلى وأطهر من دماء ملايين المسلمين العزّل الذين قُتّلوا وشُرّدوا واعتقلوا من غير ذنب جنوه إلا أن يقولوا ربنا الله؟
ثالثاً: أما الحديث عن تفجيرات المساجد وغيرها من أماكن العبادة فأنا على يقين من أن من يقوم بذلك لا يمكن أن يكون مسلماً، فكيف بمن يجاهد في سبيل الله، والشاهد على ما أقول ما تم اكتشافه في العراق عندما تم ضبط مجموعة من البريطانيين المتخفين في ثياب المجاهدين، ويقومون بهذه التفجيرات الإجرامية، وما خفي أعظم.
أما حديثك عن قتل الأطفال في مدرسة روسية على أيدي المجاهدين الشيشان كما ادعيت، يكفي ما كشفته الأنباء من الأعمال القذرة التي كانت تقوم بها المخابرات الروسية، وليس ما حدث بعد اغتيال رجل المخابرات الروسي"ألكساندر ليتفينينكو" في لندن، وعقب الكشف عن أنه آمن بالإسلام قبلها بسنوات خلال عمله في الشيشان، وكان السبب في إيمانه القدوة فيما رآه من تفاني وتضحيات المجاهدين الشيشان المدافعين عن دينهم وبلادهم. كذلك كان السبب في اعتناقه الإسلام ما شاهده من تآمر وغدر القيادة السياسية والاستخباراتية الروسية، وأساليبها القذرة التي أدت إلى القيام بأعمال إرهابية في موسكو، راح ضحيتها المئات من المواطنين الروس الأبرياء، وذلك فقط لكي يوجدوا ذريعة ومبرراً لضرب الشيشان بقسوة ووحشية، وإعلان الحرب الشعواء على كل أهلها، بعد تلفيق الاتهام وإلقائه على المجاهدين الشيشان، بأنهم هم الذين قاموا بالأعمال الإرهابية.
وقد كشف ذلك " ليتفينينكو" في كتابه تفجير روسيا "Blowing up Russia" أن المخابرات الروسية قامت بعمليات تفجير في روسيا لتحريض الشعب على الحرب على الأقليات المسلمة عبر إلصاق التهم بالمتمردين الشيشان.
المسألة الأخيرة: هي تكرارك الدائم في كل مقالاتك عن حزب التحرير أو الخلافة، ووصف ما يسعى حزب التحرير لأن يجعله واقعاً مع الأمة تصوّره أنت ومن على هواك بأنه أحلام مستحيلة!! فالخلافة أخي الكريم وعد الله وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم، كانت واقعاً ملء السمع والبصر قروناً طويلة، وهي عائدة بإذن الله تعالى، نراها بعين البصيرة، وإيمان المتيقن، فهي ليست أحلام يقظة أو منام، بل ستقوم بمجاهدات الرجال، وتضحيات المؤمنين الصادقين المخلصين. وهذه الخلافة التي تراها حلماً مستحيلاً يراها قادة الغرب والشرق وسياسيوه ومفكروه حقيقة واقعة لا محالة، فيصنعون لها السيناريوهات، ويعقدون لها المؤتمرات والمؤامرات للحيلولة دون قيامها.
ولن أرهق نفسي معك لأبين لك فرضية العمل للخلافة، والأدلة الدالة على عودتها خلافة راشدة كخلافة الراشدين، لأننا بينّا لك ذلك مراراً ولم تؤثر فيك آيات الله ولا أحاديث سيد المرسلين رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن سأورد لك حديث رجل ليس من الغرب، ولا من حزب التحرير، بل ليس بمسلم، فهو رجل من روسيا، ونائب رئيس البرلمان الروسي (مجلس الدوما) ميخائيل بورييف، الذي أكد في كتاب صدر له مؤخراً أن العالم في سبيله لأن يتألف من خمس دول كبرى هي: (روسيا والصين والخلافة الإسلامية وكونفدرالية تضم الأمريكتين) وأضاف (والهند إذا نجحت في التخلص من النفوذ الإسلامي القوي الذي يحاصرها).
ونقول له بل إن العالم لن تكون فيه دولة كبرى غير دولة الخلافة الإسلامية التي ستفتح روما والبيت الأبيض والكرملين إن شاء الله. والله نسأل أن يجعلنا من العاملين المخلصين لإقامة الخلافة الراشدة الثانية بإذن الله.
إبراهيم عثمان (أبوخليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ولاية السـودان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية السودان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة الخرطوم شرق- عمارة الوقف الطابق الأرضي -شارع 21 اكتوبر- غرب شارع المك نمر تلفون: 0912240143- 0912377707 www.hizb-ut-tahrir.info |
E-Mail: spokman_sd@dbzmail.com |