المكتب الإعــلامي
السويد
التاريخ الهجري | 5 من ربيع الاول 1436هـ | رقم الإصدار: 08/14 |
التاريخ الميلادي | السبت, 27 كانون الأول/ديسمبر 2014 م |
بيان صحفي الهجوم على المسجد في إسكيلستونا يظهر زيادة الخوف من الإسلام في الدول الاسكندينافية (مترجم)
الدول الاسكندينافية كانت شاهدة على هجوم خطير آخر على أماكن عبادة وتجمع المسلمين. ففي يوم الخميس 2014/12/25، تعرض مسجد في إسكيلستونا في السويد لحريق متعمد في منتصف النهار. حيث كسرت نافذة المسجد من خلال جسم ملقى ما أدى إلى اندلاع النيران فيه بسرعة. وقد تم نقل خمسة أشخاص إلى المستشفى، وتحقق الشرطة السويدية في القضية بأنها "حريق إجرامي". وفي اليوم التالي، تعرض مسجد قريب للتخريب، لتصل عدد هذه الاعتداءات إلى ما مجموعه 12 هجوما في عام 2014. ولا يزال من المبكر القول من يقف وراء هجوم إشعال الحريق العنيف، لكن العديد من المصادر تشير إلى أنه تم تغذيتها بدوافع العنصرية وكراهية الإسلام.
وبغض النظر عن الدوافع، فإن ردود الفعل على الهجوم قد كشفت عن كراهية عميقة تجاه الإسلام والمسلمين بين عدد غير قليل من الناس في اسكندينافيا. فالتعليقات على وسائل الإعلام (الاجتماعية) في كل من الصحف الدنماركية والسويدية، تشجع على حرق المزيد من المساجد وحتى قتل المسلمين.
إن هذا الوضع ليس جديدا في الدول الاسكندينافية، حيث كان هناك ميلٌ نحو اليمين لفترة طويلة. ففي الدنمارك تدور معظم الحملات الانتخابية حول من يمكن أن يكون الأشد قسوة في خطابه تجاه المسلمين. ووفقا لاستطلاعات الرأي، فإن الحزب الأكثر عدائية على وشك أن يصبح ثاني أكبر الأحزاب في الدنمارك في الانتخابات المقبلة. وفي السويد، التي تحاول عادة تصوير نفسها بأنها متسامحة، أصبح الحزب المعادي للأجانب "Sverigedemokraterne" "ديمقراطيو السويد" ثالث أكبر الأحزاب في الانتخابات الأخيرة، بعدما تقدم بأكثر من 100% منذ الانتخابات التي أجريت في عام 2010.
إن هذا التطور ليس فريداً من نوعه في اسكندينافيا، ولكنه للأسف يتماشى مع التطور الأوروبي العام من الهستيريا الجماعية والكراهية غير العقلانية تجاه الإسلام والمسلمين. فقد شهدنا هجمات مماثلة في هولندا، ومؤخرا رأينا مظاهرات كبيرة في ألمانيا، حيث تجمع الآلاف من الناس لإظهار كراهيتهم للإسلام، ويمكننا ملاحظة النزعة نفسها في جميع أنحاء أوروبا.
هذا الحقد غير المنطقي والعميق لا يأتي من ذاته، ولكنه كان مدفوعا منذ زمن طويل من قبل السياسيين ووسائل الإعلام، الذين يستغلون كل فرصة للهجوم على الإسلام والمسلمين. فهم يتحدثون عن الإرهاب وتشديد القوانين، بينما في الوقت نفسه يتلاعبون ويخلقون صور الذعر، الأمر الذي يؤدي إلى وجود تجمعات منقسمة تهيمن عليها الاعتداءات اللفظية والجسدية ضد السكان المسلمين. ولكن حتى عندما تؤدي هذه الاعتداءات ذات الدوافع السياسية إلى خسائر في الأرواح، أو محاولات القتل المباشرة، فمن "الغريب" أنها لا توصف بالإرهابية.
وفي هذا الصدد، فإننا نتوجه بنداءين عامين:
الأول موجه إلى إخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات: أن اعتصموا بإسلامكم؛ فالإسلام دين كامل وشامل وليس في حاجة إلى تكييف. وهذا التطور المحزن هو محاولة يائسة لقمعكم من خلال الضغط والعنف، من قبل أشخاص لم يعودوا قادرين على مناقشة معتقداتهم. فكونوا معتزين بدينكم وقدموا الإسلام كما هو، وبلغة حسنة، حينها يمكنكم التغلب على العديد من الأحكام المسبقة وسوء الفهم.
والثاني موجه إلى جيراننا من غير المسلمين، زملاء العمل والمدرسة: لا تدع الصورة المسيسة، والتلاعب البغيض تكون أساسا لتفهمك للإسلام. ضع الأحكام المسبقة جانبا وتحدث إلى مسلم. فلا يوجد في الإسلام مشكلة في خوض التحديات الفكرية، ويمكنك مناقشة كل شيء، طالما أن المناقشة تتسم بالواقعية والنبرة بالرصانة.
جونز كوك
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في اسكندينافيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير السويد |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: https://hizb-ut-tahrir.se/ |